الصين التبادل والتعاون العسكري مع البلدان الأخرى 

الصين التبادل والتعاون العسكري مع البلدان الأخرى ، تتمسك الصین بدعم العلاقات العسكریة الخارجیة والقیام بالتبادل والتعاون العسكري الخارجي مستقلة وعلى أساس المبادئ الخمسة للتعایش السلمي. وظھرت الدبلوماسیة العسكریة النشیطة التي قامت بھا الصین في السنوات الأخیرة بملامحھا الجدیدة. خاصة منذ عام ٢٠٠٣ ،وإلى جانب تبادل الزیارات بین قادة الجیوش وتبادل العاملین المتخصصین والزیارات المتبادلة بین السفن العسكریة والاشتراك في أعمال حمایة السلم للأمم المتحدة، ظھر عدید من “الأول” في التعامل الواقعي مع الجیوش الأجنبیة: لأول مرة نظمت الصین واشتركت في مناورات عسكریة متعددة الأطراف، لأول مرة قامت بمناورات عسكریة مشتركة مع باكستان والھند كل على حدة، ولأول مرة دعت المراقبین العسكریین الأجانب إلى مشاھدة المناورات العسكریة الصینیة؛ وفي نفس الوقت بعثت الصین المراقبین الصینیین لمشاھدة مناورات عسكریة قامت بھا الولایات المتحدة الأمریكیة وتایلاند وسنغافورة ومناورات مقر قیادة أسطول المحیط الھادي الروسي. لقد عبر الجیش الصیني مرحلة تطور جدیدة  من حیث الاتجاه إلى العالم وتعزیز التعاون الدفاعي.

الصين التبادل والتعاون العسكري مع البلدان الأخرى 

(١ ) التعاملات العسكریة الخارجیة التي تنشط یومیا ، یلتزم الجیش الصیني بمبدأ أن تخدم الدبلوماسیة العسكریة سیاسة الدولة الخارجیة الشاملة وبناء تحدیث الدفاع الوطني والجیش في القیام بالتعاملات الخارجیة النشطة والعملیة لتعزیز الثقة المتبادلة والصداقة والتعاون مع جیوش مختلف الدول ولتقدیم جھود دؤبة للسلم والاستقرار   والتنمیة العالمیة. ان لمضمون النشط الدبلوماسي العسكري أشكال متنوعة، مثل الزیارات المتبادلة بین القادة العسكریین على المستوى الرفیع، والتفاوضات العسكریة الدولیة الثنائیة أو المتعددة الأطراف، وحفل الاستقبال لإحیاء ذكرى إقامة الجیش الصیني، وزیارات الملحقین العسكریین، والمعارض الدولیة للأسلحة والأجھزة، والتفاوضات التجاریة العسكریة الدولیة، بالاضافة الى التبادلات الأكادیمیة العسكریة الدولیة، وتعاون العلوم والتكنولوجیا العسكریة الدولیة، التبادلات الثقافیة العسكریة الدولیة، ونشاطات الریاضة البدنیة العسكریة الدولیة الخ.

في السنوات الأخیرة، أصبحت الزیارات المتبادلة بین الوفود العسكریة الصینیة والأجنبیة كثیفة یوما بعد یوم. ففي عام ٢٠٠٣ ،قام تساو قانغ تشوان نائب رئیس الجنة العسكریة المركزیة ووزیر الدفاع الوطني بزیارة موفقة للولایات المتحدة الأمریكیة، الأمر یعتبر ثانى زیارة لوزیر الدفاع الوطني الصیني للبنتاغون بعد زیارتھ السابقة قبل ٧ سنوات، ویرمز إلى أن التبادل العسكري الصیني الأمریكي الذي انقطع بتأثیر حادثة تصادم الطائرات الصینیة والأمریكیة عام ٢٠٠١ استعاد تماما بل تطور؛ أیضا زیارة تساو قانغ تشوان لروسیا عززت التطور العمیق لعلاقات الشراكة الاستراتیجیة بین الصین وروسیا؛ وحققت العلاقات العسكریة بین الصین ودول اتحاد أوربا تقدما ھاما رمزه نجاح زیارة رئیس الدفاع الوطني الفرنسي للصین؛ كما زار وزیر الدفاع الوطني الھندي الصین لأول مرة منذ ١٠ سنوات؛ وزار وزیر الدفاع الوطني الیاباني الصین لأول مرة منذ ٥ سنوات. بالإضافة إلى زیارة قادة الجیوش الكوریة والباكستانیة والبنجلادیشیة والتایلاندیة الصین على التوالي، الأمر الذي جعل العلاقات العسكریة بین الصین والدول المجاورة لھا تشھد وضعا جدیدا.

