الصين التمسك بالمبادئ الخمسة للتعایش السلمي

الصين التمسك بالمبادئ الخمسة للتعایش السلمي ، المبادئ الخمسة للتعایش السلمي ھي: الاحترام المتبادل للسیادة ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء والتدخل في الشئون الداخلیة والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعایش السلمي. قد مضت خمسون عاما من طرحھا إلى الآن.
یدل التاریخ على أن المبادئ الخمسة للتعایش السلمي ھي مبادئ لمعالجة العلاقات بین الدول. تھتم الصین بإقامة وتطویر علاقات التعاون الودیة مع كل الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي.

طرح المبادئ الخمسة للتعایش السلمي ُ

طرحت المبادئ الخمسة للتعایش السلمي أولا خلال المفاوضات بین الصین والھند.
طرحت الصین إجراء المفاوضات وإنشاء العلاقات الدبلوماسیة مع الدول الأجنبیة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل عندما تأسست الصین الجدیدة. في دیسمبر عام ١٩٥٣ قابل رئیس مجلس الدولة شو إن لاي وفدا ھندیا، وطرح المبادئ الخمسة للتعایش السلمي “الاحترام المتبادل للسیادة والأراضي، وعدم الاعتداء والتدخل في الشئون الداخلیة والمساواة والمعاملة بالمثل والتعایش السلمي” لأول مرة، وفي  إبریل عام ١٩٥٤ كُتبت ھذه المبادئ الخمسة للتعایش السلمي في <<اتفاق كالتجارة والمواصلات بین جمھوریة الصین الشعبیة وجمھوریة الھند>> رسمیا.

ترى الصین أن المبادئ الخمسة للتعایش السلمي تناسب الصین والھند، بل العلاقات الدولیة. في یونیو عام ١٩٥٤ زار شو إن لاي الھند ومیانمار. اقترح رئیس مجلس الدولة الصیني ورئیس الوزراء الھندي ورئیس مجلس الدولة الصیني ورئیس وزراء میانمار اتخاذ المبادئ الخمسة للتعایش السلمي مبادئ للعلاقات الدولیة رسمیا في البیانین المشتركین الصادرین عن اللقاءین. وبعد ذلك عدلت الصین بعض  صیاغات المبادئ الخمسة للتعایش السلمي، وحولت “الاحترام المتبادل للسیادة والأراضي” إلى “الاحترام المتبادل للسیادة ووحدة الأراضي”، و”المعاملة بالمثل” إلى “المنفعة المتبادلة”.
المبادئ الخمسة للتعایش السلمي كل متصل ومتبادل، ومتفق ومتكامل، لا یتجزأ. الاحترام المتبادل للسیادة ووحدة الأراضي وعدم الاعتداء والتدخل في الشئون الداخلیة ھي المبادئ الأساسیة للعمل لمعالجة العلاقات
السیاسیة بین الدول المختلفة. السیادة ھي حق الدولة في معالجة كل شئونھا الداخلیة والخارجیة بنفسھا حسب إرادتھا وعدم تدخل دول أخرى، وسمة أساسیة للدولة، ورمز أساسي لاستقلالھا. للدولة ذات السیادة حق اختیار نظامھا الاجتماعي والسیاسي، وإقرار سیاساتھا الداخلیة والخارجیة وإدارة مواطنیھا وشئونھا بنفسھا. وحدة الأراضي ھي الأساس المادي لوجود الدولة ذات السیادة. السیادة مكفولة للدول المختلفة على قدم المساواة، ولھا حق عدم تعرض أراضیھا للاعتداء والتدخل في شئونھا الداخلیة. المنفعة المتبادلة ھي المبادئ الأساسیة لتوجیھ العلاقات الاقتصادیة والتجاریة بین الدول المختلفة. على الدول المختلفة أن تقوم بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، والمعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة على أساس المساواة. التعایش
السلمي ھدف للمبادئ الخمسة للتعایش السلمي، والمبادئ الأربعة التي قبلھ ھي أساس وشرط لتحقیقھ. لا یتحقق التعایش السلمي إلا باتباع المبادئ الأربعة التي قبلھ. تتفق المبادئ الخمسة للتعایش السلمي مع أھداف ومقاصد <<میثاق الأمم المتحدة>>، وتلخص المبادئ الأساسیة للعلاقات الدولیة على المستوى العالي.

