الصين الأقلیات القومیة

الصين الأقلیات القومیة ، یسألني البعض أحیانا: “ھل بإمكانك أن تعطینا نبذة عن الأقلیات القومیة الصینیة العدیدة؟” والحق أنني أجد صعوبة بالغة في تقدیم عرض موجز لھا، فنحن نعرف عمومیات عنھا، مثل الأرقام المتعلقة بھا، فنقول مثلا إن الصین بھا ٥٥ أقلیة قومیة، أكبرھا قومیة تشوانغ التي یزید عدد أبنائھا عن ١٦ ملیون نسمة حالیا. وعندما نقترب من ھذه الأقلیات أكثر وندخل في تفاصیل حیاتھم وثقافتھم نجد أنفسنا في مأزق، فكلما نتعمق في دراسة ھذا الموضوع كلما نبتعد عن الإجابة الصحیحة للسؤال. صعوبة ھذا الأمر سببھا أن الصین دولة كبیرة مساحة، یعیش فیھا أقوام من قومیات عدیدة تنتشر في أرجائھا. والأقلیات العرقیة التي تسكن المناطق النائیة یكتنفھا دائما الغموض ، فتجعل الناس یتخیلون عنھا أسرارا كثیرة. ولیس من السھل على معظم الصینیین معرفة التفاصیل عن كل أقلیة قومیة.

بعض الحقائق التاریخیة منذ تأسیس الصین الجدیدة

منذ عام 1949م حصلت تغييرت كثیرة طرأت، ومازالت، على الأحوال الاجتماعیة والتعلیمیة والثقافیة وكذلك العادات والتقالید والقیم في المناطق الشاسعة التي تقطنھا الأقلیات القومیة. ولم یعد أبناؤھا مقیدین في بعض المناطق المحددة، بل تجدھم في مختلف المدن الكبیرة والمتوسطة في كل أرجاء البلاد، وقد بلغ تعدادھم فیھا حوالي ستة ملایین نسمة، یشكلون ٦٪ من إجمالي أبناء الأقلیات القومیة في الصین. نلاحظ الآن في الكثیر من مناطق القومیات أن كبار السن یتكلمون بلغة لا یفھمھا الغرباء، وینشدون أغاني شعبیة، بینما یھتم الأطفال والشباب بكیفیة إتقان اللغة الإنجلیزیة ورفع القدرة التطبیقیة على شبكة الإنترنت حقا، لقد اندمجت حیاة أبناء الأقلیات القومیة مع تیار العصر، إلا أنھم مازالوا محتفظین بثقافتھم القومیة الوفیرة وتقالیدھم المتنوعة. لذلك یمكننا أن نقول من ھذه الناحیة إن فھم أحوال الأقلیات القومیة الصینیة جزء من المعرفة الكاملة لأحوال الصین، وفھم أحوالھم الحالیة ھو الأساس للمعرفة الكاملة للسیاسة القومیة الناجحة التي وضعتھا الحكومة الصینیة منذ خمسین عاما.

السكان وتوزیعھم

الصین دولة متعددة القومیات، بھا ٥٦ قومیة حتى الآن، أكبرھا قومیة ھان التي یشكل أبناؤھا ٩٠ ٪وأكثر من إجمالي سكان الصین، أما الخمس والخمسون قومیة الأخرى فھي أقلیات بسبب قلة عدد أفرادھا مقارنة مع
قومیة ھان. برغم أن تاریخ كل قومیة طویل وعریق، بید أنھا تعرضت دون استثناء لتقلبات تاریخیة معقدة، فحدثت لھا انقسامات وتسمیات متكررة، وكانت النتیجة عدم وجود رأي موحد حول عدد الأقلیات القومیة الموجودة في الصین قبل تأسیس الصین الجدیدة.

ترتیب الأقلیات القومیة

حسب الإحصاء السكاني العام الخامس الذي أجري في عام ٢٠٠٠ جاء ترتیب الأقلیات القومیة الخمس والخمسین من حیث عدد الأفراد كما یلي: قومیة تشوانغ،  مان،  ھوي،  میاو، الویغور،  توجیا،  یي، منغولیا، قومیة التبت، قومیة بویي، قومیة دونغ، قومیة یاو، قومیة كوریا، قومیة باي، قومیة ھاني، قومیة القازاق، قومیة لي، قومیة داي، قومیة شھ، قومیة لیسو، قومیة قلاو، قومیة دونغشیانغ، قومیة لاھو، قومیة شوي، قومیة وا، قومیة ناشي، قومیة تشیانغ، قومیة تو، قومیة مولاو، قومیة شیبوه، قومیة قرغیز، قومیة داھور، قومیة جینغبوه، قومیة ماونان، قومیة سالار، قومیة بولانغ، قومیة الطاجیك، قومیة آتشانغ، قومیة بومي، قومیة أونك، قومیة نو، قومیة جینغ، قومیة جینوه، قومیة دآنغ، قومیة باوآن، قومیة روسیا، قومیة یویقو، قومیة
الاوزبك، قومیة منبا، قومیة ألونتشون، قومیة دولونغ، قومیة التتار، قومیة ختشھ، قومیة قاوشان، قومیة لوھبا. 