القوات البحریة الصینیة قوة قتال دفاعیة في البحار القریبة، لكن ذلك لا یعني أن الأساطیل الصینیة تستطیع أن تتجول فى البحار القریبة فقط. مع حث خطى الإصلاح والانفتاح وتطور بناء القوات البحریة الصینیة، ازدادت التعاملات بین القوات البحریة الصینیة والقوات البحریة الأجنبیة یوما بعد یوم، بینما استقبلت زیارات السفن العسكریة الأجنبیة دفعة بعد أخرى، بعثت القوات البحریة الصینیة أساطیلھا لزیارة البلدان الأجنبیة، الأمر الذى قدم إسھاما كبیرا لتعزیز الصداقة بین الصین والبلدان الأخرى.

عرض طیران القوات الجویة ھو نوع من أشكال التعاملات العسكریة الخارجیة. حیث تحول فریق عرض الطیران للقوات الجویة الصینیة- “فریق أول أغسطس لعرض الطیران” الذي یسمیھ الناس “أسلحة الحرس وأعلامھم الجویة” إلى نافذة لانفتاح الجیش الصیني على الخارج، منھا مشاھدة قادة الجیوش الأجنبیة والعسكریون الأجانب لروح وقوة العسكریین الصینیین والقوات الجویة الصینیة.

عززت قوات الشرطة المسلحة لجیش التحریر الشعبي الصیني التعامل بینھا وبین الشرطة والبولیس الأجنبي باستمرار، وقدمت عروضا مشرفة للضیوف الأجانب، وشاركت في مسابقات المھارات الدولیة، وذاعت شھرتھا في العالم.

كما اشترك الجیش الصیني في المؤتمرات الأكادیمیة العسكریة المتنوعة، الأمر ذو أھمیة كبیرة لمعرفة الأحوال الأكادیمیة والعلوم والتكنولوجیا المتقدمة وتبادل الإنجازات الأكادیمیة العسكریة واستقدام التكنولوجیا والمتخصصین المتقدمین. كما اشتركت المنظمات العسكریة الشعبیة الصینیة في النشاطات الخارجیة بنشاط، مثلا، أقامت الجمعیة الصینیة للإستراتیجیة الدولیة وھي جمعیة أكادیمیة شعبیة وطنیة للشؤون الإستراتیجیة الدولیة، علاقات دائمة مع ھیئات دراسات القضایا الدولیة، فتم تعزیز التفاھم والصداقة بواسطة تبادل الزیارات وإقامة الندوات الثنائیة أو المتعددة الأطراف والمشاركة في المؤتمرات الدولیة ذات العلاقة والقیام بالدراسة والبحوث خارج البلاد.

كما قامت مختلف الوحدات الفنیة لجیش التحریر الشعبي الصیني بزیارات للدول الأجنبیة، وتركت آثارا طیبة في عشرات الدول والمناطق.

وفي نفس الوقت، استقبلت الصین زیارات الوحدات الفنیة للجیوش الأجنبیة مرات كثیرة. وعززت ھذا الزیارات التبادل الثقافي وطورت العلاقات العسكریة الودیة.

ویتبع الجیش الصیني فرق ریاضیة كثیرة تتحمل مھمة الاشتراك في المباریات الریاضیة الدولیة والألعاب الریاضیة نیابة عن الجیش الصیني.

