الصين الاقتصاد والمجتمع

الصين الاقتصاد والمجتمع ، قبل خمسینیات القرن العشرین كان معظم الصينيين یمارسون الإنتاج الزراعي، ولكن المستوى الإنتاجي لھم كان مختلفاً ، فبعضھم متقدم في الطرق الإنتاجیة یجیدون “الحرث الدقیق والعنایة الأكثر دقة”، وبعضھم متخلف في الإنتاج یعتادون “التوسع الأفقي والمردود المنخفض”، وأیضا یوجد بعض الأقلیات ظل أبناؤھا یعیشون حیاة بدائیة، لا یعرفون في الإنتاج الزراعي إلا “احرق وازرع”. وعموما نجد سكان الأقلیات الذین یختلطون مع أبناء قومیة ھان في المعیشة أو مناطق إقامتھم تقترب من مناطق قومیة ھان، نجد مستواھم الإنتاجي قد بلغ أساسیا مستوى أبناء قومیة ھان أو اقترب منھ، مثل بعض الأماكن التي تمركز فیھا أبناء قومیات ھوي وتشوانغ ومان وكوریا؛ وبعض الأقلیات القومیة مثل قومیات ختشھ وألونتشون وأونك وجینغ وغیرھا ظل أبناؤھا یعتمدون على صید الأسماك والحیوانات البریة رئیسیا، وعلى الإنتاج الانتشاري في الزراعة ورعایة المواشي ثانویا؛ وأیضا أبناء بعض الأقلیات القومیة مثل قومیات القازاق وقرغیز والطاجیك ویویقو وجزء من أبناء قومیة منغولیا والتبت ظلوا یعیشون حیاة بدویة تقلیدیة. ولبعض سكان قومیة ھوي تقالید ممارسة النشاطات الصناعیة والتجاریة، وعلى الأخص أبناؤھا القاطنون في المدن الكبیرة والمتوسطة حیث یمتلك بعضھم المصانع الخاصة للغزل والنسیج أو تصنیع الجلود. ولكن على وجھ العموم كان عدد أبناء الأقلیات القومیة الذین یقومون بالنشاطات الصناعیة والتجاریة محدودا جدا. وقبل تأسیس الصین الجدیدة عام ١٩٤٩ كانت معظم المناطق القومیة خالیة من الصناعة الحدیثة، ولیس ھذا فحسب بل أن بعض مناطق الأقلیات القومیة لم تنجز فیھا عملیة تقسیم العمل الاجتماعي بین تربیة المواشي والزراعة وأیضا بین الزراعة والصناعة الیدویة.

الخروج من اقتصاد الفلاحة الضیق

في أوائل خمسینات القرن العشرین، كانوا یعیشون كل أسرة، أو اثنتین، حتى خمس أسر، منفصلین في جبل آیلاو بمقاطعة یوننان بجنوب غربي الصین؛ في غابات بكر، یزرعون الذرة والحبوب. كان مردود الأرض قلیلا لأنھم یزرعون بطریقة “احرق وازرع”. كانوا لا یجدون الحبوب لمدة بین ثلاثة وستة أشھر كل عام على الأقل، ویضطرون إلى العیش على القنص وجمع الثمار والأعشاب البریة الصالحة للأكل.

في ذلك الوقت كان لكل ثلاث أسر فأس حدیدي یبادلونھ. كانوا یقنصون بالأقواس والسھام رئیسیا، ویقسمون الحیوانات البریة الكبیرة بالتساوي لأكلھا. عدد غیر قلیل منھم لم یكن لدیھ ملابس، فیغطون أجسامھم عن النظر بجلد الحیوان وورق الشجر وأشرطة من القماش؛ ولم یكن في بیتھم طبق فیأكلون الأرز في ورق الموز. كان یتنقلون وراء الأرض القابلة للزراعة، فالأرض الزراعیة غیر مستقرة ویسكن معظمھم في أكواخ من الخیزران والخشب وأغصان الشجر وورق الموز الخ، وینام بعضھم تحت الجروف أو في فجوات الشجر الكبیرة. یشعل بعضھم النار بطریقة حك الخیزران. في أكواخھم مواقد للنار لا تخمد طول السنة، ینامون حولھا بدون غطاء، ویضعون الأعشاب وورق الشجر تحت أجسامھم، وعندما یسقط المطر غزیرا، ویتسرب لھا یتحلق كل أفراد الأسرة حول الموقد للنار كي لا تخمد.