كيفية تحديد المنشأ في الصين 

في الصین یحدد المنشأ القومي لكل مواطن على أساس المنشأ القومي لوالده أو والدتھ. وبالنسبة لأبناء والدین من قومیتین مختلفتین، أو الذي تبنتھ أسرة من قومیة مختلفة عن قومیتھ، یحدد والداه الحقیقیان أو والداه بالتبني انتماءه العرقي قبل أن یبلغ سن الثامنة عشرة، وعندما یبلغ سن الثامنة عشرة یكون لھ حق اختیار انتمائھ العرقي بنفسھ، وبعد أن یتجاوز عتبة العشرین من عمره لا یحق لھ تغییر انتمائھ العرقي مرة أخرى. وبالنسبة للزوجین من قومیتین مختلفتین واللذین یزوجان، ھما أو واحد منھما، بعد الطلاق ولھما أطفال من الأسرة السابقة وعمرھم أقل من ١٨ سنة، یتم تحدید الانتماء العرقي للأطفال بالتشاور بین أمھم وزوجھا الجدید أو بین أبیھم وزوجتھ الجدیدة، أما إذا تجاوزوا ١٨ سنة من عمرھم، فلا یكون انتماؤھم العرقي قابلا للتغیر. إذا حدثت علاقة تبنى أو علاقة زوجیة بین الكبار الذین ینتمون إلى انتماءات عرقیة مختلفة، لا یمكن تغییر انتمائھم العرقي الأصلي. ولا یمكن لأي شخص أن یغیر انتماءه العرقي بإرادتھ بعد أن تم تحدید انتمائھ إلى إحدى الأقلیات القومیة رسمیا.

تاريخ الاقليات

قبل عام ١٩٤٩ كان الكثیر من الأقلیات القومیة في الصین القدیمة یعاني من قلة عدد أفرادھا، وقد اقترب بعضھا من حافة الانقراض. وعلى سبیل المثال أن قومیة ختشھ كان عدد أبنائھا ٢٠ ألف نسمة في أواسط
القرن السابع عشر، انخفض إلى ٣٠٠ شخص فقط في خمسینیات القرن الماضي. والسبب في ذلك یعود رئیسیا ِإلى تخلفھا اقتصادیا واجتماعیا وكثرة الحروب والكوارث الطبیعیة والفقر والأمراض والخ. وكانت الحالة
السائدة لأبناء الأقلیات القومیة ھي انخفاض نسبة الإنجاب وارتفاع نسبة الوفیات، وقد وصفت ھذه الحالة عبارة شعبیة تقول: “الأمھات یحملن كثیرا ونرى القلیل من أطفالھن یخرج من البیوت”. وبعد تأسیس الصین الجدیدة
عملت الحكومة الشعبیة على تطویر الاقتصاد والثقافة في المناطق المأھولة بالأقلیات القومیة، ومنحت أبناءھا سیاسات تفضیلیة عدیدة، وبفضل تطور الإنتاج وتحسن الحیاة انخفضت إلى حد بعید نسبة الوفیات وعلى الأخص نسبة وفیات الموالید في تلك المناطق، وفي الوقت نفسھ زاد متوسط عمر الكبار، ومن الجانب الآخر اتخذت الحكومة سیاسة أكثر مرونة في السیطرة على الزیادة السكانیة لأبناء الأقلیات القومیة، نتیجة لكل ذلك تحول اتجاه النمو السكاني لھا من التدھور إلى الازدھار.

تعداد السكان

 قامت الصین في عام 2001م بالإحصاء السكاني العام الخامس، وكانت النتیجة ھي: إجمالي عدد سكان الصین (لا یشمل سكان ھونغ كونغ وماكاو وتایوان) ٨٣ر١٢٦٥ ملیون نسمة، منھم ٤ر١١٥٩ ملیون نسمة ینتمون إلى قومیة ھان، یشكلون ٥٩ر٩١ ٪من الإجمالي، والباقي أي ٤٣ر١٠٦ ملیون نسمة ینتمون إلى أقلیات قومیة أخرى، یمثلون ٤١ر٨ ٪من الإجمالي.
مقارنة مع نتیجة الإحصاء السكاني الرابع الذي جرى في عام ١٩٩٠ زاد عدد أبناء الأقلیات القومیة ٢٣ر١٥ ملیون نسمة خلال عشر سنوات، وبلغت نسبة الزیادة ٣٧ر١٥ ،٪وھذه النسبة أعلى من نسبة زیادة قومیة ھان بـ ٤٨ر٥ نقاط مئویة. وزاد عدد أفراد معظم الأقلیات القومیة زیادة كبیرة نسبیا، فوصلت نسبة النمو السكاني لكل من قومیة قاوشاو وتشیانغ وماونان وباوآن وتوجیا وغیرھا٤٠ ٪أو أكثر. وقلیل جدا منھا لم یشھد زیادة واضحة أو حدث لھ انخفاض في عدد سكانھ، مثل قومیة كوریا لم یزد سكانھا إلا ٤٨٠ نسمة على عدد سكانھا الأصلي (٩ر١ ملیون نسمة) خلال العشر سنوات، أما قومیة الأوزبك وقومیة التتار فقل تعداد سكانھما ٢٣٠٠ نسمة و١٧٠ نسمة كل على حدة. 