ففي ینایر ١٩٧٩ انضمت اللجنة الریاضیة لجیش التحریر الشعبي الصیني إلى المجلس الدولي للریاضة البدنیة العسكریة، بعد ذلك اشتركت في مختلف المؤتمرات والمباریات التي نظمتھا ھذه اللجنة وحققت نتائج جیدة.

كجزء ھام لدبلوماسیة الدولة العامة، فقد حافظت الدبلوماسیة العسكریة على قوة التطور لتحقیق ھدف تعزیز الصداقة والتعاون والتنمیة السلمیة. بینما تواصل الصین مع أكبر دولة مجاورة لھا، وھى روسیا، دفع علاقات الصداقة والتعاون الشاملة والمتعددة المستویات والكثیرة المجالات، قامتا بالتعاون الوثیق في كثیر من قضایا الدفاع. حیث حقق الجیشان الصیني والروسي تبادل زیارات القادة العسكریین على مستوى رفیع في مواعید محددة، وتقابل وزیرا الدفاع الوطني للدولتین عدة مرات. كما شھدت علاقات التعاون الاستراتیجي الصینیة الروسیة التي تشمل التعاون العسكري مزیدا من التعزیز، الأمر الذى دفع التوازن الاستراتیجي العالمي بقوة.

للصین والولایات المتحدة الأمریكیة مصالح ومسؤلیات مشتركة في ناحیة السلم العالمي والتنمیة. لكن العلاقات العسكریة بینھما شھدت عدة أزمات، والزیارات المتبادلة على المستوى الرفیع بین الجیشین انقطعت حینا واستمرت حینا آخر. واستأنف الجیشان التعامل بینھما في السنوات الأخیرة، وازدادت الزیارات المتبادلة بین وفود الجیشین، الأمر الذى لعب دورا إیجابیا في الأمن والاستقرار الإقلیمي بل العالمي. أكد قادة الجیش الصیني على المستوى الرفیع عدة مرات موقف حكومة الصین حول قضیة تایوان، وصرح أن لجیش التحریر الشعبي الصیني ثقة وعزیمة وقدرة وطرق للدفاع عن وحدة أراضي البلاد وسلامة سیادتھا.

كما ان محور تطور العلاقات الصینیة الأمریكیة سلیما ھو ھل یمكن للطرف الأمریكي أن ینفذ كل وعوده حول قضیة تایوان التي تعتبر المسألة المحوریة الأھم والأكثر حساسیة في العلاقات الصینیة الأمریكیة.

شھدت علاقات الثقة المتبادلة العسكریة بین الصین ودول شمال شرقي آسیا وجنوب آسیا تقدما ملحوظا. فقد أقام الجیشان الصیني والكوري اللذان تربطھما صداقة تقلیدیة لقاء رفیع المستوى، وتبادل وزیرا الدفاع الوطني للصین ولكوریا الجنوبیة الزیارات؛ وتبادل رئیس الأركان العامة الصیني مع رئیس مجلس المستشارین المشترك لوزارة الدفاع الیاباني الزیارات ایضا؛ وبدأت تعود العلاقات بین الجیشین الصیني والھندي. كما لعبت الدبلوماسیة العملیة للجیش الصیني دورا ھاما وبناء في السلم الدائم والاستقرار في شبھ جزیرة كوریا وفي جنوب آسیا بلا ریب.

بدأ الجیش الصیني فى تبادل الزیارات مع جیوش بعض الدول في أوربا وفي العالم الثالث. ویفید التعاون العسكري بین الصین وبعض الدول في أوربا والعالم الثالث في دفع عملیة الأقطاب المتعددة في العالم.

