الصين الأستقلال والدفاع عن النفس

الصين الأستقلال والدفاع عن النفس ، یمتد سور الصین العظیم أكثر من ٦٣٠٠ كم في شمال الصین، من ثغرة جیایوقوان غربا إلى ثغرة شانھایقوان ولاولونغتو الساحلیة شرقا عابرا لیاونینغ وخبي وتیانجین وبكین وشانشي ومنغولیا الداخلیة وشنشي ونینغشیا وقانسو وغیرھا من المقاطعات والمناطق والمدن.

بصفتھ إحدى العجائب في تاریخ المعمار العالمي، كان سور الصین العظیم أعظم مشروع دفاع استراتیجي في العصور الصینیة القدیمة، كما أنھ رمز للاستقلال والدفاع عن النفس وللدفاع الوطني الصیني.

الصين الأستقلال والدفاع عن النفس

الدفاع الوطني الصیني مستقلا لا یعتمد على الآخرین. تتمسك الصین دائما بالاستقلال والاعتماد على النفس في بناء وتقویة الدفاع الوطني. كما أنھا تعتمد على قوتھا لضمان أمن الدولة، وتقوم مستقلة بالحكم الاستراتیجي وفقا لطبیعة الأمور، وتأخذ قرارات الدفاع الوطني واستراتیجیة تنمیة الدفاع الوطني بنفسھا، رافضة سیطرة الآخرین، ولا تتحالف مع أیة دولة أو مجموعة دول، ولا تشترك في أیة مجموعة عسكریة. عرفت الصین من خلال تجاربھا ومن الدروس التاریخیة أن انضمام أیة دولة إلى مجموعة عسكریة ذات خصائص یعتبر معاداة للآخرین وتضع نفسھا فى عربة حربیة للآخرین، فلا یمكنھا أن تحمي أمنھا بفاعلیة، بل یساعد على زیادة الخلافات، الأمر الذي یسبب التصادم، ویظھر الصورة السلبیة من التحالف إلى المجابھة ثم التحالف مرة أخرى ثم تصاعد المجابھة، الأمر الذي یضر بمصالح الدولة في النھایة ویخرب النظام الطبیعي الإقلیمي.
الدفاع الوطني الصیني ھو دفاع عن النفس، وھو لا یشكل تھدیدا للآخرین، ولا یعتدي على الآخرین. تعارض الصین بحزم الھیمنة وسیاسة القوة، وتعارض سیاسات الحرب والعدوان والتوسع بأي شكل من الأشكال.

فھى لم تمارس التوسع العسكري، ولن تقیم قواعد عسكریة أو مجالات لقوة عسكریة خارجھا، ولا تسعى وراء الھیمنة مھما كان وفي المستقبل. إن ھدف بناء تحدیث الدفاع الوطني الصیني ھو للدفاع عن نفسھا، ولحمایة بیئة سلمیة مفیدة لبناء البلاد. تعمل الصین على الوقایة من الحرب ومنعھا، وعلى حل النزاعات الدولیة والمشاكل التي خلفھا التاریخ سلمیا، خاصة في حالة تعرض أساس توحید الدولة السلمي للتھدید الخطیر، لا یمكن للصین أن تتخلي عن جھودھا لتعزیز قوة الدفاع الوطني لحمایة سیادة الدولة وأمنھا.
الدفاع الوطني الصیني ھو للدفاع، ولیس لمھاجمة أي شخص. رسالة القوات المسلحة لجمھوریة الصین الشعبیة الممنوحة من <<دستور جمھوریة الصین الشعبیة>> و<<قانون الدفاع الوطني لجمھوریة الصین الشعبیة>> ھي “تقویة الدفاع الوطني، لمقاومة الاعتداء، والدفاع عن الوطن، وأیضا الدفاع عن عمل الشعب السلمي”.