كان لا یملكون شیئا تقریبا، ویحصلون على القلیل من الملابس والكبریت والملح والأدوات الحدیدیة الخ عن طریق مقایضتھا بجلد الحیوان والعقاقیر الطبیة والأدوات المحبوكة من القش والخیزران. یضعون بضائعھم للمقایضة على جانبي طریق خارج قرى غیرھم، ویتجنبونھا، وبعد ذلك یأخذھا أبناء ھذه القرى، ویتركون بضائعھم في نفس المكان. الصين الاقتصاد والمجتمع أحیانا یجدون أن أبناء ھذه القرى قد أخذوا أكثر مما تركوا أو أنھم ما یتركوا شیئا بعد أن أخذوا البضائع، فیعبرون عن اعتراضھم عن طریق إطلاق السھام أو رمي قطع من الحجر. ھذه الأسلوب من “التجارة الصامتة” اختفى بعد أن استقروا في أواخر الخمسینات تقریبا.

في عام ١٩٥٢ بدأت حكومة محافظة جینبینغ الجدیدة حفزھم للخروج من الغابات لیستقروا. كان من الصعب العثور علیھم لأنھم كانوا یھربون حینما یرون الغرباء. بعد ذلك أسست حكومة المحافظة فرقة عمل، كان أفرادھا یعیشون مع أبناء قومیة ھاني ویاو الذین یسكنون في القرى الجبلیة بھا، ویذھبون إلى الغابات مرات بالحبوب والملابس واللوازم الیومیة إلى أبناء كوتسونغ. خرج بعض أبناء كوتسونغ من الغابات تدریجیا. بنت لھم حكومة المحافظة مساكن، واشترت لھم الأدوات الزراعیة والبقر واللوازم الیومیة الأخرى؛ بنیت لھم مدرسة، الالتحاق بھا مجاني، والعلاج الطبي مجاني. تركت بعض الأقلیات القومیة حولھم بعض الأرض المزروعة لھم، وعلمتھم طرق الإنتاج والمعیشة. في البدایة لم یتعود أبناء كوتسونغ حیاة الاستقرار وعاد بعضھم إلى الغابات مرة تلو مرة، حتى ستینات القرن العشرین خرج جمیع أبناء كوتسونغ البالغ عددھم أكثر من ٢١٠٠ فرد من الغابات لیعیشوا حیاة الاستقرار. في نفس الوقت تواصل عمل الفرز القومي لأبناء كوتسونغ. في عام ١٩٨٤ ،نظمت محافظة جینبینغ وفد زیارة الأقرباء والأبناء من نفس القومیة لأبناء كوتسونغ إلى محافظة لانتسانغ الذاتیة الحكم لقومیة لاھو، وقام أبناء كوتسونغ وأبناء قومیة لاھو بتعریف بعضھم البعض اللغة والعادات والتقالید، وقدموا عروض الغناء والرقص القومي الخ، ومن ھنا وجدوا نقاطا مشتركة بینھم. في عام ١٩٨٧ ،تأكد أخیرا أن أبناء كوتسونغ

في الزمن الغابر، كان أبناء القرى یعیشون حیاة تقوم على الاكتفاء الذاتي؛ من زراعة الحبوب أو ممارسة الحرف الیدویة، وكان دخلھم من النشاطات الاقتصادیة الأخرى جد قلیل. الآن طوروا صناعة الملابس. اشترى بعضھم سیارات زراعیة ولوریات، ویعملون في مجال النقل. في بعض القرى ذات المواصلات السھلة، والقریبة من المناطق السیاحیة یعملون في مجال الأطعمة والمشروبات، ویمارسون التجارة. بعضھم من غیر القادرین مادیا یذھبون إلى المدن بحثا عن فرص العمل. مازال اقتصاد قرى الأقلیات القومیة متخلفا. ھناك عناصر كثیرة مثل الظروف الجغرافیة والمفاھیم والوعي والعلوم والتكنولوجیا والثقافة الخ تقیده. ولكن ما حققتھ من تطور في عشرات السنین یفوق تطورھا خلال مئات السنین في الماضي.