السیاسة السكانیة

في عام ١٩٤٩ كان تعداد سكان الصین ٦٧ر٥٤١ ملیون نسمة، ثم وصل إلى ١١ر٨٩٢ ملیون نسمة عام ١٩٧٣ .لقد وضعت الزیادة السكانیة المفرطة قیودا متزایدة الخطورة على التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة في الصین، لذلك بدأت الحكومة حملات دعایة واسعة لسیاسة تنظیم الأسرة وتشجع الناس على تطبیقھا في جمیع أنحاء البلاد. ففي عام ١٩٨١ أعلنت الحكومة الصینیة لأول مرة بأن “سیاستھا السكانیة ھي: السیطرة على الزیادة السكانیة وتحسین طبیعة السكان”، تشتمل ھذه السیاسة على المبادئ الرئیسیة التالیة: أن الحكومة تشجع المواطنین على الزواج المتأخر وتنظیم النسل، وتدعو إلى تقلیل الإنجاب وتحسین جودتھ، وتدعو كل زوجین إلى
الاكتفاء بولد واحد في أسرتھما. وفي فبرایر عام ١٩٨٢ تم إدخال سیاسة تنظیم الأسرة ضمن السیاسات الأساسیة للدولة. 

في عام ٢٠٠٢ وضعت الصین ((قانون السكان وتنظیم الأسرة))، الذي بدأ تنفیذه في الیوم الأول من سبتمبر ذلك العام. وینص القانون في مادتھ الثامنة عشرة على “أن الدولة تعمل على استقرار سیاستھا الحالیة في الإنجاب، وتشجع مواطنیھا على تأخیر الزواج والإنجاب، وتدعو كل زوجین إلى الاكتفاء بولد واحد، ویمكنھما أن یطلبا إنجاب الولد الثاني إذا كانت ظروفھما تتفق مع القوانین واللوائح المعنیة.” كما تنص تلك المادة على “أنھ على أبناء الأقلیات القومیة أن یلتزموا بسیاسة تنظیم الأسرة أیضا.” لقد مرت السیاسة السكانیة الخاصة للأقلیات القومیة بثلاث مراحل أساسیة خلال الخمسین عاما الماضیة:
المرحلة الأولي (من خمسینیات إلى سبعینیات القرن الماضي): طبقت الحكومة الصینیة سیاسة تشجیع أبناء الأقلیات القومیة على إنجاب الأولاد، ذلك لأن النمو السكاني في مناطق الأقلیات كان بطیئا، وقد ظھر جمود
وبوادر نمو بالسالب لدي بعض الأقلیات القومیة.
المرحلة الثانیة (من عام ١٩٧١ إلى عام ١٩٨١ :(بدأت الحكومة تفكر، من خلال الأبحاث والمناقشات، في إیجاد سیاسة جدیدة لتنظیم الأسرة خاصة للأقلیات القومیة نظرا لظھور ضغوط بدرجات مختلفة نتیجة للزیادة
السكانیة السریعة في بعض المناطق القومیة.
المرحلة الثالثة (بعد عام ١٩٨٢ :(طرحت الحكومة سیاسة تقضي بضرورة تطبیق مبدأ تنظیم الأسرة لأبناء الأقلیات القومیة أیضا. في عام ١٩٨٢ أكدت الحكومة المركزیة بأنھا تشجع أبناء الأقلیات القومیة على الالتزام بإجراءات تنظیم الأسرة، ولكن یمكن للسلطات المحلیة أن تخفف إلى حد ما تلك الإجراءات لدى تطبیقھا علیھم. فقد طلبت الحكومة المركزیة من الحكومات المحلیة المعنیة على مستوى المقاطعات والمناطق الذاتیة الحكم والبلدیات المركزیة أن تضع لوائح محددة تتعلق بتنظیم الأسرة حسب ظروفھا الخاصة، ثم ترفعھا إلى الجنة الدائمة للمؤتمر الوطني لنواب الشعب أو الحكومة الشعبیة على المستوى الأعلى للحصول على تصدیقھا
قبل تطبیقھا عملیا. وحیث أن الأقلیات القومیة تنتشر على نطاق واسع في الصین، وظروفھا الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة تختلف اختلافا كبیرا، لذلك تتباین اللوائح الخاصة بتنظیم الأسرة في مناطق الأقلیات في الكثیر من النواحي، ویمكن تصنیفھا إلى ثلاثة أنواع تقریبا:

(١ )خمس مقاطعات ومناطق ذاتیة الحكم

حیث توجد أقلیات قومیة كثیرة نسبیا، مثل مقاطعة یوننان وقویتشو وتشینغھاي وغیرھا. تقرر حكومة منطقة منغولیا الداخلیة الذاتیة الحكم أن المواطنین من قومیة مغنولیا یسمح لكل زوجین منھم أن ینجبا ولدین، وأن أبناء قومیة مغنولیا القاطنین خارج المدن والبلدات یسمح لكل زوجین منھم إنجاب الولد الثالث بشرط الحصول على الموافقة من السلطة المختصة. وبالنسبة لأبناء قومیات داھور وأونك وألونتشون، تشجعھم الحكومة على تحسین جودة الإنجاب، وتقلیل عدد الموالید بشكل مناسب، وتقدم الحكومة لمن یرغبون في الحصول على وسائل منع الحمل خدمات طبیة مجانیة. أما أبناء الأقلیات القومیة غیر ھذه القومیات الثلاث فلا یسمح لھم قطعیا بإنجاب أكثر من ولدین. تقرر حكومة منطقة شینجیانغ الویغوریة الذاتیة الحكم أن أبناء الأقلیات القومیة القاطنین في المدن والبلدات یسمح لكل زوجین منھم بإنجاب ولدین فقط، ویمكن لكل زوجین من السكان المقیمین في المناطق الزراعیة والرعویة أن ینجبا الولد الثالث، وإذا كانت لھما ظروف خاصة تتفق مع اللوائح المعنیة فیجوز لھما أن ینجبا الرابع. تقرر حكومة منطقة قوانغشي الذاتیة الحكم لقومیة تشوانغ أن الزوجین اللذین ینتمیان إلى أي من الأقلیات القومیة التالیة: یاو ومیاو ودونغ ومولاو
وماونان وھوي وجینغ ویي وشوي وقلاو وغیرھا من القومیات التي یقل تعداد سكانھا عن عشرة ملایین نسمة یسمح لھما بأن ینجبا الولد الثاني حسب خطة مناسبة وبعد الحصول على موافقة الجھة المسؤولة. تقرر حكومة منطقة نینغشیا الذاتیة الحكم لقومیة ھوي أن الموظفین والسكان القاطنین في المدن والبلدات والفلاحین یمكن لكل زوجین منھم (طرف واحد منھما أو طرفان ینتمیان إلى أقلیات قومیة) أن ینجبا ولدین، ویمكن للفلاحین الذین یعیشون في بعض المناطق الجبلیة الصعبة أن ینجب الزوجان منھم الولد الثالث.
تقرر حكومة منطقة التبت الذاتیة الحكم أن الكوادر والموظفین والعمال والسكان المقیمین في المدن والبلدات تشجعھم الحكومة على إنجاب ولدین فقط لكل أسرة، أما الفلاحین والرعاة القاطنون في المناطق الزراعیة والرعویة فتطلب منھم الحكومة فقط أن یلتزموا بمبدأ ترقیة جودة الإنجاب وتحسین تربیة المولود وبمبدأ تأخیر الزواج والإنجاب، ولا تضع حدا لعدد الموالید، وفي حال رغبتھم في الحصول على وسائل منع الحمل تقدم الحكومة لھم توجیھات طبیة مجانا.
والمحتویات الرئیسیة للوائح التي وضعتھا حكومات مقاطعات یوننان وقویتشو وتشینغھاي ھي أنھ: یمكن لكل زوجین من أبناء الأقلیات القومیة أن ینجبا ولدین، وللذین یعیشون في ظروف خاصة، إذا كانوا ینتمون إلى الأقلیات القومیة، یمكن لكل زوجین أن ینجبا الولد الثالث بعد موافقة الجھة المسؤولة. أما الأقلیات القومیة التي تعداد سكانھا محدود جدا فلا توجد قیود علیھم في الإنجاب.

(٢ )مقاطعة جیلین ولیاونینغ وھیلونغجیانغ وخبي وتشجیانغ وھوبي وھونان وقوانغدونغ وھاینان وسیتشوان وقانسو وغیرھا

ھذه المقاطعات توجد فیھا مناطق تعیش فیھا الأقلیات القومیة، حیث تقام السلطات الذاتیة الحكم على مستوى الولایات أو المحافظات، ولھا عموما لوائح تنص على السماح لكل زوجین من أبناء الأقلیات القومیة بإنجاب ولدین. في مقاطعة جیلین مثلا لائحة تنص على أن كل زوجین إذا كانا ینتمیان إلى الأقلیات القومیة أو ینتمي طرف واحد منھما إلیھا، یجوز لھما أن ینجبا ولدین. وفي مقاطعة تشجیانغ تنص لائحتھا المحلیة على أن كل زوجین ینتمیان إلى الأقلیات القومیة یمكن لھما، بعد موافقة الجھة المسؤولة، أن ینجبا ولدین حسب تخطیط موحد، وبالنسبة للفلاحین الحاملین شھادة رسمیة للإقامة الریفیة وللصیادین فلكل زوجین منھم حق إنجاب الولد الثاني، وكذلك لكل زوجین، أحدھما ینتمي إلى الأقلیات القومیة، ویحمل ھذا الطرف شھادة مسجلة رسمیة تدل على أن الجیلین السابقین لھ من نفس القومیة، یجوز لھما إنجاب الولد الثاني حسب تخطیط موحد وبموافقة الجھة المسؤولة.

