الصين تطویر علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة

الصين تطویر علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة ، یبلغ طول الحدود البریة للصین أكثر من ٢٠ ألف كیلومتر. الدول المجاورة التي تتاخم الصین بریا ھي: كوریا الدیمقراطیة في الشمال الشرقي، وروسیا ومنغولیا في الشمال، وقازقستان وقرغیزستان وطاجیكستان وأفغانستان وباكستان والھند ونیبال وبھوتان في الغرب والجنوب الغربي، ومیانمار ولاوس وفیتنام في الجنوب. تتاخم الصین البحر من الشرق والجنوب الشرقي، ویبلغ إجمالي طول خطھا الساحلي أكثر من ٣٢ ألف كیلومتر. الدول التي تواجھ الصین عبر البحر ھي: كوریا الجنوبیة والیابان من الشرق، والفلیبین ومالیزیا وبروني وإندونیسیا من الجنوب الشرقي.

تطویر علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة بنشاط مكون ھام للدبلوماسیة الصینیة.

توجد مسائل الحدود أو الجنسیة المزدوجة التي خلفھا التاریخ بین الصین وبعض الدول المجاورة لھا. تدعو الصین إلى السعي للحل الودي لمسائل الحدود عن طریق المفاوضات السلمیة، وعدم اللجوء إلى القوة.

في الستینات حلت الصین مسائل الحدود حلا عادلا ومعقولا مع میانمار ونیبال ومنغولیا وباكستان وأفغانستان عن طریق التشاور الودي والتفاھم وتقدیم تنازلات متبادلة، ووقعت الاتفاقیات المعنیة.

في یونیو عام ١٩٥٠ أنشأت الصین العلاقات الدبلوماسیة مع میانمار. بدایة من السبعینات تحسنت وتطورت العلاقات بینھا وبین دول جنوب شرقي آسیا الأخرى. في عام ١٩٧٤ و١٩٧٥ أنشأت العلاقات الدبلوماسیة مع مالیزیا والفلیبین وتایلاند على التوالي. في أغسطس عام ١٩٩٠ أعادت العلاقات الدبلوماسیة مع إندونیسیا؛ في أكتوبر نفس العام أنشأت العلاقة الدبلوماسیة مع سنغافورة. في سبتمبر عام ١٩٩١ أنشأت العلاقة الدبلوماسیة مع بروني. ھكذا سارت العلاقات بینھا وبین كل دول جنوب شرقي آسیا في مجراھا الطبیعي.

تم توقیع الاتفاق والمعاھدة حول مسألة الحدود بین الصین ومیانمار على التوالي
في بكین عام ١٩٦٠ .كانت ھذه اول مرة تحل فیھا الصین مع بلد مجاور لھا
مشكلة الحدود التي خلفھا التاریخ.

تعمل الصین على تحسین وتطویر علاقاتھا مع دول جنوب شرقي آسیا في الوقت الذي تشھد فیھ علاقات الصین مع رابطة دول جنوب شرقي آسیا (الآسیان) تطورا سلسا. تأسست الآسیان في عام ١٩٦٧ ،تتكون الدول الأعضاء المؤسسة من أندونیسیا ومالیزیا والفلبین وسنغافورة وتایلاند، ثم انضمت إلیھا برونى وفیتنام ومیانمار ولاوس وكمبودیا على التوالي.

تلقي الصین اھتماما كبیرا للدور الذي تلعبھ الآسیان في منطقة آسیا والمحیط الھادي بل وعلى الساحة الدولیة باعتبارھا منظمة إقلیمیة وتقدر عالیا المبادرات التي تطرحھا الآسیان لإنشاء منطقة محایدة سلمیة وحرة في جنوب شرقي آسیا والجھود التي بذلتھا الآسیان لتعزیز التضامن فیما بین أعضائھا، بل تقدم دعما للدور النشط الذي تلعبھ الآسیان في الشؤون الدولیة والإقلیمیة. منذ عام ١٩٩١ ،یشارك وزیر الخارجیة الصیني سنویا في مؤتمر وزراء الخارجیة للآسیان بدعوة خاصة. وأصبحت الصین دولة فاعلة في الآسیان في یولیو ١٩٩٦ .في فبرایر عام ١٩٩٧، أنشئت اللجنة الموحدة بین الآسیان والصین، حیث تم تحدید إطار الحوار الشامل الذي یشمل خمس آلیات متوازیة. بعد وقوع الأزمة المالیة في جنوب شرقي آسیا، قدمت الصین معونات للدول المعنیة قدر الاستطاعة وعبر الطرق الثنائیة والمتعددة الأطراف في سبیل مساعدتھا على التخلص من الصعوبات الاقتصادیة الناتجة عن الاضطراب المالي. 