من حیاة البداوة إلى الاستقرار

توجد مروج واسعة في مناطق منغولیا الداخلیة وشینجیانغ الویغوریة والتبت الذاتیة الحكم وفي مقاطعة قانسو وتشینغھاي الخ بشمال وغرب الصین. لقد عاش أبناء قومیات منغولیا والتبت والقازاق وقرغیز ویویقو والطاجیك في ھذه المروج أزمانا طویلة حیاة بدویة، یسعون وراء الماء والكلأ مع تغیر فصول السنة. في ھذه المناطق قدرة المواشي على التكاثر ومكافحة الكوارث ضعیفة، والإنتاج منخفض وغیر مستقر بسبب تربیة المواشي اعتمادا على ما تجود بھ الطبیعة. في عام ١٩٩٧ ،أدى سقوط الثلج الغزیر إلى نفوق ٩٠ ٪من المواشي في إقلیم شیلین جول بمنغولیا الداخلیة. ولا توجد بیوت مستقرة للرعاة بسبب كثرة ترحالھم مع المواشي، في ظل ظروف معیشیة شاقة للغایة. المسافة بین المراعي في الفصول المختلفة

تصل مئات الكیلومترات في بعض المناطق، یتنقل الرعاة بینھا بصعوبة؛ ینامون على العشب أیاما طویلة، ویصاب عدد غیر قلیل منھم، حیث أن خیامھم التي تصنع من اللباد وتكون على شكل القباب، تكون بسیطة للغایة؛ یسكنون في مناطق الرعي بصورة مشتتة، وفي مناطق الرعي عدد قلیل من الوحدات الصحیة، وإذا أصیب أحد منھم لابد أن یذھب إلى مستشفى بعد مسیرة طویلة شاقة، وإنشاء المدارس ھناك مشكلة كبیرة.
منذ خمسینات القرن العشرین شرعت الحكومة تشجع تحویل الرعاة من حیاة الترحال إلى الاستقرار للرعي، وتنفیذ الجمع بین الزراعة وتربیة المواشي والأعمال الجانبیة مثل تصنیع المنتجات الحیوانیة. في الثمانینات كان نظام مقاولة المروج في مناطق الرعي تم تطبیقھ على الوجھ الأكمل، ووزعت المروج على العائلات، بحیث تستخدم العائلة المرج لمدة سنوات، ویكون الراعي الذي یقاولھ مسئولا عن حمایة المرج والحفاظ على نموه.
ھذا الأسلوب ساعد في حمایة الرعاة للمروج، فتخلص عدد متزاید منھم من حیاة البداوة وحققوا حیاة مستقرة وأو شبھ مستقرة. الآن عدد قلیل منھم رعاة فقط، فالغالبیة یعملون في زراعة المحاصیل الاقتصادي، مع مواصلة رعي الغنم والبقر. ظھرت قرى ومدن صغیرة جدیدة في بعض المناطق، التي كانت بدویة.

دعم الدولة

في بدایات تأسیس جمھوریة الصین الشعبیة كان اقتصاد الأقلیات القومیة ومناطق الأقلیات القومیة متخلف للغایة. في عام ١٩٤٩ كان إجمالي قیمة الإنتاج الصناعي والزراعي لمناطق الأقلیات القومیة في كل البلاد یمثل ٨ر٧ ٪في الصین. بعد ذلك وضعت الدولة ونفذت سلسلة من السیاسات لمساعدة مناطق الأقلیات القومیة على التنمیة السریعة.
أولا: تطبیق سیاسات مالیة وضریبیة ومصرفیة واستثماریة وتجاریة تفضیلیة الخ في ستینات القرن العشرین طبقت الدولة سیاسة سمیت الاھتمامات المالیة والمصرفیة الثلاثة في المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة:
الاھتمام الأول: زیادة ٥ ٪من الاحتیاطي المالي لحالات الطوارئ في المیزانیة المالیة؛ الاھتمام الثاني: أن تكون أعلى من المناطق العادیة في المخصصات من الاحتیاطي المالي.

