الصين تعزیز التضامن والتعاون مع الدول النامیة

الصين تعزیز التضامن والتعاون مع الدول النامیة ، یعتبر تعزیز التضامن والتعاون مع الدول النامیة على نطاق واسع موقفا أساسیا لسیاسة الصین الخارجیة.
في سبعینات القرن العشرین، طرح الزعیم الصیني ماو تسي تونغ، وفقا لظروف الوضع الدولي آنذاك، “نظریة تقسیم الدول إلى ثلاثة عوالم” وقال عندما التقى بأحد رؤساء الدول الأفریقیة الزائر في فبرایر ١٩٧٤” :الولایات المتحدة والاتحاد السوفیاتي ھما العالم الأول وتشكل الیابان وأوروبا واسترالیا وكندا العالم الثاني. أما نحن، فننتمي إلي العالم الثالث.” فیما بعد، أشار الزعیم الصیني دنغ شیاو بینغ إلي أن “المقصود بالعالم الثالث رئیسیا دول آسیا وأفریقیا وأمریكا اللاتینیة والدول النامیة في المناطق الأخرى والمفھوم الأساسي لھا ھو الدول النامیة.”
الدول النامیة لھا تاریخ طویل وحضارة مشرقة ومعظمھا منبع الحضارة الإنسانیة وقدمت مساھمات كبیرة لتطور المجتمع البشري. الدول النامیة مترامیة الأطراف وغنیة بالموارد وكثیرة السكان وتحتل مساحة حوالي ٦٧ ٪من إجمالي مساحة االعالم و٩٠ ٪من عدد سكان العالم و٨٤٪ من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة. علاوة على ذلك، تتمتع الدول النامیة بموارد طبیعیة وافرة لا غنى عنھا في النمو الاقتصادي وتقع معظمھا في مواقع جغرافیة ھامة وتتبوأ مواقع استراتیجیة اقتصادیا وعسكریا ومروریا.
للدول النامیة تجارب تاریخیة مشتركة وھي المتضرر الرئیسي من الھیمنة وسیاسات القوة وھي ركیزة دفع إنشاء نظام دولي اقتصادي وسیاسي جدید یقوم على السلام والاستقرار والنزاھة والعدالة. تحرص الصین على أوضاع الدول النامیة وتأثیرھا مؤكدة أنھا تقف أبدا إلي جانب الدول النامیة، وتقدم الصین دواما الدعم للكفاح العادل الذي تقوم بھ الدول النامیة للحفاظ على السیادة الوطنیة والاستقلال. في تسعینات القرن العشرین انتھت القطبیة الثنائیة في العالم، لكن الھیمنة وسیاسات القوة ما زالت موجودة، حیث تتدخل بعض الدول الغربیة في الشؤون الداخلیة للدول النامیة بذرائع مختلفة محاولة فرض نظامھا الاجتماعي وأیدولوجیتھا الاجتماعیة على الدول النامیة. لكن الصین لا تعین الحدود حسب الأیدیولوجیا، بل تحترم اختیار الدول النامیة لنظمھا السیاسیة وطرق التنمیة بدون تدخل في النزاعات الداخلیة للدول النامیة مع معارضة أي تدخل أجنبي. وفي المحافل الدولیة، تتناقش الصین مع الدول النامیة وتتعاون وتتناسق معھا وتتبادل معھا التأیید والدعم، بما یحافظ على المصالح الشرعیة للدول النامیة.
مع اندحار النظم الاستعماریة، حققت الأغلبیة الساحقة من الدول النامیة الاستقلال الوطني ودخلت مرحلة تاریخیة جدیدة تستھدف تنمیة الاقتصاد الوطني والسعي إلى الاستقلال الاقتصادي وتعزیز الاستقلال السیاسي. تؤید الصین بعزم الجھود التي تبذلھا الدول النامیة للحفاظ على المصالح الشرعیة وتطویر الاقتصاد الوطني.
تشارك الصین بنشاط في حوار الجنوب- الشمال وتعمل على دفع تحسین علاقات الجنوب- الشمال. وتعتبر الصین أن فقر الدول النامیة ھو نتیجة استغلال وسلب المستعمرین القدامى والجدد، حیث تجنى الدول المتقدمة أرباح فاحشة من الدول النامیة معتمدة على تفوقھا في التكنولوجیا الحدیثة وسیطرتھا على الھیئات المالیة الدولیة مع استغلال النظام الاقتصادي القدیم الذي تستفید منھ كثیرا ومن خلال النشاطات الاقتصادیة والمالیة والتجاریة غیر العادلة، الأمر الذي یغرق الدول النامیة في الدیون ویجعلھا تعاني من صعوبات اقتصادیة خطیرة. الآن، تتعمق علاقات الاعتماد المتبادل بین مختلف الدول مع تطور اتجاه العولمة الاقتصادیة. إذا لم تحقق الدول النامیة التي تمثل الأغلبیة الساحقة من دول العالم تطورا ونموا، ستواجھ تنمیة الدول المتقدمة قیودا، تتمثل في مشاكل الإمداد بالموارد وأسواق البضائع وتداول الأموال. لذلك، تعزیز التعاون والحوار بین الجنوب- الشمال لیس في صالح الدول النامیة فحسب، بل في صالح الدول المتقدمة أیضا؛ ویسھم في تطویر اقتصاد وسلام واستقرار العالم. من ھذه الجھة، تتحمل الدول المتقدمة مسؤولیات خاصة.