طرحت الصین  خمس مبادرات لتطویر علاقات حسن جوار ودیة مع دول جنوب شرقي آسیا: الاحترام المتبادل والمعاملة المتساویة؛ تعزیز الحوار وتكثیف التشاور؛ المنفعة المتبادلة والتنمیة المشتركة؛ الدعم المتبادل وتوسیع التعاون؛ والسعي لإیجاد نقاط مشتركة وترك نقاط الخلاف جانبا مع وضع المصلحة العامة في الاعتبار. في أواخر عام ١٩٩٧ ،حضر الرئیس الصیني السابق جیانغ تسھ مین المؤتمر غیر الرسمي لقادة الصین والآسیان الذي كان أول قمة في تاریخ علاقات الصین مع الآسیان، حیث أصدر الجانبان ”بیان مشترك للقمة بین الصین والآسیان“ وحددا ھدف تأسیس علاقات شراكة وحسن حوار وثقة متبادلة نحو القرن الحادي والعشرین بین الجانبین والمبادئ المرشدة للعلاقات الثنائیة. في نوفمبر عام ٢٠٠١ ،حضر رئیس مجلس الدولة الصیني السابق تشو رونغ جي الدورة الخامسة لمؤتمر القادة (١٠+١) بین الصین والآسیان، وتوصل مع الآسیان على ھامش المؤتمر إلي آراء مشتركة إزاء إنشاء منطقة تجارة حرة بین الصین والآسیان خلال عشر سنوات. في نوفمبر عام ٢٠٠٢ ،حضر رئیس مجلس الدولة الصیني السابق تشو رونغ جي الدورة السادسة لمؤتمر القادة (1+10 ) بین الصین والآسیان، ومؤتمر 3+10 بین الآسیان والصین والیابان وكوریا الجنوبیة ومؤتمر القادة للتعاون الاقتصادي في حوض نھر المیكونغ وطرح ٢ مبادرة لتعمیق التعاون بین الصین والآسیان وتحقیق الرخاء المشترك في شرقي آسیا ووقع أو أصدر ١٥ وثیقة واتفاقیة، منھا “اتفاقیة إطار العمل للتعاون الاقتصادي الشامل بین الصین والآسیان”، بحیث تبدأ عملیة إنشاء منطقة التجارة الحرة بین الطرفین؛ وأصدر “التقریر الوطني” حول مشاركة الصین في تنمیة حوض نھر المیكونغ بحیث یبدأ التعاون الشامل بین الصین والآسیان في حوض نھر المیكونغ ویوسع مجالات التعاون؛ ووقع على “مذكرة تفاھم حول التعاون الزراعي”، لتبدأ الخطوة الأولى لتفعیل التعاون في المجالات الھامة بین الطرفین؛ وأعلن بأن الصین تطبق “خطة تخفیف
الدیون الآسیویة” وتلغي جمیع الرسوم الجمركیة على البضائع من میانمار ولاوس وكمبودیا، الأمر الذي یساھم مساھمة واقعیة في تخلیص ھذه المناطق من الفقر. في أكتوبر عام ٢٠٠٣ ،حضر رئیس مجلس الدولة الصیني ون جیا باو قمة الصین -الآسیان حیث انضمت الصین بصورة رسمیة إلي“معاھدة الصداقة والتعاون لجنوب شرقي آسیا” ووقع الجانبان “البیان المشترك لقادة جمھوریة الصین الشعبیة ودول جنوب شرقي آسیا” وأُعلن عن تأسیس “علاقات شراكة استیراتیجیة نحو السلام والرخاء” بما یرتقى بالعلاقات الثنائیة إلي مستوى جدید.