الاھتمام الثالث: تخصیص مبلغ من المعونة المالیة في مناطق الأقلیات القومیة لاستخدامھ في بعض
المصروفات الخاصة كل عام. منذ عام ١٩٨٠ ازدادت قیمة المعونة المالیة المقررة من الحكومة المركزیة إلى خمس مناطق ذاتیة الحكم ویوننان وقویتشو وتشینغھاي بمعدل ١٠ ٪كل عام. ظلت ھذه السیاسة تطبق حتى
عام ١٩٨٨ .وبعد ثبتت الحكومة قیمة المعونة المالیة في عام ١٩٨٨ كمعیار للمعونة المالیة كل عام.
بعد أن طبقت الحكومة المركزیة نظام المشاركة في الضرائب بین السلطات المحلیة والمركزیة ونظام إدارة المالیة في عام ١٩٩٤ ،أبقت على السیاسة السابقة الخاصة بتقدیم المعونات المالیة والاعتمادات الخاصة
لمناطق الأقلیات القومیة. تطبق الدولة نظام المعونات المالیة المقررة، وفي نفس الوقت تخصص بعض المعونات الخاصة مثل المعونة المالیة التعلیمیة للمناطق الحدودیة ومناطق الأقلیات القومیة والمعونة المالیة لبناء المناطق الحدودیة وأموال مساعدة المناطق غیر المتطورة والمعونة الخاصة لبناء التبت الخ.

في مجال الدخل الضریبي، منحت الدولة المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة حق تخفیض الضریبة وإلغائھا في حدود معینة. للحكومات المحلیة العادیة حق تخفیض ضریبة الجزارة والزراعة والرعي وإلغائھا، بینما الضرائب الأخرى من حق الحكومة المركزیة، ولكن لحكومات المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة على مستوى المقاطعة حق تخفیض الضرائب المدرجة ضمن أنواع الضرائب المحلیة التابعة للدخل المالي
المحلي وإلغائھا. وفي نفس الوقت طبقت الدولة سیاسة تخفیض الضریبة وإلغائھا للمناطق القومیة بدرجة معتدلة مثل تخفیض ضریبة الزراعة وإلغائھا لمناطق الأقلیات القومیة الفقیرة والاھتمام بتخفیض الضریبة
وإلغائھا على الشركات في المناطق القومیة والتجارة القومیة وإنتاج اللوازم القومیة الخ.

السیاسة التفضیلیة في مجال الأعمال المصرفیة ھي تخصیص قروض خاصة، ومنح معدل فائدة تفضیلي وزیادة مبلغ القرض وتمدید وقت سداد القرض الخ رئیسیا. مثلا خصصت الدولة قرضا خاصا للتجارة
القومیة وقرض حسم خاصا لمساعدة الفقراء في مناطق الرعي وغیرھما.
قررت الدولة أن تقدم الأجھزة المالیة الدعم الرئیسي للاحتیاجات المالیة المعقولة في مجال تنمیة الموارد وتطویر الاقتصاد المتنوع لمشروعات الاستثمار في الأصول الثابتة والشركات التي تنطبق علیھا شروط السیاسات الصناعیة للدولة في المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة.
في مجال الاستثمار وضعت الدولة سیاسات تفضیلیة، وتقود وتشجع رأس المال من داخل الصین وخارجھا على الاستثمار في المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة. حسب الخطة الموحدة وطلب السوق منحت الأسبقیة لترتیب مشروعات تنمیة الموارد ومشروعات بناء المرافق الأساسیة بصورة معقولة في المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة. زادت حجم الاستثمارات وقروض البنوك السیاسیة بصورة مناسبة في مشروعات الاستثمار في المرافق الأساسیة الكبیرة.

