نظریة الأمن الجدیدة في الصین الحدیثة

نظریة الأمن الجدیدة في الصین الحدیثة ، الصین لیست فقط داعیة لنظریة الأمن الجدیدة، بل ممارسة مجتھدة لھا. تحت إرشاد نظریة الأمن الجدیدة بذلت الصین جھودا كبیرة لحمایة السلم العالمي ودفع تنمیة العالم في السنوات الأخیرة. فتدعم الصین القیام بحوار وتعاون للأمن الإقلیمي المتعدد المستویات والمجالات والقنوات على أساس المشاركة المتساویة والتشاور وطلب الآراء المشتركة ونبذ الخلافات جانبا. حیث اشتركت الصین في العدید من المؤتمرات والحوارات مثل منتدى اتحاد دول جنوب شرقي آسیا (ARF ،(المؤتمر الآسیوي لإجراءات إقامة التعاون والثقة المتبادلة (CICA ،(مجلس التعاون في أمن منطقة آسیا والمحیط الھادي (CSCAP ،(مؤتمر حوار التعاون لدول شمال شرقي آسیا (NEACD (وغیرھا من عملیات الحوار والتعاون المتعدد الأطراف.

نظریة الأمن الجدیدة في الصین الحدیثة

وفي عامي ١٩٩٦ و١٩٩٧ ،وقعت الصین مع روسیا وقازاقستان وقیرغزستان وطاجیكستان << اتفاق حول تعزیز الثقة في المجال العسكري في المناطق الحدودیة>> و<<اتفاق حول نزع السلاح المتبادل في المناطق الحدودیة>>.

في یونیو ٢٠٠١ ،أقامت الدول الخمس السابقة الذكر مع أوزبكستان “منظمة شانغھاي للتعاون”. ووقعت ھذه المنظمة وأصدرت على التوالي <<معاھدة شانغھاي لمقاومة الإرھاب والانفصال والتطرف>> و<<میثاق منظمة شانغھاي للتعاون>> و<<إتفاق حول أجھزة مقاومة الإرھاب الإقلیمیة>> و<<إعلان رؤساء الدول أعضاء منظمة شانغھاي للتعاون>> وغیرھا من الوثائق القانونیة والسیاسیة الھامة. تعمم منظمة شانغھاي للتعاون روح شانغھاي وھي الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي وراء التنمیة المشتركة، وضربت نموذجا للتعاون الأمني على أساس نظریة الأمن الجدیدة.

في یولیو ٢٠٠١ وقعت الصین مع روسیا <<معاھدة حسن الجوار والصداقة بین الصین وروسیا>>. وقامت المعاھدة، على أساس عدم التحالف وعدم التعارض وعدم توجھ دولة ثالثة، وتركت أسلوب العلاقات بین الدول فى الـتفكیر الأمني القدیم المتمثل في أن عدم التحالف یعني التعارض، بل أثبتت نجاح فكرة “الصداقة جیلا بعد جیل، وعدم التعارض” للبلدین والشعبین، وعبرت عن رغبة وعزم الطرفین على حسن الجوار والصداقة الدائمة، وعرضت موضوع رغبة الشعبین في السلم والصداقة والتعاون، فقدمت نموذجا آخر لممارسة نظریة الأمن الجدیدة وإقامة علاقات جدیدة بین الدول للمجتمع الدولي.

تدعم الصین نشاط التعاون بشرقي آسیا في إطار ٣+١٠ ،وتدعم الدور البناء الذي یلعبھ منتدى اتحاد دول جنوب شرقي آسیا في تعاون الأمن الإقلیمي. ففي مؤتمر وزراء خارجیة الدورة التاسعة للمنتدى الذي انعقد في یولیو ٢٠٠٢ ،قدمت الصین <<وثیقة مواقف الصین حول نظریة الأمن الجدیدة>>؛ وفي نوفمبر ٢٠٠٢ ،وقعت الصین مع دول اتحاد جنوب شرقي آسیا <<إعلان أعمال مختلف الأطراف بالبحر الجنوبي>>، وانضمت إلى <<معاھدة جنوب شرقي آسیا للصداقة والتعاون>> في أكتوبر ٢٠٠٣ ،ووقع الطرفان وأصدرا <<الإعلان المشترك لعلاقات الشراكة الاستراتیجیة المواجھة للسلم والازدھار بین الصین واتحاد دول جنوب شرقي آسیا>>، الأمر الذى قدم إسھاما إیجابیا في إقامة آلیة تعاون الأمن الإقلیمي الجدید.

تدفع الصین بناء منطقة الصین-اتحاد دول جنوب شرقي آسیا التجاریة الحرة. ففي نوفمبر ٢٠٠٢ ،وقعت الصین مع إتحاد دول جنوب شرقي آسیا <<الإتفاق الإطاري للتعاون الإقتصادي الشامل>>، مما جعل التعاون في الأمن الإقلیمي مبنیا على الأساس الراسخ للتعاون الاقتصادي في شمال شرقي آسیا، وتساھم الصین بنشاط بناء فى إعلان مشترك للتعاون بین الصین والیابان وكوریا الجنوبیة، لتعلن معا الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والسعي وراء تعزیز التعاون الإقتصادي والحوار حول الأمن على أساس تحقیق المصالح لكل الأطراف، ودعم شبھ جزیرة كوریا لكى تكون خالیة من الأسلحة النوویة، مع حمایة سلم واستقرار شبھ جزیرة كوریا أیضا. ومن أجل المساھمة فى حل الأزمة النوویة في جزیرة كوریا حلا سلمیا، تقف الصین موقفا بناءا ومسؤولا للمحادثات السداسیة بین الصین والولایات المتحدة الأمریكیة وروسیا وجمھوریة كوریا الدیمقراطیة الشعبیة وكوریا الجنوبیة والیابان، حیث تم خلق أسلوب جدید لحل الأزمة الأمنیة بالتعاون والتفاوض والتشاور، كما أنھ أیضا ممارسة ھامة أخرى لنظریة الأمن الجدیدة التي تدعو الصین إلیھا في مشاكل الأمن الدولیة.

الصين القوات المسلحة الصينية من هنا