الصين تسلیح الجیش بالعلوم والتكنولوجیا

الصين تسلیح الجیش بالعلوم والتكنولوجیا ،  یعد التنافس العسكري فى دول العالم ھو شغلھا الشاغل بالدرجة الأولى ولاسیما بعد انتھاء الحرب الباردة. فنحن لا ننكر ان القوة العسكریة لا تزال أحد الرموز الھامة لقوة الدولة وھیبتھا. فھى لاتزال الضمان الأول لحمایة سیادة الدولة وأمنھا. ولكن تدخلت عوامل أخرى أفرزتھا أعوام الحرب الباردة وجعلتھا من الأھمیة ما ھو آخذ فى الاعتبار بالدرجة الاولى.
فأصبحت المنافسة الدولیة للقوة الشاملة تعتمد على عنصرین ھامین ھما الاقتصاد والعلوم والتكنولوجیا. وتحتاج الصین الى تنمیة وتحدیث الدفاع الوطني على المستوى المعقول والكافي للدفاع الإیجابي، وتقدیم الأموال المناسبة فیھا.

الصين تسلیح الجیش بالعلوم والتكنولوجیا

إن التناقض الذي یواجھھ الدفاع الوطني الصیني وبناء الجیش الآن ھو التناقض بین مطالب الحرب الحدیثة الموضوعیة ومستوى تحدیث الدفاع الوطني العسكري المنخفض. یقرر ھذا التناقض أن بناء الدفاع الوطني لابد أن یتخذ التحدیث العسكرى كمركز لھ.ا ومن أجل التكیف مع المطلب الموضعي للحرب الحدیثة خاصة الحرب الجزئیة بالتكنولوجیا العالیة، لابد من التمسك باتخاذ بناء التحدیث كمركز ثقل لھا، ورفع مستوى التحدیث.

إن لتحدیث الدفاع الوطني مضمون ھام، یعتمد بالدرجة الاولى على العلوم والتكنولوجیا كمحور لھ، ویكون تحدیث القوات المسلحة وخاصة تحدیث الجیش مركز ثقلھ. ویتطلب تحدیث الدفاع الوطني من العلوم والتكنولوجیا أن تنتھج الدولة نمطا حدیثا في رفع مستوى تحدیث الأسلحة والأجھزة باستمرار، وتقدیم أساس تكنولوجي ومادي متقدم لتحدیث القوات المسلحة.

وفي نفس الوقت، یجب النظر بعین الأھمیة برفع المستوى العلمى للمتخصصین في الدفاع الوطني وأنظمتھ ونظریاتھ والنظام القانوني المتبع لدیھ. لذلك تبنت الصین استراتیجیة “تقویة الجیش بالعلوم والتكنولوجیا” التي تعتمد على عنصرین، الأول رفع المستوى العلمي والتكنولوجي للأسلحة والأجھزة والثانى ھو رفع النوعیة العلمیة والثقافیة للعسكریین، والجمع بین ھذین العنصرین سیجعل القوة القتالیة للجیش تتضاعف.

منذ عام ١٩٧٨ دخلت الصناعة العلمیة والتكنولوجیة للدفاع الوطني الصیني مرحلة جدیدة للتطور، مما ساعد فى عملیة تحدیث الدفاع الوطني, وحققت إنجازات ملحوظة من حیث بحوث وصناعة أنواع الأسلحة وتحسین تجھیزات الجیش، وقد حققت العلوم والتكنولوجیا الرائدة تقدما بارعا. فمثلا، في مجال التكنولوجیا الفضائیة، تم بناء منظومة علمیة تعتمد على البحوث الفضائیة التكاملیة والتصمیم والتجارب والبحوث والصناعة والإنتاج والإطلاق والفحص والسیطرة؛ وفي مجال تكنولوجیا الصواریخ، نجحت الصین في أبحاث الأسلحة للصواریخ الاستراتیجیة والصواریخ التكتیكیة المتنوعة، الأمر الذى رفع من قدرة الجیش الصیني على الدفاع الذاتي؛ كما وصلت تكنولوجیا التجھیزات العامة التي تمثلھا الأسلحة الخفیفة إلى المستوى المتقدم العالمي أو تقترب منھ. وحققت الـتجھیزات الثقیلة للقوات البریة تقدما كبیرا أیضا فبعد أن كانت تستخدم الخیول والبغال سابقا أصبح الآن كل شيء یتحرك میكانیكیا على عجلات، فبدأت ترتسم وتظھر وتتشكل صورة جدیدة لنظام التجھیزات
المجسم والمتحرك في الحرب ونظام الدعم اللوجستي المتكامل نسبیا.