تقدم الدعم في مجال الاستثمار والأعمال المصرفیة والدخل الضریبي الخ للشركات التجاریة والتموینیة في المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة. مثلا منذ ستینات القرن العشرین خصصت الدولة ١٥٩ محافظة
للاھتمام بالتجارة القومیة في المناطق القومیة الفقیرة والنائیة والصعبة المواصلات. حتى الآن تحسنت أحوال الإنتاج والمعیشة في ھذه المناطق تحسنا كبیرا، ولكن السیاسة التفضیلیة الممنوحة لھا لم تلغ، وفي نفس
الوقت ازداد عدد المحافظات التي تمنحھا الاھتمام بالتجارة القومیة إلى أكثر من ٤٠٠ محافظة. سیاسات الدعم الرئیسیة للدولة ھي: تطبیق معدل فائدة تفضیلي وتخفیض الضریبة وإلغائھا وتخصیص قروض خاصة؛
دعم أسعار البضائع الخاصة ومعونة مصروفات نقل اللوازم المعیشیة في المناطق النائیة والمتخلفة ومنح الاھتمام بتموین المواد الخام الخاصة وبناء نقاط الشبكة التجاریة واعتمادات الإصلاح التقني ومحلات وبسطات اللوازم القومیة في المدن الخ.
في مجال الاقتصاد والتجارة الخارجیة، توسع الدولة حق الإدارة الذاتیة لشركات الإنتاج في المناطق الذاتیة الحكم في مجال التجارة الخارجیة؛ تشجع على تطویر تصدیر المنتجات ذات التفوق المحلي، تمنح
الاھتمام في مجال الخطة والكمیة المحددة الموزعة ورخص التصدیر الخ؛ تطبق سیاسة تفضیلیة للتجارة الحدودیة الخ.
ثانیا: مراعاة مصالح مناطق الأقلیات القومیة عند تخطیط وتنفیذ التنمیة الاقتصادیة منحت الدولة مناطق الأقلیات القومیة حق تطویر الاقتصاد الذاتي.
تحت إرشاد خطة الدولة، یمكن للھیئات الذاتیة الحكم في المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة أن تضع السیاسات العامة والخاصة وخطة بناء الاقتصاد حسب ظروف ومتطلبات مناطقھا، وترتب وتدیر عملیة البناء
الاقتصادي المحلي ذاتیا.

في الفترة بین خمسینات وستینات القرن العشرین أقامت الدولة مجموعة من المشروعات الرئیسیة في المناطق القومیة مثل منغولیا الداخلیة وشینجیانغ ونینغشیا وقانسو وجیلین الخ وحسب تفوق الموارد في مناطق الأقلیات القومیة مثل قاعدة الحدید والصلب في باوتو بمنغولیا الداخلیة ومحطة الطاقة الكھرمائیة في تشینغتونغشیا بنینغشیا ومحطة الطاقة الكھرمائیة في لیوجیاشیا بقانسو والتنقیب عن النفط في شینجیانغ وتنمیة مناطق الغابات في جبال شینغآن بمنغولیا الداخلیة وجبال تشانغباي بالشمال الشرقي، وأنشأت مجموعة من مشروعات مصادر الطاقة والمواصلات بصورة متكاملة، وبفضل ھذا بدأت الصناعة الحدیثة في ھذه المناطق خطواتھا. في أواخر الخمسینات نقلت الدولة مجموعة من الشركات إلى بعض المناطق القومیة في الشمال الغربي والجنوب الغربي، ودفعت بناء الصناعة في ھذه المناطق إلى حد أبعد. ونظرا لثراء المناطق القومیة بالموارد المائیة وموارد النفط والغاز الطبیعي والمنتجات المعدنیة تطبق الدولة في السنوات الأخیرة سیاسة فیھا میل صناعي وإقلیمي لصالح مناطق الأقلیات، وتعزز تنمیة مصادر الطاقة وموارد المنتجات المعدنیة في المناطق القومیة، وتطور الصناعات ذات التفوق والخصائص لھذه المناطق رئیسیا.
وتراعي الدولة في تنمیة الموارد الطبیعیة في المناطق القومیة، أن تكون سیاسة تنمیة الموارد في مصلحة تنمیة ھذه المناطق، فالھیئات الذاتیة الحكم في المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة تعطي أولویة لتنمیة الموارد الطبیعیة التي یمكن تنمیتھا بھذه المناطق بصورة معقولة حسب القوانین والخطة الموحدة للدولة. عوضت الدولة تعویضا محددا على مصالح المناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة التي تصدر الموارد الطبیعیة. توزع فوائد منتجات شركات الفحم والكھرباء والغابات التي تبنیھا الحكومة المركزیة في مناطق الأقلیات القومیة بنسب محددة، حیث یخصص بعض فوائدھا للمناطق القومیة، وبعض أرباحھا لھذه المناطق لدعم بناء الاقتصاد والثقافة فیھا. وفي التنقیب عن المنتجات المعدنیة وتنمیتھا، قررت الدولة أن تكون نسبة توزیع المعونة المالیة للموارد المعدنیة بین الحكومة المركزیة والمقاطعات والبلدیات ٥:٥ أما ھذه النسبة بین الحكومة المركزیة والمناطق الذاتیة الحكم للأقلیات القومیة 
ثالثا: تطبیق سیاسة التنمیة الإقلیمیة، تضییق الفوارق والرخاء المشترك لأسباب طبیعیة وتاریخیة واجتماعیة واقتصادیة الخ، مناطق الأقلیات القومیة متخلفة نسبیا مقارنة مع المناطق الساحلیة الشرقیة. وھذا یظھر في مجال المستوى الاقتصادي ومفھوم اقتصاد السوق والمرافق الأساسیة