إن القرن الحادي والعشرین ھو قرن سوف تحقق فیھ الصین التحدیثات ونھوض الأمة الصینیة بصورة شاملة. والمھمة الأساسیة للدفاع الوطني الصیني في ھذا القرن ھو تقدیم ضمان الأمن لبناء المجتمع الرغد بصورة شاملة، وتحقیق التحدیثات ونھوض الأمة الصینیة؛ والحفاظ على الاستقرار الاستراتیجي الطویل الأمد للدولة؛ مع تشكیل وضع إستراتیجي مفید لتنمیة البلاد على المدى البعید. وتأتى تفاصیل ھذه المھمة فى الآتى:

أولا:

الدفاع ورد كل الاعتداءات الأجنبیة، لضمان تكوین بیئة آمنة صالحة لعمل الشعب السلمي.

ثانیا:

منع جمیع الأعمال الھادفة إلى تقسیم أراضي البلاد بقوة وحزم ، والضمان الحقیقي لتحقیق توحید البلاد الكامل في النھایة.

ثالثا:

الحمایة الفعالة لموارد الدولة الاستراتیجیة ومصالحھا المشروعة التي تتضمن الحقوق والمصالح البحریة المشروعة.

رابعا:

دعم الدولة فى وضع حلول للمشاكل التي خلفھا التاریخ مع الدول المعنیة بصورة عادلة ومعقولة.

خامسا:

دعم الدولة لتقویة التعاملات الدولیة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، مع حمایة مكانة الدولة وكرامتھا دولیا.

سادسا:

سحق كل النشاطات الھادفة إلى قلب سلطة الدولة وصنع الاضطرابات الاجتماعیة، وحمایة الانضباط الاجتماعي الطبیعي. 

تاريخ الصين في الدفاع عن نفسها 

قدیما كانت الحضارة الصینیة تتخذ الحضارة الزراعیة ھى القوام الرئیسي لھا. واختلافا عن الحضارة التجاریة الرأسمالیة التي تشجع التوسع إلى الخارج، أثمرت التربة الخصبة للحضارة الزراعیة التقالید الثقافیة الاستراتیجیة المتمثلة في فكرة “السلم أكرم شيء” للأمة الصینیة.

في تاریخ الحضارة الذي یعود إلى ٥ آلاف سنة، شھدت الصین حروبا كثیرة، لكننا لم نجد مثالا لتوسعھا العسكري الخارجي. فكان محور الثقافة الاستراتیجیة الصینیة ھو السعي وراء التناغم بین القومیات ووحدة الدولة.

إن تاریخ الحروب القدیمة الصینیة ھو تاریخ حروب توحید الأمة الصینیة ومقاومة الاعتداء الخارجي. وكان موقف الاستراتیجیین الصینیین من الأجیال السابقة ھو “القیام بالحرب للدفاع” ولیس”حبا للحرب”. والھدف الأساسى لفكرة الدفاع الوطني الصیني ھو الدفاع ولیس الھجوم. فقد دعت الأجیال الصینیة السالفة في مختلف العھود إلى “تبادل الحب بین الناس في الدنیا”، و”عدم الحصول على السلطة بالسلاح” ومن منطلق ان “فناء البلاد وھلاكھا یأتى من سعیھا للحرب”.

في اللغة الصینیة تعنى كلمة “القوة المسلحة” ھى منع الحرب، مما یعكس أن  الصینیین استخدموا القوة المسلحة في الدفاع عن أراضي البلاد ولتحقیق السلم. لم نجد وثائق تاریخیة تحث على العدوان والتوسع مثلما یوجد فى وصایا میجي الیاباني والمؤلفات السریة للإمبراطور الألماني ووصایا بیتر الأول الروسي، ولا یمكن إیجاد قوة محركة تاریخیة لفتح الولایات المتحدة الأمریكیة “حدودا جدیدة” في العصر الحدیث في تاریخ الصین الطویل.