في أكتوبر ٢٠٠٣ ،وقع وزیر الخارجیة الصیني لي تشاو شینغ مع وزراء
خارجیة الدول العشر لرابطة دول جنوب شرقي آسیا وثیقة انضمام الصین
رسمیا إلى <<معاھدة الصداقة والتعاون لدول جنوب شرقي آسیا>> في جزیرة
بالي بإندونیسیا.

ثمة خلافات بین الصین ودول جنوب شرقي آسیا المعنیة حول السیادة على جزر نانشا. طرح الزعیم الصیني السابق دنغ شیاو بینغ، انطلاقا من منظورة المصلحة العامة والفكر الجدید إزاء ھذه القضیة، مفھوم “السیادة لنا وترك الخلاف جانبا لتحقیق التنمیة المشتركة”. وفقا لھذه الأفكار الھامة، أجرت الصین مشاورات ثنائیة إیجابیة مع الدول المعنیة، بما یحافظ على استقرار وضع بحر الجنوب. في نوفمبر عام ٢٠٠١ ،

وقع رئیس مجلس الدولة الصیني السابق تشو رونغ جي مع زعماء دول جنوب شرقي آسیا “الإعلان حول سلوك الأطراف ببحر الجنوب” الذي وضع أساسا سیاسیا لتھدئة الوضع في بحر الجنوب.

أنشأت الصین علاقات دبلوماسیة مع فیتنام في ینایرعام ١٩٥٠ .في الخمسینات والستینات من القرن الماضي، قدمت الصین دعما كاملا للحرب الفیتنامیة ضد فرنسا والولایات المتحدة. وساءت العلاقات الصینیة الفیتنامیة في أواخر السبعینات. بعد تطبیع العلاقات بین البلدین، تطورت العلاقات السیاسیة بینھما وازدادت الزیارات المتبادلة الرفیعة المستوى. في مطلع عام ١٩٩٩ ،قام الأمین العام للجنة المركزیة لحزب الشیوعي الفیتنامي بزیارة رسمیة إلي الصین، حیث حددت البلدان إطار العلاقات المتثمل في “الاستقرار الطویل المدى المتجھ للمستقبل وحسن الجوار والتعاون الشامل”. رغم ذلك، ما زال ھناك نزاع حدودي بین الصین وفیتنام، یشمل الحدود الأرضیة وتقسیم خلیج بیفو وجزر نانشا والسیادة على میاه البحر المجاورة والحقوق والمصالح البحریة. بفضل الجھود المشتركة، وقع الجانبان في دیسمبر عام ١٩٩٩ رسمیا “الاتفاقیة الصینیة- الفیتنامیة بشأن الحدود البریة”؛ ووقعا في دیسمبر عام ٢٠٠٠ بصورة رسمیة “اتفاقیة ترسیم الحدود في خلیج بیفو والمنطقة الاقتصادیة الخاصة والرصیف القاري” و“اتفاقیة التعاون في الثروة السمكیة بخلیج بیفو” بین الصین وفیتنام؛ بالنسبة لنزاعات جزر نانشا، أجرى الجانبان جولات عدیدة من المفاوضات ووافقا على الالتزام بآلیة المفاوضات وإیجاد حل مناسب لھذه النزاعات من خلال التشاورات الودیة.

قام زعماء الصین ولاوس وكمبودیا بالعدید من الزیارات المتبادلة، بما یدفع تطور العلاقات الثنائیة. یعتبر توطید وتطویر علاقات الصداقة والتعاون مع دول جنوب شرقي آسیا جزءا مھما من تھدئة البیئة المجاورة للصین. أنشأت الصین علاقات دبلوماسیة مع الھند والباكستان ونیبال في خمسینات القرن الماضي. أشار الرئیس الصیني السابق جیانغ تسھ مین في عام ١٩٩٦عند زیارتھ للھند والباكستان ونیبال إلي خمس مبادرات لإنشاء علاقات حسن الجوار المستقرة والطویلة المدى نحو المستقبل بین الصین ودول جنوب شرقي آسیا: 

           (١ )توسیع التبادل وتعمیق الصداقة التقلیدیة.

(٢ )الاحترام المتبادل وحسن الجوار والصداقة من جیل إلى جیل.

(٣ )المنفعة والأفضلیة المتبادلة وتعزیز التنمیة المشتركة.

