الصين الطب والدواء والریاضة

الصين الطب والدواء والریاضة ، لكل قومیة صینیة طبھا ودواؤھا التقلیدي الخاص بھا. في أماكن كثیرة مثل مناطق قومیة میاو في مقاطعة قویتشو أصبح تمییز العقاقیر وجمعھا واستخدامھا وزراعتھا عادة شعبیة. یستطیع معظمھم تمییز الكثیر من أنواع العقاقیر واستیعاب أسلوب استخدامھا. في أغانیھم الشعبیة توجد
كلمات “طب قومیة میاو ذو الألف سنة ودواء قومیة میاو ذو العشرة آلاف سنة”، یتبین من ذلك أن تاریخ طبھا ودوائھا التقلیدي عریق ضارب في القدم. بعض أنواع طب ودواء القومي لھ خبرة في الممارسة، بل نظریات مرتبة تحتویھا كتب قدیمة وسجلات متوارثة إلى الآن. بعض الطب والدواء القومي یعتمد على التعلیم الشفوي وتتوارثھ الأجیال، وینتشر بین أبناء الشعب، ولكنھ یفتقر إلى الدراسة والاستكشاف والتلخیص والتنظیم.

تغیر ھذا الحال كثیرا في نصف القرن الماضي خصوصا في العشرین سنة الأخیرة، فقد أصبحت دراسة وتطویر الطب والدواء القومي موجة في مجال الطب والدواء. یوجد حالیا أكثر من مائة مستشفي لطب الأقلیات، معظمھا مستشفیات للطب التبتي والمنغولي والویغوري، في أنحاء البلاد أقیمت بتمویل من السلطة المركزیة والحكومات المحلیة. وأنشأت مستشفیات خاصة وعیادات للطب والدواء القومي في معظم المناطق، وأنشأت أقسام لطب الأقلیات في كثیر من المستشفیات العامة والعیادات بالمحافظات.
ھذا وأنشئت أجھزة للبحوث العلمیة للطب والدواء القومي في مناطق الأقلیات القومیة من أجل العمل على تنظیم المؤلفات الطبیة ودراسة تجاربھا وتطویرھا واستخدامھا. وقد تم بالفعل تنظیم ونشر مجموعة من المؤلفات الطبیة القومیة الكلاسیكیة والوصفات الشعبیة. وطور الباحثون مئات الأصناف من الأدویة الجدیدة بالدمج بین الطب والدواء التقلیدي والتقنیات الحدیثة، وھي تسوق داخل الصین وتصدر إلى خارجھا. واشترك بعض المستثمرین الصینیین والأجانب في تطویر الطب والدواء القومي الصیني.
أنشأت الصین جامعات ومعاھد لطب التبت وطب منغولیا وطب الویغور في التبت ومنغولیا الداخلیة وشینجیانغ الخ، وتنظم فرق الخبراء الممتازین في مجال الطب والدواء القومي، وتعد الطلاب لیرثوا ھذه العلوم، وتم إعداد مجموعة كبیرة من الكفاءات في مجال الطب القومي في أنحاء البلاد عن طریق التعلیم في المعاھد والمدارس والدورات التدریبیة المكثفة خلال العمل ومتابعة الدراسة في داخل الصین وخارجھا.
الریاضة البدنیة التقلیدیة للأقلیات القومیة الصینیة لھا تاریخ طویل وأنواع متعددة. من أھم خصائصھا:

أولا، اندماج الریاضة مع الإنتاج والعمل، فھي ذات میزة مھنیة.

مثلا أبناء قومیة منغولیا وقومیة التبت وقومیة القازاق الذین یعملون بتربیة المواشي یجیدون ریاضات الفروسیة والرمایة بسبب حاجة الإنتاج، لذلك ظھرت بینھم سباقات الفروسیة وسباق الخیل؛ أما القومیات التي تشتغل بالزراعة والصید البري فإن ریاضتھا البدنیة الرئیسیة ھي تسلق الجبل والمصارعة واختبار القوة ورمایة السھام والفنون الیدویة.

ثانیا، ترتبط الریاضة بالعادات والتقالید ارتباطا وثیقا،

ھذا ینعكس في عادات وتقالید لأعیاد والأحداث السعیدة. مثلا، المصارعة وسباق الخیل ورمایة السھام في مھرجان نادام لقومیة منغولیا ریاضة لا غنى عنھا؛ وسباق زوارق التنین في عید رش الماء لقومیة داي والمصارعة في عید المشاعل لقومیة یي أصبحا تقلیدا.

ثالثا، مصاحبة الریاضة بالغناء والرقص،

مثل قفزة عصا الخیزران لقومیة لي و”آشي تیاویویھ” (الرقص الجماعي) لقومیة یي.

رابعا، إن الملعب والأجھزة بسیطة وسھلة الاستعمال،

لا تحتاج موارد مالیة وثروات مادیة كثیرة. 

كانت الریاضة البدنیة التقلیدیة للأقلیات القومیة قدیما تنشأ ذاتیا وتفنى ذاتیا أیضا. في عام ١٩٥٣ ،أقامت الصین الجدیدة الدورة الأولى للمھرجان الریاضي التقلیدي الوطني للأقلیات القومیة. ومنذ الدورة الثانیة في عام ١٩٨٢ ،قررت الصین إقامة دورة كل أربع السنوات. منذ ذلك الوقت، تقیم المناطق الذاتیة الحكم ومعظم المقاطعات والبلدیات المركزیة والمحلیات القومیة المھرجان الریاضي التقلیدي للأقلیات القومیة بشكل دوري أو غیر دوري. كما أعیدت بعض الألعاب الریاضیة وأحییت بعض الألعاب الریاضیة المندثرة، وتحسنت بعض الألعاب الریاضیة خلال سنوات من التعدیل والإصلاح. وفتحت المدارس في بعض الأقالیم القومیة درس الریاضة البدنیة التقلیدیة للأقلیات القومیة.