طرحت الصین المبادئ الخمسة للتعایش السلمي لمعالجة العلاقات بینھا وبین الدول المجاورة ذات النظام الاجتماعي المختلف رئیسیا في البدایة. في أواسط الخمسینات أظھر الاتحاد السوفیتي السابق شوفینیة الدولة الكبرى في معالجة العلاقات بینھ وبین الدول الاشتراكیة الأخرى، وخاصة معالجة العلاقات بینھ وبین بولندا والمجر. تجاه ھذا، طرحت الصین المبادئ الخمسة للتعایش السلمي لتنفذ بین الدول الاشتراكیة. في نوفمبر عام ١٩٥٦ أشارت الحكومة الصینیة في بیان لھا إلى أن “المبادئ الخمسة للتعایش السلمي ینبغي أن تكون مبادئ إنشاء وتطویر الدول المختلفة في العالم للعلاقات المتبادلة، وعلى العلاقات المتبادلة بین الدول الاشتراكیة أن تنشأ على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي.” وبعد ذلك أكدت الصین على تمتین وتقویة علاقات التعاون الودیة المتبادلة على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي في الوثائق التي وقعتھا مع عدد كبیر من الدول الاشتراكیة أیضا.
طور دنغ شیاو بینغ وعزز مفھوم المبادئ الخمسة للتعایش السلمي بشكل خلاق. في عام ١٩٧٤ أكد أن المبادئ الخمسة للتعایش السلمي لیست مبادئ لمعالجة العلاقات السیاسیة بین الدول فحسب، بل مبادئ لمعالجة العلاقات الاقتصادیة بین الدول أیضا. لا ینبغي أن تلتزم بھا الدول فحسب، بل على “كل الدول” أیا كان نظامھا الاجتماعي والأیدیولوجي أن تحافظ علیھا أیضا.
في الثمانینات طور دنغ شیاو بینغ ھذه الفكرة إلى حد أبعد، وأكد على تطویر علاقات التعاون الودیة مع كل الدول في العالم على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي في العلاقات الخارجیة، وجعل المبادئ الخمسة للتعایش السلمي تضمن مجالات أوسع، وأن تتوفر لھا روح العصر. وأكد على أن ”الاختلاف في بعض المسائل“ لا ینبغي أن یعوق تطویر العلاقات بین دولتین من الدول الاشتراكیة. لیس ھناك معضلات تاریخیة قدیمة، ولا تھتم بالضغائن التاریخیة، وعلیھا أن ”تنھي ما كان علیھا في الماضي، وتفتح المستقبل“، وتتبنى موقف التطلع إلى الأمام. في عام ١٩٨٩ أعلنت الصین والاتحاد السوفیتي السابق بیانا مشتركا، جاء فیھ أنھما سیطوران العلاقات المتبادلة بینھما على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي لجعل العلاقات بینھما تعود إلى مجراھا الطبیعي. في أواخر الثمانینات وأوائل التسعینات تغیر وضع دول شرق أوربا والاتحاد السوفیتي السابق تغیرا ھائلا. أشار دنغ شیاو بینغ إلى أن الصین تحترم اختیار شعوب الدول المختلفة، ولا تتدخل في شئونھم الداخلیة. لا تھتم باختلاف النظام الاجتماعي والأیدیولوجي، وتعالج العلاقات بینھا وبین ھذه الدول بروح المبادئ الخمسة للتعایش السلمي، وتقیم علاقات التعاون الودیة الجدیدة، تتمسك بالاشتراكیة أو لا تتمسك بھا.

ترى الصین أنھ على المجتمع الدولي تشجیع المبادئ الخمسة للتعایش السلمي مھما تغیر الوضع الدولي، وفي الوقت نفسھ یتخذھا مبادئ لمعالجة العلاقات الدولیة. ستتعایش الدول ذات الأنظمة الاجتماعیة والأیدیولوجیات المختلفة في العالم لمدة طویلة، وھذه حقیقة موضوعیة. من أجل حمایة سلام واستقرار العالم على الدول أن تطور العلاقات بینھا بروح المبادئ الخمسة للتعایش السلمي. على الدول ذات الأنظمة الاجتماعیة المختلفة أن تحترم اختیارات شعوب الدول الأخرى، ولا تتدخل في شئونھا الداخلیة، ولا تفرض إرادتھا على الآخرین، وأن تحدد مواقفھا انطلاقا من المصلحة الاستراتیجیة لھا مع احترام مصالح الدول الأخرى في نفس الوقت، ولا تعلي مصلحتھا على مصالح الدول الأخرى. تبحث عن نقاط التقاء المصالح المختلفة، وتسعى لإیجاد نقاط مشتركة ونبذ نقاط الخلاف جانبا، وتتفاھم وتقدم تنازلات متبادلة عن طریق الحوار والتشاور الودي. ھكذا یمكن لكل دول العالم مھما كانت أنظمتھا الاجتماعیة أن تتعایش سلمیا. وھذا یصب
في مصلحة سلام واستقرار العالم، ویتفق مع المصالح الأساسیة للدول ذات الأنظمة الاجتماعیة المختلفة.
وحالیا المبادئ الخمسة للتعایش السلمي، تكتب في الوثائق السیاسیة الثنائیة الھامة التي توقعھا الصین مع عدد كبیر من الدول، وفي نفس الوقت نالت تأكیدا واسعا من المجتمع الدولي، وخاصة الدول النامیة، وكتبت في عدد كبیر من الوثائق والقرارات الدولیة.

الصين تطویر علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة من هنا