في عھدي أسرتي ھان (٢٠٦ ق.م – ٢٢٠ (وتانغ (٦١٨-٩٠٧ (كانت الصین أقوى دولة في العالم، لكنھا لم تتوسع على حساب الأمم المتجاورة لھا، ولم تشكل تھدیدا للعالم، بل نفذت سیاسة حسن الجوار في معاملة القومیات والدول المجاورة، وقدمت إسھامات لتطویر الثقافة البشریة والتطویر العلمي والتكنولوجي بحضارتھا المتطورة. وفي عھد أسرة مینغ (١٣٦٨-١٦٤٤ (قاد تشنغ خھ أسطول سفن للقیام بسبع رحلات عبر البحار بین بورنیو وأفریقیا من عام ١٤٠٥ إلى عام ١٤٣٣ ،وكان عدد سفن أسطولھ أكثر من ٦٠ سفینة، تزن كل منھا أكثر من ألف طن، وكان یتبعھ أكثر من ٢٠ ألف شخص في كل رحلة، ووصل فى رحلاتھ خلال ٢٨ عاما إلى شبھ جزیرة الھند الصینیة وشبھ جزیرة الملایو وجزر نانیانغ والھند وفارس والدول العربیة وساحل أفریقیا الشرقي والبحر الأحمر ومكة المكرمة. بعد أكثر من نصف قرن من ذلك أكتشف

الملاح الایطالى الشھیر كریستوفر كولمبوس العالم الجدید ـ أمریكا، وقاد المكتشف البرتغالى فاسكو داجاما أول أسطول من اوربا للوصول الى الھند على التوالي، وكان حجم أسطولھ عدة أضعاف حجم الأسطولین الأخیرین.

سافر تشنغ خھ بالخزف والحریر الصیني، ولم یستخدم أكبر قوة بحریة في ذلك العھد لإقامة مستعمرات خارج الصین، الأمر الذى یختلف عن الاستعمار الغربي اختلافا تماما. وأشار أحد الخبراء المشاھیر في شؤون الصین بجامعة ھارفورد الأمریكیة إلى أن “الصینیین الذین اتخذوا القرارات یؤكدون أن الحروب ھى للدفاع عن أراضي الدولة منذ زمن بعید، وھنا یتضح الفرق بوضوح بین ما تنتھجھ الصین وبین ھجومیة التوسع التجاري للإمبریالیة الأوروبیة”. وأشار بعض العلماء الغربیین أیضا إلى أنھ “في معرفة الصین لحضارتھا لا یوجد استخدام عدواني.” ھذه النتیجة تتفق مع واقع الصین التاریخي. في عصرنا الیوم، كانت الصین أول دولة تدعو إلى المبادئ الخمسة للتعایش السلمي، وتطبق دائما السیاسة الخارجیة السلمیة والمستقلة، وتؤكد على أن ھدف بناء الدفاع الوطني ھو للدفاع عن النفس، والدفاع عن سیادة الدولة وسلامة أراضیھا وعمل الشعب السلمي. الأمر الذى یتفق ومضمون تقالید الثقافة الاستراتیجیة الكونفوشیوسیة المتمثلة في “السلم أكرم شيء” و”الحكیم ھو من یحب أخاه الإنسان”. بعد تأسیس الصین الجدیدة قامت بثماني أعمال عسكریة استراتیجیة، ھدفھا كلھا للدفاع عن نفسھا. ولم بل ولن تتجاوز حدود الصین الاستراتیجیة حدودھا الطبیعیة.

 الشعب الصيني بعد الأستقلال

لم ینھ فقط تأسیس الصین الجدیدة عام ١٩٤٩ تاریخ الصین الذي تعرض لھ الصینیون فیھ لظلم واضطھاد الآخرین كما يراها الصينيون ، بل استأصلت التربة السیاسیة للتوسع الخارجي. فبعد التضحیة والنضال الطویل وتحقیق استقلال الدولة، عرف الشعب الصیني معرفة جیدة صعوبة تحقیق سیادة الدولة واستقلالھا وقیمة السلم والازدھار. و یحرص الشعب الصیني على ھذا السلم والاستقلال، ویعرف بل ویفھم رغبة الدول الأخري في حمایة استقلالھا وحقوقھا المشروعة.