(٤ )السعي إلى النقاط المشتركة وترك الخلاف جانبا ومعالجة النزاعات على خیر وجھ.

(٥ )تعزیز التضامن والتعاون لخلق مستقبل مشرق.

تطویر علاقات الصداقة والتعاون بین الصین والھند لیس فقط یتفق مع المصلحة الأساسیة لكلا البلدین، بل یخدم السلام والاستقرار والتنمیة الإقلیمیة والعالمیة باعتبارھما أكبر دولتین نامیتین في العالم.

أنشئت العلاقات الدبلوماسیة بین الصین والھند في إبریل عام١٩٥٠ .كانت ھناك تبادلات وثیقة بین البلدین في بدایة الخمسینات. بسبب قضیة الحدود التي خلفھا التاریخ، اندلع النزاع الحدودي بین الصین والھند في عام ١٩٦٢، بعد ذلك، فترت العلاقات الثنائیة، حتى تم استئناف تبادل السفراء في عام ١٩٧٦ .في دیسمبر عام ١٩٨٨ ،زار رئیس الوزراء الھندي راجیف غاندي الصین وكانت ھذه أول مرة یزور فیھا رئیس وزراء ھندي الصین خلال أربع وثلاثین عاما. وقد اتفق الجانبان خلال الزیارة على حفظ السلام والاستقرار في منطقة خط المراقبة الفعلیة قبل حل القضیة الحدودیة والعمل على تحسین وتطویر العلاقات الثنائیة. في سبتمبر ١٩٩٣ ،زار رئیس الوزراء الھندي السابقة ناراسیما راو الصین، ووقع مع الجانب الصیني“اتفاق الحفاظ على سلام واستقرار منطقة خط المراقبة الفعلیة بین الصین والھند” ووثائق أخرى. في نوفمبر ١٩٩٦ ،قام الرئیس الصیني السابق جیانغ تسھ مین بزیارة رسمیة للھند، وكان أول رئیس صیني یزور الھند بعد إنشاء العلاقات الدبلوماسیة بین البلدین، حیث قرر الجانبان إقامة علاقات شراكة وتعاون بناءة نحو المستقبل على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي. بعد ذلك، شھد التبادل والتعاون بین البلدین في المجالات السیاسیة والاقتصادیة والعسكریة تطورا جدیدا ومستمرا.

في مایو ١٩٩٨ ،أجرت الھند تجربة نوویة وأشاعت “نظریة التھدید الصیني” لإیجاد ذریعة لتطویر الأسلحة النوویة، الأمر الذي أصاب العلاقات الصینیة الھندیة بانتكاسة شدیدة. قامت الصین بالرد ضربة بضربة. بعد ذلك، خفت حدة الحكومة الھندیة ضد الصین وبدأت الحكومة الھندیة تتصل بالصین عبر مختلف السبل لإعادة العلاقات بین البلدین إلى طبیعتھا. في یونیو ١٩٩٩ ،قام وزیر الخارجیة الھندي بزیارة رسمیة للصین حیث أكد الجانبان أن الشرط المسبق لتطویر العلاقات الصینیة الھندیة ھو عدم اعتبار أي جانب الجانب الآخر تھدیدا لھ على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي، وأعربا عن رغبتھما في العمل معا من أجل دفع تطبیع وتحسین العلاقات الثنائیة. في مایو ٢٠٠٠ ،قام الرئیس الھندي بزیارة رسمیة للصین، حیث تبادل الجانبان الآراء حول العلاقات الثنائیة والشؤون الدولیة والإقلیمیة ذات الاھتمام المشترك وتوصلا إلي آراء مشتركة حول العمل على تنمیة الصداقة والتعاون بین الھند والصین وتعزیز التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الأفراد والإسراع بأعمال تحدید خط المراقبة الفعلیة وغیرھا. في یونیو ٢٠٠٣ ،زار رئیس الوزراء الھندي أتال بیھاري فاجبایي الصین ووقع مع رئیس مجلس الدولة الصیني ون جیا باو “بیان مبادئ العلاقات الثنائیة والتعاون الشامل”، ویعتبر ھذا حدثا ھاما ذا مغزى عملي في تاریخ العلاقات الصینیة الھندیة، إذ أن البیان یحدد أھداف العلاقات الثنائیة والمبادئ المرشدة ویخطط بشكل شامل التعاون في مختلف المجالات بین البلدین. علاوة على ذلك، وقعت الحكومتان الصینیة والھندیة تسع وثائق تعاونیة تشمل مجالات التعاون في الاقتصاد والتكنولوجیا والثقافة والتعلیم والقضاء والتمثل الدبلوماسي، الأمر الذي یدفع العلاقات الثنائیة إلي مستوى أعلى.