سیلعب تعزیز التعاون العسكري المتعدد الأطراف بین الصین ودول أواسط آسیا وروسیا في حمایة الاستقرار والأمن الإقلیمي. في إبریل ١٩٩٦ ،وقع رؤساء الصین وروسیا وقازاقستان وطاجیكستان وقرغیزستان <<اتفاق حول تعزیز الثقة في المجال العسكري في المناطق الحدودیة>> في شانغھاي، الأمر یبشر بولادة آلیة “الدول الخمس بشانغھاي”. في ١٤ یونیو ٢٠٠١ ،انضمت أوزبكستان إلى ھذه المجموعة، فتأسست “منظمة شانغھاي للتعاون” التي من اھم اھدافھا دفع التعاون العسكري وتوجیھ الضربات لحركات الانفصالیة القومیة والتطرف الدیني والإرھابي الدولي، ولا شك أن الأمر سیترك أثرا إیجابیا في السلم العالمي والتنمیة في القرن الحادي والعشرین. ومبادئ السلم والمساواة والتعاون والتشاور والمنفعة المتبادلة التي تجسدھا منظمة شانغھاي للتعاون ستتمیز بقوة حیویة  في القرن الحادي والعشرین. في ١٧ یونیو ٢٠٠٤ ،انعقد مؤتمر قمة دول منظمة شانغھاي للتعاون في عاصمة أوزبكستان، الأمر یشیر إلى أن ھذه المنظمة التي أقیمت قبل ٣ سنوات أنھت مرحلة التأسیس، ودخلت مرحلة التطور الشامل الجدیدة.

حرك رئیس الدولة الصیني ھو جین تاو مع رؤساء الدول الأخرى جھاز مقاومة الإرھاب الإقلیمي لمنظمة شانغھاي للتعاون معا، ووقعوا “إعلان طشقند” واتفاق مكافحة المخدرات وغیرھا من الوثائق العدیدة الھامة، وقرروا اتخاذ إجراءات جدیدة لدفع التعاون العملي أمنیا واقتصادیا، وإقامة آلیة للتعاون بین وزارات خارجیة الدول الأعضاء، لتشترك منظمة شانغھاي للتعاون في الشؤون الإقلیمیة والدولیة بنشاط أكبر. في القرن الحادي والعشرین، تركز الدبلوماسیة العسكریة الصینیة أولا في زیادة التعاملات الودیة مع الجیوش الأجنبیة، وتشمل ھذه المعاملات الجیوش في الدول النامیة وفي الدول المتقدمة. وستشھد ھذه التعاملات تطورا كبیرا وعمیقا. وستعزز وحدات الشؤون الخارجیة للدفاع الوطني الاتصالات الودیة مع الملحقین العسكریین لمختلف البلدان.

ثانیا، تطویر العلاقات الاقتصادیة العسكریة الخارجیة. منذ تبني الصین سیاسة الإصلاح والانفتاح، وحسب مبادئ الود والمساواة والمنفعة المتبادلة قامت الصین بتجارة المواد العسكریة مع بعض البلدان والمناطق، الأمر الذى حقق حیویة لصناعة العلوم والتكنولوجیا للدفاع الوطني.

ثالثا، تھیئة مناخ دولي مفید لتنمیة الدولة. تحتاج الصین إلى مناخ دولي سلمي لتحقیق بناء التحدیثات الأربعة. بواسطة مختلف النشاطات، تعزز دبلوماسیة الدفاع الوطني التعاون والتبادل العسكري الخارجي، وتحسن الوضع الإستراتیجي الصیني، وحمایة استقرار المناطق المحیطة بھا، وتخفف الضغوط الخارجیة بأنواعھا المختلفة، وتحاول تحقیق مبادرة أكبر في البیئة الدولیة.

رابعا، خدمة تحدیث الدفاع الوطني. یجب أن تؤدى كل الأعمال حسب مطالب الدفاع الوطني، وأن تتناسب الدبلوماسیة العسكریة مع توجھ التطور العسكري العالمي، وأن نتعلم ونستفید من تجارب الدول الأخرى، ونستقدم التكنولوجیا والتجھیزات المتقدمة الضروریة ونقوم بالتبادل الأكادیمي العسكري ونعزز تطویر وتحدیث الدفاع الوطني الصیني مستفیدین من توزیع الأعمال الدولي وتبادل المواد العسكریة.