(٣ )مدینة بكین وشانغھاي وتیانجین ومقاطعة شانشي وجیانغسو وآنھوي وفوجیان وجیانغشي وشاندونغ وخنان وشنشي وغیرھا

في ھذه المدن والمقاطعات یوجد عدد لا بأس بھ من أفراد الأقلیات القومیة المختلفة، وھم یقطنون في مناطق متفرقة بھا، وقد وضعت الحكومات المحلیة في اعتبارھا ظروفھم الخاصة أثناء وضع اللوائح المحلیة المتعلقة بتنظیم الأسرة. واللوائح المعمول بھا في البلدیات المركزیة الثلاث، بكین شانغھاي وتیانجین، تنص على أن كل زوجین ینتمیان إلى الأقلیات القومیة یمكن لھما أن ینجبا الولد الثاني بشرط أن تتفق ظروفھما مع الشروط المحددة. ولوائح تنظیم الأسرة في المقاطعات الأخرى تسمح لكل زوجین، كلاھما من الأقلیات القومیة، بإنجاب الولد الثاني. 

بعد سنوات عدیدة من جھود التوعیة تقدم أبناء الأقلیات القومیة في فھم أھمیة سیاسة تنظیم الأسرة في الصین، وأضحت لھم رغبة صادقة في قبول اللوائح المعنیة في الإنجاب، لذلك تمكنت الحكومة من السیطرة على الزیادة السكانیة للأقلیات القومیة بصفة عامة. ومن ناحیة أخرى، مع تطور المجتمع حدثت تغیرات واضحة في مفھوم الناس حول الإنجاب، فقد تخففت الأفكار التقلیدیة المتمثلة في “الإنجاب من أجل الحفاظ على أصل الأسرة”، و”البركة تنبع من كثرة الأولاد” والخ. والشباب من الجیل الناشئ یختلفون تماما عن أجدادھم في مفھوم الإنجاب، فھم یفضلون الحیاة العالیة الجودة ویولون اھتماما خاصا بالإنجاب الممتاز والتربیة الجیدة للأطفال، والكثیر منھم یكتفون بولد واحد اختیاریا.
ولكن الحال یختلف كثیرا في الأریاف، وخاصة المناطق النائیة، فظھرت ھناك مشاكل أكثر تعقیدا. نظرا لتخلف الاقتصاد والثقافة نسبیا وتأثیر الأفكار التقلیدیة الراسخة في عقول الناس، یمیل الأغلبیة منھم إلى إنجاب أكثر ما یمكن. وسیطرة فكرة أن “البنین یمنعون الصعوبات في أیام الشیخوخة” كأحد الأھداف الھامة في مساعیھم إلى إنجاب الأكثر، لأن في الكثیر من المناطق القومیة لا یوجد نظام متكامل لرعایة الشیخوخة، فقد أصبح إنجاب البنین الاختیار الوحید لدى المحلیین. وأیضا ھناك دافع آخر للبعض في جھودھم لإنجاب أكثر وھو زیادة الأیدي العاملة في الأسرة لتحسین الظروف المعیشیة. غیر أن عددا متزایدا من الناس یدرك أن إنجابا أكثر من اللازم لھ تأثیرات سلبیة عدیدة على المجتمع وعلي الأسر وحتى على الأفراد أنفسھم، وبالتالي یبدون استعداداتھم لتنفیذ سیاسة الدولة بشأن تنظیم الأسرة.

التوزیع السكاني

تنتشر الأقلیات القومیة الصینیة رئیسیا في المناطق الغربیة للبلاد، مثل مناطق قوانغشي وشینجیانغ ومنغولیا الداخلیة والتبت ونینغشیا ومقاطعات یوننان وقویتشو وسیتشوان وتشینغھاي وقانسو وغیرھا. وحتى عام ٢٠٠٠ كان سكان ھذه المناطق الذاتیة الحكم والمقاطعات یمثلون ٢٨٪ من إجمالي سكان الصین، ولكن نسبة أبناء الأقلیات القومیة فیھا تحتل ٧٢ ٪من مجموعھم في كل الصین. بالإضافة إلى ذلك یعیش عدد لا بأس بھ من سكان الأقلیات القومیة في شرقي البلاد مثل مقاطعة لیاونینغ وفي وسط البلاد مثل مقاطعة ھونان. ومن بین جمیع المناطق الذاتیة الحكم والمقاطعات والبلدیات المركزیة تحتل منطقة قوانغشي المركز الأول من حیث تعداد أبناء الأقلیات القومیة، فقد بلغ ٢١ر١٧ ملیون نسمة؛ ومنطقة التبت تحتل المركز الأول من حیث نسبة سكان الأقلیات القومیة من مجموع السكان المحلیین، وھي ١ر٩٤ .٪بالرغم من أن عدد سكان الأقلیات القومیة