توطید وتطویر علاقات حسن الجوار التقلیدیة وعلاقات التعاون ذات المنفعة المتبادلة مع باكستان سیاسة ثابتة للحكومة الصینیة. على ضوء ھذا، تطورت وتعمقت علاقات الصداقة والتعاون بین الصین وباكستان في مختلف المجالات وازدادت الزیارات المتبادلة بین زعماء البلدین، حیث قام الرئیس الصیني السابق جیانغ تسھ مین في عام ١٩٩٦ بزیارة رسمیة ناجحة لباكستان وقرر الجانبان إنشاء علاقات شراكة وتعاون شامل نحو القرن الحادي والعشرین . وتلتزم الصین وباكستان بالثقة المتبادلة والتفاھم المتبادل وتعزیز التنسیق والدعم المتبادل في المحافل الدولیة.

قررت الصین ونیبال إنشاء علاقات شراكة وحسن جوار ودیة من جیل إلي جیل. أما علاقات الصین مع سریلانكا وبنغلادیش والمالدیف وبھوتان و دول جنوب شرقي آسیا الأخرى، فما زالت تحافظ على قوة دافعة للتطور.

أنشأت الصین العلاقات الدبلوماسیة مع أفغانستان في عام ١٩٥٥. تولي الصین دائما اھتماما بتغیرات وتطورات الأوضاع في أفغانستان، باعتبارھا بلدا مجاورا ودیا لأفغانستان. في نھایة عام ١٩٧٩ ،اعتدى الاتحاد السوفیتي على أفغانستان، أدانت الصین ھذا العمل بشدة داعیة إلي حل سیاسي عادل ومعقول للقضیة الأفغانیة، وقدمت دعما سیاسیا ومعنویا للنضال الذي قام بھ الشعب الأفغاني ضد الاعتداء الخارجي وقدمت معونات إنسانیة للاجئین الأفغان واعتبرت انسحاب الاتحاد السوفیتي من أفغانستان واحدا من العوائق الثلاثة الكبرى التي یجب إزالتھا لتطبیع العلاقات الصینیة السوفیتیة ودفع الحل السیاسي للقضیة الأفغانیة.

شھد الوضع الأفغاني تغیرات ھائلة بعد وقوع حادثة الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١ .شاركت الصین بنشاط في حل القضیة الأفغانیة، حیث طرحت الصین بجلاء خمسة مبادئ أساسیة لحل القضیة الأفغانیة، وھي:

(١ ) ضمان السیادة المستقلة وسلامة الأراضي الأفغانیة.

(٢ ) أن یقرر الشعب الأفغاني الحل النھائي للقضیة الأفغانیة.

(٣ ) أن تكون الحكومة الأفغانیة المستقبلیة ذات قاعدة تمثیل واسعة، بحیث تعبر عن مصالح القومیات المختلفة وتتمسك بسیاسة خارجیة سلمیة مع التخلي عن التطرف وتتعامل مع دول العالم خاصة الدول المجاورة تعاملا ودیا.

(٤ ) أن تلعب الأمم المتحدة دورا أكبر وأنشط.

(٥ ) أن یكون حل القضیة الأفغانیة في صالح سلام واستقرار المنطقة.