كانت القوات البحریة تتخذ من الرادیو وغواصة الطربید والسفینة الصغیرة السریعة أسلحة رئیسیة لھا، ثم تطورت بعد ذلك إلى اتخاذ الغواصة العادیة وسفن الصواریخ الكبیرة والمتوسطة والطائرات الخاصة فى البحار، أما الآن فقد تطورت أسلحة القتال من المدافع و الطربید إلى الصواریخ.

أما عن القوات الجویة فقد حظیت بسلسلة من الأسلحة والتجھیزات التي تنسق فیھا الطائرات من الدرجات العالیة والمتوسطة والمنخفضة حیث یتعاون فیھا الطائرات المقاتلة والھجوم الأرضي والشحن والدعم اللوجستي معا، وتشكل نظام غطاء نارى للدفاع الجوي الذي یسیطر فیھ في الأجواء العالیة والمتوسطة والمنخفضة وعلى المدى البعیدة والمتوسطة والقریبة بالإضافة إلى شبكة الرادار لمعلومات القتال الجوي والتى تغطى كافة أنحاء البلاد.

ویتشكل نظام الأسلحة الجدید من رؤوس نوویة ورؤوس لقذائف عادیة وصواریخ قریبة المدى ومتوسطة المدى فضلا عن الصواریخ العابرة للقارات.

إن الحرب الذریة بالتكنولوجیا الحدیثة وخاصة في ظروف التكنولوجیا العالیة، تتطلب مھارات أعلى لنوعیة الجیش العلمي والتكنولوجي. وھذا یجعل الجیش الصیني جیشا قویا یتكیف مع بیئة میدان الحرب في المستقبل ولا یقھر في الحرب، ثم یحمي سلامة أراضي الدولة وسیادتھا بأكثر فعالیة.

إدارة شراء المواد العسكریة وتصدیرھا

تنص المادة ٣٤ من <<قانون الدفاع الوطني لجمھوریة الصین الشعبیة>> على أن الدولة، وفقا لمطالب بناء الدفاع الوطني واقتصاد السوق الاشتراكي، تطبق نظام شراء الحكومة المواد العسكریة وذلك لضمان شراء الأسلحة والتجھیزات والمواد العسكریة الأخرى.

الشراء العسكري جزء من شراء الحكومة، ولھ طبیعة خاصة، لذلك تنص الملاحق لـ<<قانون شراء الحكومة لجمھوریة الصین الشعبیة>> على أن اللجنة العسكریة المركزیة ھي التى تضع نظام الشراء العسكري.

لم یصدر قانون للشراء العسكري حتى الیوم، ولكن إصلاح نظام الشراء العسكري الصیني یتقدم ویسایر اقتصاد السوق. منذ إقامة دائرة التجھیزات العامة لجیش التحریر الشعبي عام ١٩٩٨ ،بدأت أعمال الشراء العسكري لكل الجیش. من أجل ضمان إنتاج الأسلحة والتجھیزات وفقا لمطالب الجیش، بعثت الدائرة الممثلین عنھا الى مؤسسات رئیسیة تنتج الأسلحة والتجھیزات العسكریة للوقوف على ما ھو حدیث في ھذا المجال.

في ینایر ٢٠٠٢ ،قام الجیش بإصلاح نظام الشراء العسكري بالكامل، حیث تم وضع أسس وقواعد یتم من خلالھا شراء المواد ذات الكمیات الكبیرة والقیمة العالیة أولا وعلى أن یتم ذلك كلھ تحت مظلة جھاز الشراء العسكري فقط. ویطبق نظام طلب المناقصة على الكمیات الكبیرة من المواد التي یتجاوز إجمالي قیمتھا في المرة الواحدة ٥٠٠ ألف یوان ھذا بالإضافة إلى المشاریع الجدیدة أو المشاریع الموسعة التي یتجاوز إجمالي الاستثمار فیھا ملیوني یوان.

في ینایر ٢٠٠٣ ،أصدرت << لوائح إدارة تجھیزات جیش التحریر الشعبي>> التي كان شراء التجھیزات العسكریة جزءا ھاما منھا. حیث تمارس وحدات التجھیزات العسكریة وظیفة القوام المسؤول للطرف الأول لحجز التجھیزات، وادارة البحوث العلمیة للتجھیزات وشراء التجھیزات وصیانتھا بالتعاقد ووفقا للقوانین والأنظمة للدولة. في السنوات الأخیرة، وفي أعمال شراء الأسلحة والتجھیزات العسكریة تمسك الجیش بمبدأ أن تكون المنافسة ھى أھم أھدافھ، وبدأ تطبیق نظام طلب المناقصة تدریجیا، الأمر الذى رفع عائدات استخدام أموال الأسلحة والتجھیزات ونوعیة البحوث العلمیة وإنتاج الأسلحة والتجھیزات العسكریة.