لیس كبیرا بید أن انتشارھم یكون واسعا، وھم یقطنون في جمیع المقاطعات والمناطق الذاتیة الحكم والبلدیات المركزیة، وفي معظم الوحدات الإداریة فوق مستوى المحافظة توجد اثنتان من الأقلیات القومیة على الأقل. في عام ٢٠٠٠ كان أبناء الأقلیات القومیة یمثلون ٤١ر٨ ٪من مجموع سكان البلاد، وأحوال إقامتھم لیست منسقة ومنتظمة، فلا توجد حدود واضحة تفصل بین أقالیم إقامتھم، بل یختلطون بعضھم مع البعض عموما، ویتمركزون في مناطق متناثرة محاطة بمناطق مأھولة بأنباء القومیات الأخرى. في منطقة التبت الذاتیة الحكم مثلا، یشكل أبناء الأقلیات القومیة نسبة أعلى من ٩٤٪ من مجموع سكان المنطقة؛ وفي منطقة شینجیانغ الویغوریة الذاتیة الحكم یأتي عدد سكان قومیة ھان بعد قومیة الویغور بنسبة ٤٠ ٪من المجموع؛ أما في المناطق الذاتیة الحكم الثلاث: منغولیا الداخلیة وقوانغشي ونینغشیا یحتل عدد أبناء قومیة ھان المرتبة الأولي بین جمیع القومیات الموجودة في ھذه المناطق. وقد تشكل ھذا التوزیع لمختلف القومیات في تلك المناطق عبر عملیة تاریخیة طویلة من التبادل والتنقل فیما بینھا. تتمیز المناطق المأھولة بأبناء الأقلیات القومیة بقلة الكثافة السكانیة واتساع مساحة الأرض، فیوجد فرق شاسع بین ھذه المناطق وبین المناطق الساحلیة في ھذا الصدد، فالكثافة السكانیة في منطقة التبت ھي شخصان في كل كیلومتر مربع، وفي مقاطعة تشینغھاي ومنطقة شینجیانغ لا تصل الكثافة ١٠ أشخاص في كل كیلومتر مربع، بینما وصلت الكثافة السكانیة في المناطق الشرقیة مثل مقاطعة شاندونغ وجیانغسو إلى ٥٠٠-٦٠٠ شخص في كل كیلومتر مربع. والكثیر من الأقلیات القومیة تنتشر في المناطق الحدودیة للبلاد، والسبب في ذلك یرجع إلى الظروف التاریخیة الخاصة في الصین. ویبلغ طول الحدود الصینیة أكثر من ٢١ ألف كیلومتر، ومعظم المناطق الحدودیة یقطنھا أبناء الأقلیات القومیة، وھناك أكثر من ٣٠ أقلیة قومیة قاطنة في الحدود یجد أبناؤھا جیرانا وأقرباء من نفس القومیة یعیشون في الجانب الآخر من حدود البلاد، كما یوجد عدد كبیر من الموانئ على الحدود یصبح الآن منافذ ھامة للتبادل التجاري بین الصین والدول المتاخمة.

ورغم أن مناطق الأقلیات القومیة تقع عموما في الأماكن البعیدة  النائیة، فإن بھا ثروات طبیعیة وبشریة واجتماعیة غنیة. في الصین تحتل المناطق الرعویة ثلث مساحة البلاد، و٩٤ ٪من ھذه المناطق یعیش فیھا
أبناء الأقلیات القومیة، وھم ینتشرون رئیسیا في منغولیا الداخلیة وشینجیانغ وسیتشوان والتبت وغیرھا. والكثیر من الأنھار الصینیة الكبیرة تنبع في المناطق المأھولة بأبناء الأقلیات القومیة، وتبلغ الطاقة المائیة الكامنة فیھا نصف الطاقة المائیة الإجمالیة في الصین. ونفس الشيء لثروة الغابات، حیث نصف ثروة الغابات الصینیة مكتنز في تلك المناطق، توجد في الصین أربع مناطق غابیة كبرى، ثلاث منھا في مناطق الأقلیات. لھذا السبب یعتمد الكثیر من أبناء الأقلیات القومیة على رعى المواشي وصید الأسماك أو الحیوانات البریة في حیاتھم.