الصين تعزیز التضامن والتعاون مع الدول النامیة

تدعو الصین بنشاط إلي التعاون بین الجنوب والجنوب وتعزیز العلاقات بین الدول النامیة. لا یمكن تحقیق توطید الاستقلال الوطني وتنمیة الاقتصاد الوطني للدول النامیة إلا باستناد إلي حوار وتعاون الجنوب- الشمال مع تعزیز التضامن والتعاون بین الدول النامیة ودفع تعاون الجنوب- الجنوب، فتدعو الصین الدول النامیة إلي تعزیز التضامن بینھا وتسویة النزاعات التي خلفھا التاریخ حول الحدود والأرض وحل التناقضات والصراعات الناتجة عن أسباب عرقیة ودینیة من خلال المشاورات والمفاوضات، وكل ھذا من أجل تقویة العلاقات المتبادلة وتھیئة الظروف لتعاون الجنوب- الجنوب، ومنذ زمن طویل، قام رؤساء الصین والدول النامیة بزیارات متبادلة ویتبادلون تجارب التنمیة لإیجاد سبل ووسائل التعاون. 
ترى الصین على الدوام أن تقدیم كل ما في استطاعتھا من المعونات للدول النامیة ھو واجب دولي حیث لا تفرض الصین أي شروط سیاسیة في تقدیم المساعدات. وفقا لتطورات الوضع طرحت الصین مبادئ جدیدة

للمساعدات الخارجیة تتمثل في: المنفعة المتبادلة على أساس المساواة، السعي وراء الفاعلیة العملیة بمختلف الأشكال في سبیل التنمیة المشتركة.
ھذا، وانطلاقا من الاحتیاجات الواقعیة والإمكانیات قامت الصین بقوة بتطویر وتنمیة التعاون الاقتصادي والفني مع الدول النامیة استفادة من تفوقاتھا ومزایاھا حیث یتزاید حجم التبادل التجاري وتتضخم التدفقات الاستثماریة وتتوسع مجالات التعاون وتتنوع أسالیب ووسائل التعاون. یعتبر تعزیز التضامن مع الدول الأفریقیة وإقامة علاقات الصداقة الطویلة المدى والتعاون الشامل معھا سیاسة ثابتة للصین.

في إبریل عام ١٩٥٥ انعقد المؤتمر الأفروآسیوي في مدینة باندونغ باندونیسیا، وكان ذلك أول مؤتمر دولي تعقده دول أفریقیا وآسیا بعد الحرب  العالمیة الثانیة لا تشارك فیھ الدول الاستعماریة الغربیة. من أجل تعزیز التضامن والتعاون بین دول أفریقیا وآسیا، شاركت الصین في ھذا المؤتمر بدعم قوي حیث قام الوفد الصیني الذي ترأسھ رئیس مجلس الدولة الصیني الراحل تشو أن لاى بأعمال إیجابیة وفعالة على أساس الالتزام بمبدأ “السعي إلي النقاط المشتركة وترك الخلافات جانبا” مما أحبط المؤمرات الأمریكیة التي استھدفت التشویش على المؤتمر وتھمیشھ ودفع المؤتمر إلى التوصل إلي مبادئ باندونغ العشرة المعروفة على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمى وتسجل مساھمة مھمة في تعزیز التضامن والتعاون بین مختلف دول أفریقیا وآسیا.