صناعة الدفاع الوطني الصیني لم تسد فقط حاجة تحدیث الدفاع الوطني المحلي، بل قدمت مساعدة دفاعیة للدول الأخرى، ودعمت الدول الأخرى في استخدام التكنولوجیا العسكریة سلمیا.

یلتزم تصدیر المنتجات العسكریة الصینیة بالمباديء التالیة:

(١ )أن یفید ذلك في تعزیز قوة الدفاع الذاتي للبلد المقابل.

(٢ )ألا یضر بالسلم والأمن والاستقرار الإقلیمي والعالمي.

(٣ )ألا یتدخل في شؤون البلدان الأخرى الداخلیة.

تدعم الصین الدول الأخرى في استخدام التكنولوجیا النوویة سلمیا، وساعدت باكستان في بناء أول مفاعل كھرونووي وبدأ أعمالھا بالفعل، ویجري بناء المفاعل الكھرونووي الثاني حالیا. إن تولید الكھرباء بالطاقة النوویة سیقدم إسھامات كبیرة في التنمیة الاقتصادیة الباكستانیة.

تعارض الصین انتشار أسلحة الدمارالشامل ووسائل نقلھا. بصفتھا عضوا في <<معاھدة عدم انتشار الأسلحة النوویة>> و<<معاھدة منع الأسلحة البیولوجیة>> و<<معاھدة حظر الأسلحة الكیماویة>> وغیرھا من المعاھدات الدولیة في مجال الوقایة من الانتشار النووي، تلتزم الصین بالواجبات التي تنص علیھا المعاھدات، وتدعم وتشترك بنشاط في الجھود الدولیة للوقایة من الانتشار النووي وتعزیز آلیة الوقایة من الانتشار النووي في العالم.

في مجال السیطرة على التصدیر لحظر الانتشار النووي، تتخذ حكومة الصین دائما موقفا حذرا ومسؤولا، لتطبیق السیطرة الصارمة على تصدیر أسلحة الدمار ووسائل نقلھا والمشروعات والتكنولوجیا الحساسة، وتحسین آلیة السیطرة على التصدیر ذي العلاقة بھذا المجال، كما تقیم وتكمل النظام القانوني للسیطرة على التصدیر المبني على أساس إدارة الرخصة تدریجیا.

منذ عام ١٩٩٧ ،أصدرت حكومة الصین على التوالي <<لوائح السیطرة على التصدیر النووي>> و<<لوائح السیطرة على تصدیر المنتجات النوویة العسكریة والمدنیة>> و<<لوائح إدارة تصدیر المنتجات العسكریة>> و<<لوائح إدارة استیراد وتصدیر التكنولوجیا>> و<<لوائح إدارة والسیطرة على الصواریخ والمواد والتكنولوجیا ذات العلاقة>> و<<لوائح إدارة استیراد وتصدیر المنتجات البیولوجیة العسكریة والمدنیة والأجھزة والتكنولوجیا ذات العلاقة>> و<<طرق إدارة السیطرة على المنتجات الكیماویة والأجھزة والتكنولوجیا ذات العلاقة>> وغیرھا من القوانین واللوائح التى تغطي المواد النوویة والبیولوجیة والكیماویة والصواریخ وكل الأنواع من المواد العسكریة، مما شكل نظاما للسیطرة على تصدیر المواد الحساسة بالكامل.

ترى الصین أن لانتشار أسلحة الدمار ووسائل نقلھا مصدرا معقدا، والوقایة من انتشارھا یجب أن یحل حلا دقیقا بالأسلوب السیاسي والدبلوماسي وفقا لمبدأ معالجة الأصل والفروع. والسعي وراء التحسین العام للعلاقات الدولیة ھو الأسلوب الأساسي لإزالة التھدید، كما أنھا مقدمة وضمان لتطور القضیة الدولیة للوقایة من انتشار أسلحة الدمار. ویجب أن یكون تشكیل نظام دولي عادل وسلیم وفعال للوقایة من الانتشار ھو غایة المجتمع الدولي. إن الوقایة من انتشار أسلحة الدمار یجب ان یراعى فیھا ضمان عدم التمییز وعدم تعرض أمن مختلف الدول للتقلیل والإساءة، ویجب ضمان حقوق مختلف الدول في استخدام العلوم والتكنولوجیا المتقدمة سلمیا. كما یجب ان یوضع في الاعتبار الآلیة الحالیة للوقایة من الانتشار أو إقامة آلیة جدیدة على أساس مشاركة مختلف البلدان بصورة عامة وإظھار دور الأمم المتحدة إظھارا كاملا.

لذلك ترغب الصین في أن تتعاون مع المجتمع الدولي في دفع تطویر وإكمال الآلیة الدولیة للوقایة من الانتشار، لتقدم إسھاما في دفع السلم العالمي واستقرار وتنمیة العالم.

الصين تكالیف الدفاع الوطني من هنا