ومدى نمو السوق ومستوى التطور الاجتماعي الخ. منذ تطبیق سیاسة الإصلاح والانفتاح في عام ١٩٧٨ ،مرت
استراتیجیة التنمیة الإقلیمیة الصینیة بأربع مراحل سیاسیة، وھي: المیل إلى المناطق الساحلیة الشرقیة والتنمیة المتناسقة بین المناطق الشرقیة والغربیة والاھتمام بمساعدة تنمیة المناطق الوسطى والغربیة وتنفیذ استراتیجیة التنمیة الكبرى للمناطق الغربیة. التنمیة الكبرى للمناطق الغربیة التي بدأت في عام ١٩٩٩ شدیدة الارتباط بتنمیة المناطق القومیة لأن مناطق الأقلیات القومیة تحتل ثلاثة أرباع المناطق الغربیة، وعدد أبناء الأقلیات القومیة بھا ثلث إجمالي عدد السكان ھناك، ھذا على الرغم من أن استراتیجیة التنمیة الإقلیمیة لیست معادلة لاستراتیجیة تنمیة المناطق القومیة تماما. في بدایات تطبیق سیاسة الإصلاح والانفتاح، نفذت الدولة استراتیجیة تنمیة المناطق الساحلیة الشرقیة، وفي نفس الوقت لم تتجاھل تنمیة مناطق الأقلیات القومیة. شجعت على تحقیق بعض المناطق الثراء قبل غیرھا، وفي نفس الوقت طلبت تطبیق السیاسة التفضیلیة الخاصة لبعض المناطق التي تشمل مناطق الأقلیات القومیة، وقدمت إلیھا مساعدات مادیة وتكنولوجیة.
في عام ١٩٩٥ زادت الدولة الاھتمام بتنمیة المناطق الوسطى والغربیة وتنفیذ سیاسة لتقلیل الفجوة. والإسراع بتنمیة المناطق الغربیة من