الثروات الطبيعية في مناطق الاقليات

إلى جانب ذلك یوجد في مناطق الأقلیات كمیات ھائلة من الثروات المعدنیة، فعلى سبیل المثال تحتل ثروات النفط والغاز الموجودة في شینجیانغ ثلث أو أكثر من إجمالي احتیاطي النفط والغاز الطبیعي في الصین، وفي منغولیا الداخلیة تتوفر ثروة غابیة في شرقھا وثروة حدیدیة في غربھا وثروة حیوانیة في شمالھا وثروة زراعیة في جنوبھا، وبالإضافة إلى ذلك تكثر فیھا أیضا منتجات صوف الغنم والفحم وعناصر الأتربة النادرة. ومنذ بدایة القرن الحالي قامت الصین بمشروعین عظیمین – “نقل الطاقة الكھربائیة من الغرب إلى الشرق” و”نقل الغاز الطبیعي من الغرب إلى الشرق”، اعتمدت فیھما رئیسیا على ثروات الطاقة الموجودة في المناطق
الغربیة التي تكثر فیھا الأقلیات القومیة. تعیش معظم الأقلیات القومیة في المناطق الجبلیة والھضبیة والرعویة
والغابیة التي تمتاز بجمال المناظر الطبیعیة وتكثر فیھا الآثار الحضاریة التقلیدیة. لا تزال البیئة المعیشیة لأبناء الأقلیات القومیة وثقافتھم وعاداتھم واعتقاداتھم الدینیة، حتى وإن تحسنت ظروف المواصلات والاتصالات
فیھا الیوم، لا تزال تتمتع بجاذبیة شدیدة لمعظم الصینیین، لأنھا جدیدة ونادرة بالنسبة لھم. فالتبت، على سبیل المثال، تعتبر في نظر كثیرین أرضا مقدسة نقیة تحیط بھا ألوان ساحرة رومانسیة كثیفة؛ ومناطق الأقلیات التي
تتقاطع عندھا یوننان والتبت وسیتشوان ھي “شانغري-لا” التي طالما بحث عنھا الدارسون والعلماء.

التنقل السكاني

في العقود الأخیرة وخاصة منذ تسعینیات القرن الماضي، شھد انتشار الأقلیات القومیة توسعا متزایدا، وذلك مع زیادة سرعة التنقل السكاني على نطاق البلاد. وحسب نتیجة الإحصاء السكاني العام الخامس لعام ٢٠٠٠
ینتشر أبناء الأقلیات القومیة في جمیع المقاطعات والمناطق الذاتیة الحكم والبلدیات المركزیة البالغ عددھا ٣١ وحدة في الصین، منھا ١١ وحدة یوجد فیھا سكان من جمیع القومیات الست والخمسین الصینیة، بینما أشار
الإحصاء السكاني العام الرابع لعام ١٩٩٠ إلى أن بكین وحدھا یقیم فیھا سكان من أبناء كل القومیات الست والخمسین.

الحكم الذاتي الإقلیمي للأقلیات القومیة

یعتبر الحكم الذاتي الإقلیمي للأقلیات القومیة أحد السیاسات الأساسیة التي تطبقھا الحكومة الصینیة لمعالجة المشاكل القومیة، وھو نظام سیاسي أساسي للدولة. ویقضي ھذا النظام بأنھ یحق للأقلیات القومیة، تحت قیادة الحكومة المركزیة الموحدة، أن تمارس الحكم الذاتي في المناطق التي یتواجد فیھا أبناؤھا، وأن تقیم الأجھزة الحكومیة الذاتیة الحكم التي تتمتع بصلاحیة الحكم الذاتي لھذه الأقلیات.

ھناك ثلاثة أسباب رئیسیة تجعل الصین تطبق نظام الحكم الذاتي للأقلیات القومیة: أولا،

أن الصین دولة موحدة لھا حكومة مركزیة منذ قدیم الزمان، لذلك تطبیق نظام الحكم الذاتي في بعض المناطق القومیة یتوافق مع ظروف الصین وتقالیدھا التاریخیة. ثانیا، منذ زمن بعید یتمیز انتشار الأقلیات القومیة بخاصة “الاختلاط الواسع فیما بینھا والتجمع المصغر لكل منھا”، كما أن أبناء بعض القومیات یتجمعون في عدة أماكن بدلا من مكان واحد. وتشكل قومیة ھان الأغلبیة الساحقة في التركیبة السكانیة الصینیة، وتحتل القومیات الأخرى نسبة صغیرة من مجموع سكان البلاد. في الأیام الأولى لتأسیس الصین الجدیدة كان مجموع السكان من الأقلیات القومیة یحتل ٦ ٪من مجموع سكان البلاد، وفي جمیع مناطق الأقلیات، باستثناء منطقتي شینجیانغ والتبت، كان سكان الأقلیات القومیة أقل من سكان قومیة ھان فیھا. والروابط الاقتصادیة والثقافیة الطویلة الأمد جعلت أبناء مختلف القومیات یتكیفون كثیرا مع بیئة التعاون والمساعدة المتبادلة فیما بینھم، وغیر متعودین على نظام یفصل بینھم بعلاقات قومیة جامدة. ثالثا، منذ حرب الأفیون عام ١٨٤٠ واجھ الشعب الصیني من جمیع القومیات مھمة مشتركة في مقاومة العدوان الخارجي والإطاحة بالحكم القدیم وتحقیق التحرر القومي. وفي ھذه العملیة تشكل فیما بینھا إدراك جماعي بأن كل قومیة تحتاج إلى مساعدة قومیة أخرى سواء كان ذلك بین قومیة ھان والأقلیات القومیة أو بین مختلف الأقلیات القومیة نفسھا. وقد أرسى ھذا الواقع الأساس السیاسي والاجتماعي لتأسیس صین جدیدة موحدة وتطبیق الحكم الذاتي الإقلیمي للأقلیات القومیة فیھا.

