الصين سیاسة استراتیجیة الدفاع الإیجابي

الصين سیاسة استراتیجیة الدفاع الإیجابي ، تماشیا مع سیاسة الدفاع الوطني الصینیة، تطبق الصین في الاستراتیجیة العسكریة سیاسة الدفاع الإیجابي التي یكون ھدفھا الأساسي:
اولا، انھا دفاعیة من حیث الطبیعة والاستراتیجیة، وھي تصد الھجوم، ولیس الھجوم، أو شن الھجوم أولا. ولا تبادر الصین بالھجوم في حالة عدم تعرضھا لاستفزاز عسكري خارجي، أو عدم تعرض مصالح الدولة للاعتداء الخطیر. لم تشكل القوة العسكریة الصینیة تھدیدا لأیة دولة من الدول. وبھذا المعنى تكون الاستراتیجیة العسكریة الصینیة سلبیة.

ثانیا، تكون إیجابیة ولیست سلبیة من ناحیة مطالب الأعمال العسكریة في المعارك. فتتطلب إظھار المبادرة الذاتیة بأكبر درجة. الأمر الذى یحتم من إستخدام مختلف الوسائل العسكریة بصورة مرنة قبل نشوب الحرب، وتتعاون مع القنوات السیاسیة والاقتصادیة والدبلوماسیة، تفادیا لنشوب الحرب ومنعھا حتى لا تتعرض الدولة لویلات الحرب. فإذا لم یكن بد من الحرب، فھى تحاول السیطرة على تصاعد الحرب عمودیا وأفقیا بقدر المستطاع، والسیطرة على حجمھا وقوتھا وعملیاتھا، لتخفیض وتقلیل أضرار الحرب إلى أدنى درجة. ومن أجل تحقیق ھذا الھدف، فإن المطلوب ھو القیام بالعملیات الحربیة لھجوم مرن وحازم لسحق محاولات قتال العدو، واستعادة الوضع قبل الحرب. إن إستراتیجیة الدفاع الإیجابي تكمن في الدفاع، وإستخدام الھجوم في الدفاع، الأمر الذى یعكس علاقة الجمع بین الھجوم والدفاع، ویجسد التمازج بین الاستراتیجیة السیاسیة والاستراتیجیة العسكریة بدرجة عالیة، والتمازج أیضا بین طبیعة المجتمع الاشتراكي الصیني وطبیعة الاستراتیجیة العسكریة للاستقلال والدفاع عن النفس، والتوحد من الدرجة العالیة بین الدفاع عن أمن الدولة وحمایة السلم العالمي، والفھم الحقیقى بین شرعیة ھدف الحرب ونتائجھا.

الصين سیاسة استراتیجیة الدفاع الإیجابي

في الظروف التاریخیة الجدیدة، ووفقا للتغیرات الجدیدة التي شھدتھا استراتیجیة وبیئة أمن الدولة وأشكال الحروب الحدیثة، تؤكد الصین على وضع أسس الإستعداد للحروب العسكریة وكیفیة كسب الحروب الجزئیة ذات التكنولوجیا الحدیثة وخاصة التكنولوجیا العالیة أثناء تنفیذ سیاسة الإستراتیجیة الدفاعیة الإیجابیة. الأمر الذي یعتبر تعدیلا ھاما لسیاسة الإستراتیجیة الدفاعیة الإیجابیة منذ تأسیس الصین الجدیدة، وتطویرا ھاما لنظریة الإستراتیجیة العسكریة الصینیة والممارسة الاستراتیجیة. فمع تعزیز القوة الصینیة الشاملة وتغیر أوضاع إستراتیجیة الدولة ككل، ترى الصین أن إمكانیة مواجھة البلاد لحرب شاملة صغیرة نسبیا، ویصعب معھا إزالة إمكانیة الحرب الجزئیة لأن مصدر الحروب الحدیثة لا یزال موجودا، والتھدیدات الكامنة لأمن الصین لا تزال خطیرة. بل في حالة نھوض التكنولوجیا العالیة بسرعة وإستخدامھا في المجال العسكري بصورة أوسع، لن تكون الحرب الجزئیة الحدیثة حربا جزئیة تقلیدیة ذات تكنولوجیا عادیة، بل ھي حرب جزئیة تحت مظلة التكنولوجیا العالیة.

أصبحت متطلبات ھذه الحرب عالیة وذلك لجعل الجیش الصیني وقدرتھ على القتال والتوجیھات الاستراتیجیة العسكریة بصورة أفضل.