أتت سلطة دولة الصین الجدیدة من الشعب وھى ملكا للشعب، فلابد أن تخدم الشعب. المھمة الوحیدة والھدف الوحید للسلطة الشعبیة فى الصین الجدیدة ھو ضمان قیادة أبناء الشعب لیمارس العمل السلمي بكل جھوده واھتماماتھ، مع تطویر الإنتاجیة بقدر المستطاع، وتعزیز قوة الدولة الشاملة، وتحسین حیاة الشعب. فإذا ابتعدت السلطة عن ھدف التنمیة السلمیة، ووجھت اھتمام الشعب إلى أشیاء أخرى، فھى بھذه الطریقة قد بعدت عن دورھا الاساسى والطبیعي كسلطة شعبیة، و ھى بذلك تخالف إرادة ومصالح الشعب، الأمر الذى لن یقبلھ الشعب.
والتزاما بالھدف السابق، منذ نھایة سبعینیات القرن العشرین، وعلى أساس تلخیص التجارب التاریخیة، أزالت الصین عراقیل مختلفة ووضعت إستراتیجیة تنمیة الدولة المتمثلة في تنمیة الإقتصاد القومي بكل الجھود المتاحة والإسراع بانتھاج سیاسة التحدیث، وسلكت طریق الإصلاح والانفتاح. وبھذا التطییق الموفق لھذه الاستراتیجیة تغیرت ملامح ضعف الصین التي تشكلت في المائة سنة الأخیرة، مما جعل الأمة الصینیة تنھض وتصعد لتتقدم في مقدمة الحضارة العالمیة مرة أخرى. ھذا الأمر مھم وذو أھمیة تاریخیة طویلة المدى، وتحقیقھ یحتاج إلى جھود أجیال مجدة، كما أنھ یحتاج إلى بیئة محلیة وخارجیة مستقرة وسلمیة، ویحتاج أیضا إلى جمع القوة المالیة والبشریة والمادیة وأنواع من الموارد بقدر المستطاع لتوظیفھا في البناء الاقتصادي، ویعتمد على مساعدة كل القطاعات والمجالات التي من ضمنھا الدفاع الوطني لبناء الجیش وبناء إقتصاد الدولة. لذلك تجد أن الصین أكثر من غیرھا اھتماما بتنمیة الاستقرار والسلم الطویل الأمد ومعارضة الإضطرابات والحروب، وناھیك عن الحروب التوسعیة الخارجیة. إن استراتیجیة تنمیة الدولة الصینیة تقوم على أن الصین لا یمكنھا أن تبتعد عن وضع التنمیة لتطویر القوات العسكریة بلا حدود، ولا یمكنھا أن تترك البناء الاقتصادي لتستنزف موارد الدولة النفیسة في التوسعات الخارجیة والحروب العدوانیة. وقبل تحقیق الھدف الاستراتیجي للتنمیة، لن تخالف الصین ھذا الھدف الاستراتیجي، حتى بعد أن یشھد الاقتصاد الصیني تطورا كبیرا، ویعیش الشعب عیشة رغدة، ستواصل الصین ھذا الطریق بعزیمة وحزم، لتبني الحضارة الإشتراكیة مادیا وروحیا على مستوى جدید، وستطور الإنتاجیة أكثر وأكثر لسد مطالب الشعب المادیة والثقافیة المتزایدة بإستمرار فى محاولة لتقدیم إسھامات عظیمة للبشریة. 

أعتماد الصين على موارده

الصين تأخذ منهج مختلف عن بعض الدول الكبرى في اسلوب الانتشار العسكري الخارجي و نقصد الدول الغربية التي تنتهج اسلوب الاستيلاء على موارد الغير مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة كعنصر أساسي للتنمیة، تعتمد الصین في تنمیتھا على مواردھا وعمل الشعب الصیني وقدراته.

تعتبر الصین ثالث أكبر بلد في العالم من حیث المعادن، ولیست بلدا صغیرا المساحة أو بلد جزر أو بلدا فقیرا في الموارد. فتمتلك الصین الأراضي الشاسعة والموارد الوافرة وقوة التنمیة الكامنة القویة، فلا تنقصھا أنواع ضروریة من الموارد الإستراتیجیة في تنمیة الإقتصاد القومي.