الحكم الذاتي في المناطق القومیة

أقامت الصین خمس مناطق یطبق فیھا الحكم الذاتي للأقلیات القومیة، وھي: منطقة منغولیا الداخلیة الذاتیة الحكم ومنطقة شینجیانغ الویغوریة الذاتیة الحكم ومنطقة التبت الذاتیة الحكم ومنطقة نینغشیا الذاتیة الحكم
لقومیة ھوي ومنطقة قوانغشي الذاتیة الحكم لقومیة تشوانغ. تحتل مساحة ھذه المناطق الخمس ٤٥ ٪من مجموع مساحة كل البلاد. أقدم منطقة قومیة یطبق فیھا الحكم الذاتي في الصین ھي منطقة منغولیا الداخلیة.

الھیئات الإداریة للحكم الذاتي القومي

الھیئات الإداریة للحكم الذاتي القومي عبارة عن مجالس نواب الشعب والحكومات الشعبیة للمناطق الذاتیة الحكم والولایات الذاتیة الحكم والمحافظات الذاتیة الحكم. والھیئات الإداریة للحكم الذاتي القومي ھي سلطات محلیة تحت القیادة الموحدة من قبل الحكومة المركزیة، ھي تساوي سلطات الدولة المحلیة العادیة الأخرى في الانتخاب ومدة العمل والتشكیل الإداري واللوائح التنظیمیة. ومؤتمر نواب الشعب ھو جھاز السلطة المحلي الذي یمارس الحكم الذاتي القومي، وسلطاتھ الرئیسیة تضم: السلطة التشریعیة وسلطة
إقرار القضایا الھامة المحلیة وسلطة انتخاب قادة الحكومة المحلیة وتعیینھم ومراقبة عملھم. والجھاز الدائم لمجلس نواب الشعب ھو اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب. والحكومة المحلیة ھي الجھاز التنفیذي لمجلس نواب الشعب، ورئیس الحكومة یتحمل المسؤولیة كاملة أمام مجلس نواب الشعب. ویحق لرؤساء الحكومات المختلفة المستویات أن یتخذوا قرارات نھائیة في القضایا الھامة التي تواجھ حكوماتھم، وذلك على أساس التشاور الدیموقراطي المستفیض، وھم یتحملون المسؤولیة كاملة عن قراراتھم وأعمالھم في الأجھزة الحكومیة.

فیما یتعلق بتشكیل الھیئات الإداریة للحكم القومي الذاتي توجد لوائح قانونیة محددة كما یلي:
(١ )في المنطقة التي یطبق فیھا الحكم الذاتي لأیة أقلیة قومیة یجب أن یخصص عدد معین من النواب للقومیات الأخرى القاطنة في نفس المنطقة لیشتركوا في مجلس نواب الشعب المحلي الذي یشكل النواب من الأقلیة القومیة الحاكمة أغلبیة فیھ؛ ویجب أن یتولى مواطن من تلك القومیة الحاكمة منصب الرئیس أو منصب نائب الرئیس للجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب في المنطقة التي یطبق فیھا الحكم الذاتي.
(٢ )رئیس المنطقة أو الولایة أو المحافظة التي یطبق فیھا الحكم الذاتي لقومیة معینة یجب أن یكون مواطنا من ھذه القومیة، ویطبق في الحكومات على مستویات المنطقة والولایة والمحافظة نظام یتحمل فیھ رئیسھا المسؤولیة الكاملة لحكومتھ ویشرف على الشؤون الحكومیة على ذلك المستوى.
(٣ ) فیما یتعلق بالأعضاء العادیین في الحكومات التي تطبق الحكم الذاتي القومي یجب الالتزام بمبدأ معقولیة التوزیع لنسبة الكوادر التابعین للقومیة الحاكمة والكوادر المنتمین إلى الأقلیات القومیة الأخرى، أي منح الأولویة للكوادر القومیین في تعیین الموظفین الحكومیین إذا توفرت فیھم الشروط المطلوبة.