سوق “الناجم” الأثري في محافظة تيماء يقف شامخًا أمام تقلبات الزمن، محتفظًا بأصالته ورونق بنائه منذ تأسيسه قبل أكثر من 300 عام، في أرض تعتبر مهد الحضارات البشرية المتعاقبة في شبه الجزيرة العربية.
يمتد السوق الذي يقع بجوار بئر هداج الشهيرة في محافظة تيماء على مساحة تبلغ حوالي 1500 متر مربع، ولا يزال يحتفظ بمظهره وتصميمه العمراني القديم، متحديًا الزمن ومستمرًا كمعلم أثري .

تضم قلعة “الناجم” ذات الطابقين السفلي والعلوي، وبوابة الناجم التي تقع بجوار العديد من المنازل الطينية، وممر بطول 350 متر. يتمتع السوق بمدخلين، أحدهما يقع أمام ساحة بئر هداج الأثرية والآخر بجوار جامع الملك فيصل رحمه الله، ويحيط به مزارع البلدة القديمة.

يعتبر السوق من أقدم الأسواق في تيماء، ويُطلق عليه اسم “السوق” ليس للتجارة كما هو معتاد، بل لأنه شائع بين أهل تيماء تسمية الشارع بالسوق، و”الناجم” يعود إلى عائلة الناجم التي تملك معظم المنازل والمزارع في الشارع.
وفقًا لهيئة التراث، تم تسجيل السوق مؤخرًا في السجل الوطني للتراث العمراني بمنطقة تبوك، ضمن جهودها المتواصلة لأرشفة ورقمنة المواقع التراثية في المملكة، حيث يُعد من أبرز الشواهد التاريخية التي تحتوي على مبانٍ وأسوار تعكس التاريخ الغني للمكان ولمدينة تيماء، المشهورة بغناها وتنوع مواقعها الأثرية، وأهمية موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي جعلها محطة حضارية منذ العصور القديمة.

تشير الهيئة إلى أن السوق يضم عناصر مهمة تمر عبر بوابته الرئيسية المصنوعة من خشب الأثل وجذوع النخيل، وتحتوي على نافذة صغيرة للدخول، بالإضافة إلى (الزحافة)، وهو ممر ضيق يسمح بدخول شخص واحد زحفًا، وعادةً ما يُستخدم للدخول ليلاً بعد وضع السلاح عبر الزحافة.

وتضيف الهيئة أن القلعة التي تقع في وسط السوق هي من أقدم القلاع في تيماء، وتحتوي على العديد من العناصر المعمارية مثل (القتالة)، وهي برج للمراقبة والدفاع أثناء الحروب والحصار، والبرانيس، وهي مثلثات جمالية تُبنى في أعلى الجدار لتزيين واجهات المباني، وهي نموذج للمنازل القديمة في تيماء. يضم القلعة مجلس الرجال والديوان، وهو ما يُعرف ببهو المنزل، ويُعتاد أن تكون واجهة الديوان شمالية لتوفير البرودة خلال فصل الصيف، بالإضافة إلى (المسوى)، وهو المطبخ، و(السقيفة)، وهي غرفة علوية تُستخدم عادةً في فصل الصيف.