تؤكد الصین على التمسك بأربع “وحدات” بصورة خاصة لتحقیق الإستراتیجیة الدفاعیة الإیجابیة وضمان كسب الحرب الجزئیة في ظل التكنولوجیا العالیة بالشروط الجدیدة.
أولا، التمسك بالجمع بین الإستعداد للحرب ومنع الحرب وكسب الحرب. الإستعداد للسلام ھو الأساس، ومنع الحرب ھو الھدف، وكسب الحرب ھو الغایة. الإستعداد الجید للحرب ھو الضمان الأكید لمنع الحرب وكسبھا. بالإستعداد الجید وامتلاك القوة یتم كسب الحرب، مع إمكانیة تحقیق ھدف منع الحرب.

ثانیا، التمسك بالجمع بین الحرب الشعبیة وتطویر وسائل الحرب بالعلوم والتكنولوجیا العالیة. لا یمكن إنكار دور تطور العلوم والتكنولوجیا، ولا یمكن أن ننكر المكانة التاریخیة للحرب الشعبیة وقیمتھا العصریة. بل ھى المصدر المتأصل لقوة الحرب بین الجماھیر دائما. وفي التخطيط للمستقبل لا یمكن أن نتجاھل دور الحرب الشعبیة ھذا السلاح السري الذي لا یقھر ویغرق العدو في البحر. ولكن ذلك لا یعني أننا نھمل دور التكنولوجیا العسكریة خاصة التكنولوجیا العسكریة العالیة في الحرب الحدیثة، ولا یمكن جعل الحرب الشعبیة وحرب التكنولوجیا العالیة متضادتین. بالعكس، تؤكد الصین على أنھ في وقت التمسك بالحرب الشعبیة یجب الاھتمام بوسائل القتال ذات التكنولوجیا العالیة وتطویرھا وإستخدامھا. وعلینا أن نطبق استراتیجیة تسلیح الجیش بالعلوم والتكنولوجیا. إن الجمع بین الحرب الشعبیة والتكنولوجیا العسكریة العالیة لأمر ضرورى، ولتكون التكنولوجیا العالیة ھى الجناح الذى تطیر بھ الحرب الشعبیة.

ثالثا، التمسك بالجمع بین دفاع الجبھة الداخلیة الاستراتیجي وھجوم الجبھة الخارجیة الاستراتیجي. إن ھدف دفاع الجبھة الداخلیة الإستراتیجي ھو الصمود أمام ھجوم العدو ولیس الحفاظ على إستقرار وضع الحرب بالكامل، وھدف ھجوم الجبھة الخارجیة الإستراتیجي ھو إیقاف وسائل حرب العدو، للحفاظ على مكانة المبادرة الإستراتیجیة، مما یساعد بعضھما البعض. ومن منطلق التمسك بدفاع الجبھة الداخلیة الإستراتیجي، یتم تنفیذ ھجوم الجبھة الخارجیة الاستراتیجي بحزم، وھو أفضل اختیار للدولة في تنفیذ الاستراتیجیة الدفاعیة في ظروف الحرب الجزئیة بالتكنولوجیا العالیة، لذلك تدعو الصین إلى التمسك بفرص القتال والسیطرة على العدو أولا، ومقاومة العدو فى الوقت المناسب؛ ومن ناحیة أسلوب القتال، فلابد من مواجھة العدو بالمبادرة، ولیس الدفاع والمقاومة بأسلوب رد الفعل السلبي، ویجب القتال بإستقلال تام؛ ففي مجال الحرب، یجب القضاء على العدو في مكان بعید ومحاولة لجذب القتال إلى جانب العدو.

رابعا، الجمع بین إبادة القوى العاملة للعدو وسحق نظام قتال العدو. في ظروف التكنولوجیا العالیة، إبادة القوى العاملة للعدو ذات أھمیة إستراتیجیة ھامة للتأثیر على الروح المعنویة والنفسیة للعدو وزعزعة إرادة القتال لدیھ. ولأن الحرب بالتكنولوجیا العالیة ذات طبیعة خاصة، فتظھر ھذه الحرب بأسلوب المجابھة بین نظام ونظام آخر، ومع وضع عنصر إبادة قوى العدو العاملة، یجب التركیز في الحرب على تخریب ھیكل القتال للعدو، وجعل نظام قتال العدو مشلولا، مما یرسي أسس تحقیق الانتصار في الحرب.

الصين نظرية الأمن الجديد من هنا