تقریبا كل المعادن الموجودة في العالم موجودة في الصین. ویمكن القول إن الصین ھي إحدى الدول القلیلة التي تمتلك الموارد المعدنیة الوافرة وأنواعھا الكثیرة كما أن درجة التكامل بینھا عالیة.

إلى نھایة ٢٠٠٣ ،أكتشف في الصین ١٧١ نوعا من المعادن، وأكثر من ٢٠٠ ألف قرارة معدنیة ومركز معدني، و١٥٨ نوعا منھا تم اكتشاف احتیاطیھا ومواقعھا تجاوزت ٢٠ ألف. من بین المعادن التي تم اكتشاف احتیاطیھا، أنواع كثیرة تجعل الصین في مقدمة العالم أو تحتل المراكز الھامة عالمیا. وتفید الإحصاءات المعنیة بذلك أن موارد المعادن التي تم اكتشاف احتیاطیھا في الصین تحتل ١٢٪ من إجمالي احتیاطیھا في العالم، أقل من الولایات المتحدة الأمریكیة وروسیا فقط. وتبین المقارنة أن من بین ٤٥ نوعا من المعادن الرئیسیة في الصین وعلى مستوى العالم من حیث الكمیة، تحتل ٢٥ نوعا منھا المراكز الثلاثة الأولى عالمیا، و١٢ نوعا منھا في المركز الأول. ووفقا لاسعار السوق الدولیة التنافسیة، وأیضا للقیمة الكامنة لإحتیاطي الموارد المعدنیة الصینیة
في عام ٢٠٠٣ ،بلغ إجمالي القیمة الكامنة للموارد المعدنیة الصینیة ٥٦ر١٦ تریلیون دولار أمریكي، وتحتل المركز الثالث العالمي. كما یحتل إحتیاطي الفحم الذي تم اكتشاف تریلیون طن منھ، علي المركز الأول العالمي، ویمكن استخراجھ لمئات السنین. ولا تزال موارد البترول في الصین في بدایة التنقیب والتطویر، حیث تم إكتشاف أكثر من ١٤٠٠ بنیة حاویة للبترول، مع بناء سلسلة من حقول البترول الكبیرة، وموارد البترول البحري والقاري غنیة جدا. في قاع البحر الشرقي وحده، یبلغ عمق طبقة الترسیب البترولي أكثر من ٢٠٠٠ متر، وھو إحدى أكبر مناطق احتیاطي البترول في العالم.

كما إقتربت كمیة إحتیاطي معدن الحدید من ٥٠ ملیار طن، فھي إحدى اكثر الدول من حیث إحتیاطي الحدید. وتم اكتشاف ٤١ نوعا من المعادن بخلاف الحدید. ویحتل احتیاطي التنجستین والزنك واللیثیوم والأتربة النادرة علي المركز الأول العالمي، كما یحتل إحتیاطي النحاس والقصدیر والرصاص والمولبیدنوم والزئبق على المراكز الأولیة العالمیة. واكتشفت الصین منجما ضخما للیورانیوم تقترب مساحتھ من ١٠٠ كم مربع بھا أكثر من ١٠٠ شریط معدني، الأمر ذو أھمیة حیویة لتطویر الصین لصناعة الطاقة النوویة. كما تم اكتشاف ٩١ نوعا من المعادن غیر الفلزات، وأكثر من ٤٠٠٠ منطقة للمعادن غیر الفلزات قابلة للإستثمار والإستخدام.

إن الصین إحدى أكبر الدول المنتجة للملح في العالم، ویمكنھا أن تزود العالم بالملح لمدة ٢٠٠٠ سنة. إلى جانب ذلك، یحتل احتیاطي معدن حدید الكبریت والمغنسیت على المركز الأول العالمي، والفسفور علي المركز العالمي الثاني، والأمیانت والفلوریت وترو بنغرون والطلق والبیروفیلیت والغرافیت والكاولین والبرلیت والصخر الكلسي والمیكا علي المراكز الأولیة العالمیة.