بعد المؤتمر الأفروآسیوي، شھدت القارة الإفریقیة عاصفة عارمة لمقاومة الاستعمار. قدمت الصین مساعدات كبیرة للنضال الذي قامت بھ دول أفریقیا جنوب الصحراء وشعوبھا ضد الاستعمار والعنصریة حیث أبرمت مع كل من غینیا وغانا ومالى والكونغو وتانزانیا وغیرھا معاھدات صداقة واتفاقیات تعاون اقتصادي وفني لتعزیز التعاون المتبادل في المجالات السیاسیة والاقتصادیة، وأیدت بنشاط الكفاح المسلح الذي قامت بھ كل من أنغولا وغینیا- بیساو وموزمبیق وزیمبابوي ونامیبیا من أجل الاستقلال الوطني والنضال الذي قام بھ شعب جنوب أفریقیا ضد العنصریة.

منذ سبعینات القرن الماضي، شھدت العلاقات الصینیة الأفریقیة تطورا كبیرا، على المستویین الأفقي والرأسي، سیاسیا واقتصادیا. حتى مارس عام ٢٠٠٤ ،أقامت الصین علاقات دبلوماسیة مع ٤٦ دولة من ٥٣ دولة أفریقیة مستقلة. تؤید الصین بحزم النضال الذي تقوم بھ الدول الأفریقیة ضد الغطرسة الغربیة وحفظ سلام واستقرار المنطقة وتنمیة الاقتصاد الوطني وتحقیق الاستقلال الاقتصادي وتوطید الاستقلال السیاسي؛ وتدعم الصین الجھود التي تبذلھا الدول الأفریقیة لتعزیز التعاون الاقتصادي الإقلیمي والتكامل بینھا؛ وتؤید الصین مشاركة الدول الأفریقیة في الشؤون الدولیة على أساس المساواة وتؤید الجھود الجبارة التي تبذلھا الدول الأفریقیة لصیانة حقوق ومصالح الدول النامیة.

تجري الصین على الدوام مشاورات وتتعاون مع الدول الأفریقیة في المحافل الدولیة، وقد ساعدت الدول النامیة بشكل عام والدول الأفریقیة بشكل خاص الصین في استعادة مقعدھا الشرعي في الأمم المتحدة. في قضیة حقوق الإنسان، یتعاون الجانبان ویؤیدان بعضھما بعضا في سبیل صیانة المصالح المشتركة للدول النامیة. منذ عام ١٩٨٩ ،صوتت العدید من الدول الأفریقیة لصالح الصین في مؤتمرات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وھذا یلعب دورا مھما في إحباط مشاریع القرارات التي تطرحھا الدول الغربیة ضد الصین.

في السنوات الأخیرة، شھدت علاقات الصداقة والتعاون بین الصین والدول الأفریقیة تقدما جدیدا ومستمرا حیث تبادل قادة الجانبین زیارات مكثفة وأجرى الجانبان تعاونا إیجابیا ومثمرا على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة في كافة المجالات السیاسیة والاقتصادیة والتجاریة والتكنولوجیة والثقافیة والتعلیمیة والصحیة والریاضیة والاجتماعیة. في مایو عام ١٩٩٦ ،قام الرئیس الصیني السابق جیانغ تسھ مین بزیارة ست دول أفریقیة ھي كینیا وأثیوبیا ومصر ومالي ونامیبیا وزیمبابوى حیث طرح خمسة مقترحات لتطویر العلاقات الصینیة الأفریقیة:

(١ )الصداقة بحیث یكون كل طرف صدیقا موثوقا للطرف الآخر في كافة الظروف.

(٢)التعامل على أساس المساواة، الاحترام المتبادل لسیادة الدولة مع عدم التدخل في الشؤون الداخلیة.