المبادئ المرشدة لتنمیة الاقتصاد والمجتمع الصیني خلال الخمس عشرة سنة القادمة، وفي نفس الوقت وضعت إجراءات عملیة للإسراع بالتنمیة.
بعد تنفیذ استراتیجیة التنمیة الكبرى للمناطق الغربیة، وضعت الدولة سیاسة تفضیلیة عملیة أكثر. وبعد ذلك بدأت تبنى بعض المشروعات ذات المغزى الرمزي مثل نقل الغاز والكھرباء من المناطق الغربیة إلى الشرق وسكة حدید تشینغ (تشینغھاي) تسانغ (التبت)، والتي تعتبر من أھم المشروعات الكبیرة في الصین في أوائل ھذا القرن. وبعد ذلك بدأ الكثیر من الأعمال والمشروعات، وتتغیر ملامح مناطق الأقلیات القومیة بسرعة.
رابعا: تطبیق سیاسة التجارة الحدودیة وفتح المناطق الحدودیة یعیش أبناء الأقلیات القومیة في معظم المناطق الحدودیة البریة التي یوجد بھا عدد كبیر من الممرات البریة، ویعیش أبناء أكثر من ثلاثین قومیة
مجاورین، عبر الحدود، أبناء ذات القومیة خارج الحدود، تربط بینھم اللغة وتجمعھم العادات والتقالید المشتركة. ھذه القومیات تتوفر لھا ظروف جیدة للتبادل مع الخارج. بعد تأسیس جمھوریة الصین الشعبیة توقفت التجارة
الحدودیة لبعض الوقت. منذ تطبیق سیاسة الإصلاح والانفتاح في عام ١٩٧٨ ،عادت التجارة الحدودیة التقلیدیة بدایة من مزاولة أبناء الحدود التجارة في الأسواق المتبادلة. وفي نفس الوقت وضعت الدولة سیاسة
تفضیلیة لدفع التجارة الحدودیة.

خامسا: تشجیع المناطق المتطورة ومناطق الأقلیات القومیة على المساعدات التخصصیة في عام ١٩٧٩ قررت الدولة أن تقدم المقاطعات والبلدیات الداخلیة المتطورة المناطق القومیة مساعدات تخصصیة لتطویر اقتصادھا. وفي ذلك الوقت تقرر أن تساعد بكین منغولیا الداخلیة، وتساعد خبي قویتشو 

وتساعد جیانغسو قوانغشي وشینجیانغ، وتساعد شاندونغ تشینغھاي، وتیانجین تساعد قانسو، شانغھاي تساعد یوننان ونینغشیا، وكل الصین تساعد التبت. وبعد ذلك شرعت المناطق المختلفة في تقدیم مساعدات من السلع والمواد والتكنولوجیا، وتشكیل مناطق تعاون اقتصادي. وتوسع نطاق المساعدة إلى المجالات المختلفة مثل الصناعة والزراعة والتجارة والعلوم والتكنولوجیا والمتخصصین والثقافة والتعلیم والصحة الخ. وفي نفس الوقت تعزز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي الإقلیمي، وقد تشكلت منطقة تعاون اقتصادي لسبعة أطراف في خمس مقاطعات بالجنوب الغربي ومنطقة تعاون اقتصادي لخمس مقاطعات ومناطق بالشمال الغربي. الأقلیات تتركز في منطقة الجنوب الغربي والشمال الغربي.

سادسا: مساعدة مناطق الأقلیات القومیة على التخلص من الفقر خلال السنوات الأخیرة ما زال عدد غیر قلیل من أبناء مناطق الأقلیات القومیة فقراء برغم أن الاقتصاد قد تطور، وتیسرت المعیشة في عدد كبیر من مناطق الأقلیات القومیة. یسكن حوالي نصف أبناء الأقلیات في منطقة جبال شیشان بجنوب الغربي، وینتشر الباقون في المناطق الشدیدة البرودة والغائمة والرطبة ومناطق المروج والصحراء والمناطق الجبلیة الجافة بالشمال الغربي رئیسیا. فقرھم لھ سمات، تظھر رئیسیا في المجالات التالیة:
الظروف الطبیعیة السیئة، لدرجة أن بعض المناطق منھا تفتقر إلى الشروط الأساسیة لمعیشة الإنسان؛ یقع معظمھا في المناطق النائیة، وتبعد عن المدن المركزیة وأماكن تجمیع البضائع وتوزیعھا، والمرافق الأساسیة في مجال الري ومصادر الطاقة والمواصلات والاتصالات الخ متخلفة. في الماضي كان الأساس الاقتصادي ضعیفا، والتعلیم والعلوم والتكنولوجیا متخلفة. الصين الاقتصاد والمجتمع