حضر مندوب الصین لدى الأمم المتحدة مؤتمرات إعادة إعمار أفغانستان التي انعقدت في واشنطن وإسلام أباد وبروكسل. في ٢٢ دیسمبر ٢٠٠١ ،أنشأت الصین العلاقات الدبلوماسیة مع الحكومة الأفغانیة المؤقتة بعد تأسیسھا. في فبرایر ٢٠٠٢ ،أعادت الصین افتتاح السفارة الصینیة لدى أفغانستان وشاركت بنشاط في إعادة بناء أفغانستان، حیث أعلنت الصین تقدیم معونة تبلغ قیمتھا ١٥٠ ملیون دولار أمریكي لإعادة إعمار أفغانستان خلال السنوات الخمس المقبلة، بل وقعت رسالتین متبادلتین حول تقدیم معونات مادیة طارئة من الصین لافغانستان قیمتھا ٣٠ ملیون یوان وملیون دولار أمریكي نقدا. في مارس ھذا العام، أرسلت الصین ١٤ طائرة لنقل المعونات المادیة التي تبلغ قیمتھا ٣٠ ملیون یوان إلي أفغانستان، لذلك أصبحت الصین واحدة من دول العالم الأولى التي توفي بتعھداتھا لأفغانستان.

في عام ١٩٩١ ،تفكك الاتحاد السوفیتي وأصبحت كل جمھوریة من جمھوریاتھ دولة مستقلة. احترمت الصین اختیار شعوب ھذه الدول وأنشأت علاقات دبلوماسیة معھا على التوالي في بدایة عام ١٩٩٢ على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي. وشھدت علاقات الصین مع قازقستان وقرغیزستان وطاجیكستان وأوزبكستان وتركمانستان تطورا سلسا، وتعمل الصین على الحفاظ على سلام واستقرار آسیا الوسطى، فوقعت في عام ١٩٩٦ وعام ١٩٩٧ مع روسیا وقازقستان وقرغیزستان وطاجیكستان “اتفاق تعزیز الثقة في المجال العسكري بالمناطق الحدودیة” و”اتفاق نزع السلاح في المناطق الحدودیة”، بما یحل نھائیا قضیة الحدود الصینیة القازقیة التي تمتد أكثر من ١٧٠٠ كیلومتر. في أغسطس ١٩٩٩، عقد رؤساء الصین وروسیا وقازقستان وطاجیكستان وقرغیزستان القمة الخامسة قي بیشكیك عاصمة قرغیزستان، حیث أصدر رؤساء الدول الخمس “بیان بیشكیك” حول تطویر علاقات التعاون المتبادل ودعم استقرار وأمن وتطور وازدھار المنطقة ووقع رؤساء الصین وقازقستان وقرغیزستان ” اتفاق النقاط المشتركة لحدود الدول الثلاث” ووقع رئیسا الصین وقرغیزستان “الاتفاق الإضافي حول الحدود الصینیة القرغیزیة.

في یولیو٢٠٠٠ ،أجرى رؤساء الدول الخمس الدورة الخامسة لقاء ووقعوا “بیان دوشنبھ” الذي أعلنوا فیھ بأن الدول الخمس تعمل معا لمكافحة القوى الانفصالیة الوطنیة والإرھاب الدولي والتطرف الدیني وتوصلوا إلي آراء مشتركة ھامة حول إنشاء علاقات التعاون والصداقة وحسن الجوار.

في یونیو ٢٠٠١ ،اجتمع رؤساء الصین وروسیا و قازقستان وقرغیزستان وطاجیكستان وأوزبكستان في مدینة شانغھاي ووقعوا “بیان إقامة منظمة شانغھاي للتعاون ” و”میثاق شانغھاي لمكافحة الإرھاب والانفصال والتطرف” وأعلنوا معا تأسیس “منظمة شانغھاي للتعاون”.