(٣ )المنفعة المتبادلة والسعى إلى التنمیة المشتركة.

(٤) تعزیز التشاور والتعاون في الشؤون الدولیة.

(٥ )استشراف المستقبل لخلق عالم جدید أفضل.

فى أكتوبر عام٢٠٠٠ ،عقد ” منتدى التعاون الصیني الأفریقي— مؤتمر بكین٢٠٠٠ على المستوى الوزاري” الذي حضره أربعة من القادة الأفارقة وثمانون وزیر تعاون خارجي واقتصاد ومسؤولا للمنظمات الاقلیمیة والدولیة المعنیة قادمین من خمس وأربعین دولة أفریقیة. خلال المؤتمر، قدم الرئیس الصیني السابق جیانغ تسھ مین تحلیلا دقیقا واضحا للنظام الدولى السیاسي والاقتصادي الجدید الذي یجب إنشاؤه داعیا الجانبین الصیني والأفریقى إلي مواصلة بذل الجھود في النواحي التالیة:
١ .تعزیز التضامن ودفع تعاون الجنوب- الجنوب بنشاط. یعتبر تعاون الجنوب- الجنوب وسیلة مھمة للدول النامیة للتعاطي مع تغیرات الوضع الدولي وتحدیات العولمة الاقتصادیة ویساعد الدول النامیة في الاستغلال الكامل لتفوقاتھا الطبیعیة والبشریة واستخراج إمكانیاتھا الإنتاجیة والتكنولوجیة والاستفادة من المزایا الحمیدة للتغلب على النقائص من أجل تحقیق التقدم المشترك. على الدول النامیة أن ترفع قدراتھا الذاتیة في التنمیة، لأن ھذا یعد ضمانا جوھریا للإسراع بنموھا.

٢ .تعزیز الحوار وتحسین علاقات الجنوب- الشمال قدر المستطاع. لا یمكن تحقیق الرخاء العالمي بدون تطور الدول النامیة فالتقدم البشري یحتاج إلي الجھود المشتركة لدول العالم. على الدول المتقدمة والدول النامیة أن تجري الحوار بینھما مع التخلص من التعامل على أساس السعي وراء النقاط المشتركة مع تجنیب الخلافات والاحترام المتبادل. علي الدول المتقدمة أن تضع مصالح الدول النامیة الضعیفة في عین الاعتبار وتقدم مزیدا من التمویل ونقل التكنولوجیا للدول النامیة لمساعدتھا في رفع القدرة الذاتیة على التنمیة. یعتبر تضییق فجوة التطور بین الجنوب والشمال وتحسین العلاقات الاقتصادیة والسیاسیة بینھما أساسا ھاما لإقامة نظام جدید اقتصادي وسیاسي دولي یسوده السلام والاستقرار والنزاھة والعدالة.

٣ .المبادرة إلى التقدم والمشاركة في الشؤون الدولیة على أساس المساواة. على الصین والدول الأفریقیة أن تعزز التشاور والتناسق والتعاون بینھا في المجالات الثنائیة والمتعددة الأطراف وتشارك بنشاط في إدارة الشؤون الدولیة وصیاغة القوانین الدولیة لدفع إصلاح الآلیات الدولیة سیاسیا واقتصادیا ومالیا وتجاریا وجعل العالم یسمع صوت الدول النامیة أكثر وخلق بیئة دولیة منصفة، بما یجعل المصالح الشرعیة للدول النامیة تحظى بالحمایة الحقیقیة.

٤ .التطلع إلى المستقبل وإنشاء علاقات شراكة حدیثة طویلة المدى تتصف بالاستقرار والمنفعة المتبادلة بین الصین والدول الأفریقیة. إن إنشاء علاقات تعاون وصداقة أوثق بین الصین والدول الأفریقیة لا یتفق مع مصالح شعبي الجانبین فقط، بل یتفق مع اتجاه السلام والتطور العالمیین.
على الصین والدول الأفریقیة أن تعمق التفاھم والثقة بینھما من خلال الاتصالات والتبادلات المتعددة خاصة الاتصالات المباشرة بین القیادة الرفیعة المستوى من الجانبین؛ وتتخذ الإجراءات لاستكشاف إمكانیات