وبالنسبة للثروة السمكیة فإن مساحة مصائد الأسماك الصینیة ٥ر١ ملیون كم مربع على الأقل، وتحتل ربع إجمالي مصائد الأسماك بالعالم، وعلي المركز الأول العالمي. إن الصین إحدى أغنى الدول من حیث موارد النباتات في العالم، فیھا أكثر من ٣٢ ألف نوعا من النباتات من الدرجة العالیة. وأكثر من ٧٠٠٠ نوعا من الأشجار، منھا أكثر من ٢٨٠٠ نوع من الأشجار الضخمة، بینما یوجد فقط ٦٠٠ نوعا من الأشجار الضخمة في الأمریكیة الشمالیة و٢٥٠ نوعا فقط في أوروبا.

كما توجد في الصین أكثر من ٢٠٠٠ نوع من النباتات القابلة للأكل، وبینما توجد ١٠٠٠ نوع من النباتات القابلة للأكل في أوربا والأمریكیتین فقط. برغم أن نصیب الفرد من الموارد السابقة الذكر لیس كبیرا في الصین، یمكن للصین أن تقوم بالتنمیة بنفسھا معتمدة على قدرات  شعبھا  فلا داعي أبدا أن تسلك طریق  إراقة الدم والسلاح للإستعمار والإمبریالیة، ولا داعي لھا أن تحقق تنمیتھا بإحتلال أراض الدول الأخرى والإستیلاء على مواردھا.

من الطبیعي أن الصین تحتاج إلى تطویر العلاقات الاقتصادیة مع الدول الأخرى، وتقوم بالتبادل معھا، لكن ھذه العلاقات لابد أن تكون متساویة وتحقق المنفعة المتبادلة، ولیس لھا أي عنصر إجباري ولا شرط إضافي. بالنسبة لما یسمى بـ”مشكلة الغذاء” التي طرحھا بعض العلماء الغربیین لأغراض خفیة یمكن للصین أن تحلھا بیدیھا. لأن بعد أن تبلغ زیادة تعداد سكان الصین قدرا معینا سیقترب منحنى إجمالي تعداد السكان من التوزیع الطبیعي، وسیتحسن مستوى غذاء الصینیین إلى درجة معینة، ویقترب من الإستقرار، لذلك فإن زیادة تعداد السكان وطلبھا للغذاء وطلب تحسین مكونات الأطعمة للغذاء لیس بالدرجة الخطیرة مثلما یدعیھ بعض العلماء الغربیین. ومن ناحیة أخرى، تتعزز القدرة الصینیة على التزوید بالغذاء حالیا. وفقا لإحصاء عام ٢٠٠٣ ،تحتل مساحة الحقول الزراعیة الصینیة ٩٨ر١٢ ٪من إجمالي مساحة أراضي الصین، ویمكن إستصلاح نحو ١٠٠ ملیون مو (الھكتارالواحد= ١٥ موا) من الأراضي للزراعة، ومع زیادة مساحة الحقول المرویة، وتعمیم التكنولوجیا البیولوجیة، سیرتفع مردود إنتاج الحبوب الغذائیة  بإستمرار. وقول أنھ یوجد انخفاض فى كمیة إنتاج الحبوب الغذائیة في الصین قول لیس لھ أساس علمي. طالما أن الصین تزید من مساحة حقولھا الزراعیة، وتسرع بإستثمار الموارد الإحتیاطیة الزراعیة، وتشجع حماس الفلاحین في زراعة الحبوب الغذائیة، وتستصلح الحقول الزراعیة المنخفضة المردود بالعلوم والتكنولوجیا، وترفع من نسبة جنى ثمار العلوم والتكنولوجیا الزراعیة، وتزید من التمویل في العلوم والتكنولوجیا الزراعیة، وتراقب أعمال زراعة الحبوب الغذائیة بفاعلیة، یمكن للصینیین الذین یعیشون في القرن الحادي والعشرین و أن یعیلوا أنفسھم بأنفسھم. لذلك لن تحتاج الصین بالتوسع الخارجي وتشكیل تھدیدا للآخرین .

الصين سیاسة استراتیجیة الدفاع الإیجابي من هنا