في سبتمبر نفس العام، أقامت “منظمة شانغھاي للتعاون” الدورة الأولى لمؤتمر رؤساء الوزراء وبدأت رسمیا عملیة التعاون الاقتصادي والتجاري بین الدول الست. یعتبر إنشاء “منظمة شانغھاي للتعاون” رمزا لولادة منظمة تعاون إقلیمي حدیثة من أجل الأمن بالثقة المتبادلة والتعاون بالمنفعة المتبادلة وتمثل ثمرة ذات مغزى ھام في تاریخ الدبلوماسیة الصینیة. في مایو ٢٠٠٢ ،عقدت قمة “منظمة شانغھاي للتعاون” في سان بطرسبرغ ووقع رؤساء الدول الست ثلاث وثائق سیاسیة وقانونیة، وھي “میثاق منظمة شانغھاي للتعاون” و”اتفاق الھیئات الإقلیمیة لمكافحة الإرھاب” و”بیان رؤساء الدول الأعضاء لمنظمة شانغھاي للتعاون” وھذا یرمز إلي أن ھذه المنظمة قد خطت خطوة ھامة على طریق تعمیم الآلیة والقانون.
في ١٥ ینایر ٢٠٠٤ ، أقیم الاحتفال بتأسیس الھیئة الدائمة لمنظمة شانغھاي للتعاون- الأمانة العامة- ببكین وبدأت اللجنة التنفیذیة لھیئة مكافحة الإرھاب بمنطقة طشقند في ینایر ٢٠٠٤ وھذا یرمز إلي أن “منظمة شانغھاي للتعاون” تدخل مرحلة تطور جدیدة وقد بدأت العمل كمنظمة متعددة الأطراف بكل المعنى.
مع انسحاب جیش الاتحاد السوفیتي من منغولیا، تحقق تطبیع العلاقات الصینیة المنغولیة تدریجیا وشھدت علاقات حسن الجوار والصداقة بین البلدین تطورا سلسا وازدادت التبادلات الرفیعة المستوى بین البلدین. في عام ١٩٨٨ ،وقع الجانبان اتفاق الحدود الصینیة المنغولیة ومعاھدة تسویة النزاعات الحدودیة. في عام١٩٩٤ ،وقعت البلدان “معاھدة علاقات الصداقة والتعاون بین جمھوریة الصین الشعبیة ودولة منغولیا”. في عام ١٩٩٩، قام الرئیس الصیني السابق جیانغ تسھ مین بزیارة رسمیة لمنغولیا وھذا یسھم في تعزیز الثقة وتوسیع الآراء المشتركة وتقویة التعاون وإثراء محتویات علاقات الصداقة والتعاون وحسن الجوار المستقرة والطویلة المدى والموثوقة نحو القرن الحادي والعشرین، الأمر الذي یلعب دورا كبیرا وإیجابیا في تحقیق التطور المستقر والطویل المدى للعلاقات الصینیة المنغولیة.
أنشأت الصین العلاقات الدبلوماسیة مع جمھوریة كوریا الدیمقراطیة الشعبیة (الشمالیة) في أكتوبر عام ١٩٤٩ .لقد قاتل المتطوعون من الشعب الصیني جنبا إلى جنب مع الجیش الشعبي لجمھوریة كوریا الدیمقراطیة الشعبیة في الحرب الكوریة. یتمتع البلدان بعلاقات صداقة وتعاون تقلیدیة وتتخذ الصین تعزیز وتطویر ھذه العلاقات سیاسة لھا. استمرت حالة العزلة بین الصین وجمھوریة كوریا (الجنوبیة) لمدة ٤٠ عاما تقریبا حتى أنشأت الصین العلاقات الدبلوماسیة معھا في عام ١٩٩٢ .بعد ذلك، تطورت علاقات الصداقة والتعاون بین البلدین بصورة سریعة وازدادت التبادلات الرفیعة المستوى بین البلدین، الأمر الذي وسع العلاقات الاقتصادیة والتجاریة الثنائیة والتعاون والتبادل في كافة المجالات.

تولي الصین اھتماما بالغا للسلام والاستقرار في شبھ الجزیرة الكوریة متمسكة بتحسین العلاقات بین كوریا الشمالیة وكوریا الجنوبیة من خلال الحوار. في السنوات الأخیرة، شاركت الصین في المشاورات والحوارات حول الآلیة الأمنیة لشبھ الجزیرة الكوریة، إضافة إلي ذلك، اشتركت في المباحثات الرباعیة بین الصین وجمھوریة كوریا الدیمقراطیة الشعبیة والولایات المتحدة وكوریا الجنوبیة والتي تستھدف إقامة آلیة سلمیة لشبھ الجزیرة الكوریة. فیما یتعلق بالقضیة النوویة لشبھ الجزیرة الكوریة، تلتزم الصین بالحل السلمي وقد أحرزت المباحثات الثلاثیة والسداسیة التي عقدت في بكین تقدما وھذا یمھد طریقا للمباحثات السلمیة و یلعب دورا إیجابیا في الحفاظ على سلام واستقرار شبھ الجزیرة الكوریة ومنطقة شرقي آسیا وشمالي آسیا.

الصين تعزیز التضامن والتعاون مع الدول النامیة من هنا