التعاون التجاري بین الجانبین وإیجاد وسائل ومجالات جدیدة للتعاون، بما یشكل صورة جدیدة لعلاقات اقتصادیة وتجاریة تتسم بالمنفعة المتبادلة والتنمیة المشتركة بین الصین والدول الأفریقیة؛ وتنشط مبادرة الجوانب المختلفة وتفعل الأعمال الودیة في جمیع الاتجاھات الصینیة والأفریقیة خاصة تعزیز تعلیم الجیل الناشئ لجعل الصداقة التقلیدیة الصینیة الأفریقیة تنتقل من جیل إلي جیل.

تعمل الصین على معالجة مشاكل الدیون الأفریقیة. رغم أن دیون الدول الأفریقیة للصین لا تشكل الجانب الرئیسي لتلك الدیون، فإن الصین ترغب في بذل كل ما تستطیع لتخفیف الأعباء الأفریقیة الناتجة عن الدیون.

من ھنا تعھد الجانب الصیني بأن یعفي خلال عامین الدول الفقیرة والأكثر تخلفا في أفریقیا من دیون قیمتھا ١٠ ملیارات یوان.

تم إقرار “بیان بكین لمنتدى التعاون الصیني- الأفریقي” و”برنامج عمل التعاون الصیني – الأفریقي للتنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة”، حیث أعلن “بیان بكین”: “العزم على توطید وتطویر التعاون بین الصین والدول الأفریقیة في مختلف المستویات والمجالات وإنشاء علاقات شراكة حدیثة مستقرة وطویلة المدى ذات منفعة متبادلة في إطار تعاون الجنوب- الجنوب.”

في یولیو عام ٢٠٠١ ،أجرى الجانبان الصیني والأفریقي مشاورات على المستوى الوزاري، حیث تقرر إقامة الدورة الثانیة للمؤتمر الوزاري في دیسمبر عام ٢٠٠٣ وتم اعتماد “برنامج الآلیة الاحتیاطیة لمنتدى التعاون الصیني – الأفریقي” بشكل مبدئي. في إبریل عام ٢٠٠٢ ،أصبح “برنامج الآلیة الاحتیاطیة لمنتدى التعاون الصیني – الأفریقي” ساري المفعول.

حتى نھایة عام ٢٠٠٢ ،وقعت الصین مع ٣١ دولة أفریقیة اتفاقیات تخفیف الدیون وبلغ مجموع الدیون الملغاة ٥ر١٠ ملیارات یوان، وأوفت الصین بتعھدھا بتخفیف الدیون قبل الموعد المحدد.

في ١٥ و ١٦ دیسمبر ٢٠٠٣ ،عقدت الدورة الثانیة للمؤتمر الوزراء لمنتدى التعاون الصیني- الأفریقي في أدیس أبابا، حیث تم إقرار “خطة أدیس أبابا- منتدى التعاون الصیني والأفریقي (من عام ٢٠٠٤-٢٠٠٦” وطرح أفكار وأعمال جدیدة لتعمیق التعاون الصیني -الأفریقي خلال الثلاث سنوات القادمة في مجالات تنمیة الموارد البشریة والزارعة ومرافق البنیة الأساسیة والاستثمار والتجارة وغیرھا من المجالات المھمة.

تولي الصین اھتماما كبیرا للموقع الإستراتیجي لمنطقة الشرق الأوسط حریصة على استقرار وتطور ھذه المنطقة والأعمال إزاء دول غربي آسیا وشمالي أفریقیا. شھدت العلاقات بین الصین وھذه الدول تطورا متوازنا منذ عشرات السنین. في أواخر سبعینات القرن الماضي، بدأت الدول العربیة، ومنھا مصر، تعمل على تسویة قضیة الشرق الأوسط من خلال المفاوضات السلمیة وقدرت الصین عالیا ھذا داعیة الأطراف المختلفة بالشرق الأوسط إلي اتخاذ مواقف مرنة على أساس احترام الواقع والسعى من أجل الحل السیاسي لقضیة الشرق الأوسط من خلال المفاوضات. والصین تؤید النضال الذي یقوم بھ الشعب الفلسطیني من أجل حقوقھ الوطنیة واستعادة الأراضي المحتلة وتقدم لھ معونات مادیة. وفقا لتغیرات الوضع في الشرق الأوسط، تدعم الصین بنشاط الحل السیاسي والشامل لقضیة الشرق الأوسط داعیة فلسطین وإسرائیل إلي الاعتراف المتبادل بحقھما في البقاء وطرحت في عام ١٩٩٧ مبادرات من خمسة نقاط حول قضیة الشرق الأوسط:

١. إجراء المفاوضات حول قضیة الشرق الأوسط على أساس الالتزام بقرارات الأمم المتحدة المعنیة بقضیة الشرق الأوسط ومبدأ “الأرض مقابل السلام” المحدد في مؤتمر مدرید للسلام.

٢ .الوفاء الجاد بالاتفاقات التي تم التوصل إلیھا لتفادي أیة عراقیل تعوق عملیة السلام في الشرق الأوسط.

٣ .نبذ الإرھاب والعنف بكافة أشكالھ وإعطاء ضمانات تامة لأمن جمیع الدول والحیاة الطبیعیة لشعوبھا.

٤ .مع تطور عملیة السلام، یجب تعزیز التعاون الاقتصادي الإقلیمي وبناء الثقة المتبادلة وإزالة العداوة بین دول الشرق الأوسط، ومنھا بین الدول العربیة وإسرائیل، لتحقیق التنمیة المشتركة.
٥ .على المجتمع الدولي أن یبذل الجھود مع الأطراف المعنیة بالشرق الأوسط لتحقیق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط وترغب الصین في العمل على ذلك.

إضافة إلي ذلك، طرحت الصین عام ١٩٩٧ أربعة مقترحات لتطویر علاقاتھا مع الدول العربیة، وھي: الاحترام المتبادل والمعاملة المتساویة؛ تعزیز الحوار وتوثیق التشاور؛ تعزیز الإكمال والمنفعة المتبادل ودفع التنمیة المشتركة؛ تقویة الدعم المتبادل وتوسیع التعاون في الشؤون الدولیة.

في الفترة بین أواخر ینایر وأوائل فبرایر عام ٢٠٠٤ ،قام الرئیس الصیني ھو جین تاو بزیاراتھ لمصر والجزائر ومقر جامعة الدول العربیة.  والتقى بالأمین العام للجامعة  ومندوبي الدول العربیة لدى الجامعة عندما زار مقر جامعة الدول العربیة، حیث أعلن الجانبان إنشاء “منتدى التعاون بین الصین والدول العربیة” الذي یعتبر معلما ھاما في تاریخ العلاقات الصینیة العربیة یثري محتویات العلاقات الصینیة العربیة ویعزز ویوسع التعاون ذي المنفعة المتبادلة بین الجانبین في مجالات السیاسة والاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجیا والثقافة والتعلیم والصحة وغیرھا ویرفع مستوى التعاون بشكل شامل.

إنشاء وتطویر علاقات الصداقة مع دول أمریكا اللاتینیة سیاسة ثابتة للصین، التي تجمعھا مع دول أمریكا اللاتینیة تجارب متشابھة وتكامل اقتصادي یخلو من أي تعارض في المصالح. وقد ظلت الصین منذ تأسیسھا تؤید نضال دول أمریكا اللاتینیة من أجل الاستقلال الوطني والكفاح الذي قامت بھ شعوب الدول اللاتینیة ضد الامبریالیة ومن أجل تحقیق الدیمقراطیة والحریة وتعمل على تفعیل التبادلات الاقتصادیة والثقافیة مع دول أمریكا اللاتینیة. بعد دخول مرحلة تاریخیة جدیدة، ازدادت المصالح المشتركة بین الصین و دول أمریكا اللاتینیة وأصبحت تنمیة التعاون ذي المنفعة المتبادلة تتفق مع الرغبات المشتركة لكلا الجانبین. حتى إبریل عام ٢٠٠٤ ،أنشأت الصین علاقات دبلوماسیة مع ٢٠ دولة من دول أمریكا اللاتینیة وطورت العلاقات الاقتصادیة والتجاریة والتبادلات الشعبیة مع بعض الدول التي لم تنشئ علاقات دبلوماسیة معھا في الوقت الذي تتكثف الروابط الرفیعة المستوى بین الصین ودول أمریكا اللاتینیة، حیث قد زار الصین أكثر من ٤٠ رئیسا ورئیس وزراء من دول أمریكا اللاتینیة وقام القادة الصینیون بزیارات عدیدة للدول اللاتینیة وطرحوا خلال الزیارات المبادئ التالیة لتطویر العلاقات الصینیة اللاتینیة:

١ .توثیق وتوطید العلاقات السیاسیة بین الصین ودول أمریكا اللاتینیة وزیادة الاتصالات المباشرة والحوار بین كبار المسئولین وتعزیز المعرفة والثقة المتبادلین.

٢ .المساواة والمنفعة المتبادلة والاستكمال المتبادل للاحتیاجات وتعویض النقص والتنمیة المشتركة.

٣ .تعزیز التبادلات الشعبیة وتفعیل التبادل والتعاون في الثقافة والتعلیم والصحافة والریاضة بأشكال متنوعة على نطاق واسع.

٤ .توثیق المشاورات في المحافل الدولیة وتعزیز التناسق والدعم المتبادل للحفاظ على مصالح الدول النامیة ودفع إنشاء نظام جدید اقتصادي سیاسي ودولي یتصف بالسلام والاستقرار والنزاھة والعدالة.

٥ .بالنسبة لدول أمریكا اللاتینیة التي لم تنشئ علاقات دبلوماسیة مع الصین، ترغب الحكومة الصینیة في إنشاء وتنمیة علاقات صداقة معھا على أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي.

على الجانبین أن یعملا سویا على تھیئة الشروط لتطبیع العلاقات بینھما بدءا بتعزیز تبادل الأفراد وتفعیل التبادل والتعاون الاقتصادي والتجاري. إضافة إلي تنمیة العلاقات الثنائیة مع دول أمریكا اللاتینیة ، تعزز الصین التشاور والحوار السیاسیین مع المنظمات والھیئات المتعددة الأطراف في المنطقة اللاتینیة. منذ عام ١٩٩٠ ،أقامت الصین علاقات حوار على مستوى وزراء الخارجیة مع مجموعة ریو التي تعتبر الھیئة الإقلیمیة الأكثر نموذجیة للتشاور السیاسي في أمریكا اللاتینیة. في عام ١٩٩٤ ،أصبحت الصین دولة مراقبة لاتحاد التكامل لأمریكا اللاتینیة. في مایو ١٩٩٧ ،قبل بنك كاریبي للتنمیة رسمیا الصین كدولة عضو فیھ. في أكتوبر ھذا العام، قام وفد من منظمة التكامل لأمریكا الشمالیة— السوق الجنوبي المشترك بزیارة إلي الصین وأجرى أول حوار مع الصین. في ٢٦ مایو ٢٠٠٤ ،قبلت منظمة الدول الأمریكیة الصین كمراقب دائم بصورة رسمیة. یجمع بین الصین ودول أمریكا اللاتینیة آراء مشتركة أو متشابھة إزاء كثیر من القضایا الدولیة الھامة وتؤید بعضھا بعضا وتوثق التعاون والتناسق في المنظمات الدولیة ومنھا الأمم المتحدة. یشھد التعاون الاقتصادي والتجاري بین الصین ودول أمریكا اللاتینیة تطورات مشجعة ویشھد التعاون في المجالات الاقتصادیة والفنیة والاستثماریة والعلمیة والتكنولوجیة تقدما كبیرا. شھدت علاقات الصین مع دول المحیط الھادئ الجنوبي تقدما إیجابیا.

أنشأت الصین، انطلاقا من مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والانفتاح والازدھار المشترك والتشاور الموحد، اتصالات وروابط مع المنظمات الإقلیمیة بما فیھا منتدى المحیط الھادئ الجنوبي وفعلت تعاونھا المثمر معھا في المجالات الاقتصادیة والفنیة والریاضیة والطبیة والصحیة و قدمت بعض المعونات.

الصين تطوير وتنمية العلاقات مع الدول المتقدمة من هنا