خامسا، لیعرف العالم الخارجي السیاسة الخارجیة الصینیة المستقلة والسلمیة، ونوضح للعالم المبادئ الأساسیة للدفاع الوطني الصیني وسیاسة الدفاع الصینیة، ونعبر عن نیة الصین الخالصة في حمایة السلم العالمي وتعزیز التنمیة المشتركة.

الاشتراك في أعمال حفظ السلم للأمم المتحدة

إن أعمال حفظ السلم للأمم المتحدة ھي نوع من أعمال إرسال العسكریین إلى المناطق التي تشھد صدامات وصراعات لاستعادة السلم فیھا وفقا لقرارات مجلس الأمن أو جمعیة الأمم المتحدة. الصین، بمكانتھا كعضو ھام في الأمم المتحدة وإحدى الدول الأعضاء الدائمین، تدعم بل وتشترك فى أعمال حفظ السلم للأمم المتحدة.

في عام ١٩٨٦ ،بعثت الصین ٥ مراقبین عسكریین إلى جھاز مراقبة تنفیذ الھدنة في الشرق الأوسط للأمم المتحدة. وفي عام ١٩٨٨ ،انضمت الصین إلى لجنة الأعمال الخاصة لحفظ السلم للأمم المتحدة رسمیا، وبدأت الاشتراك في المناقشات حول قضایا حفظ السلم. في عام ١٩٨٩ ،ومن أجل دفع عملیة استقلال نامیبیا، بعثت الصین ٢٠ مسؤولا مدنیا إلى فرقة مساعدة الأمم المتحدة في الفترة الانتقالیة لنامیبیا. بعد حرب الخلیج، بعثت الصین ٢٠ مراقبا عسكریا للاشتراك في فرقة المراقبة للأمم المتحدة المقیمة في الحدود بین العراق والكویت. وبعثت الصین ٢٠ مراقبا عسكریا أیضا إلى الصحراء الغربیة للاشتراك في أعمال حفظ السلم فیھا.

بعد دخولنا القرن الحادي والعشرین، وانطلاقا من روح میثاق الأمم المتحدة، اشتركت الصین في أعمال حفظ السلم بدور كبیر. في ینایر ٢٠٠١ ،اشتركت الصین رسمیا في آلیة تدبیر انتظار الأوامر من الدرجة الأولى لأعمال حفظ السلم للأمم المتحدة، وبدأت استعدادا لتقدیم المساعدات الھندسة والعلاج والنقل اللوجستي (یمكنھا أن تقدم كتیبة ھندسیة وفرقة طبیة متفقة ومعاییر الأمم المتحدة) لأعمال حفظ السلم للأمم المتحدة في أي وقت مناسب. وفي عام ٢٠٠٣ ،عززت الصین قوة وحجم اشتراكھا في أعمال حفظ السلم للأمم المتحدة. وفي إبریل ٢٠٠٣ سافر ١٧٥ ضابطا وجندیا من سریة السلاح الھندسي و٤٣ فردا من فرقة العلاج إلى الكونغو (كنشاسا) (حیث تم شحن ٩ أنواع من الأجھزة الطبیة واللوجستي المتقدمة التي صنعتھا الصین من میناء تیانجین إلى كنشاسا مباشرة. وبذلك خرجت الأجھزة الطبیة واللوجستي للجیش الصیني إلى خارج الصین لأول مرة) للاشتراك في أعمال حفظ السلم للأمم المتحدة. ویعتبر المرة الثانیة لإرسال الصین وحدات الجیش الكاملة لتنفیذ أعمال حمایة السلم للأمم المتحدة بعد أن بعثت الصین ٨٠٠ ھندسي عسكري للاشتراك في أعمال حفظ السلم في كمبودیا في الفترة ما بین عامي ١٩٩٢ و١٩٩٣ .في ٩ دیسمبر ٢٠٠٣، بعثت الصین الدفعة الأولى من ٦٠ عسكریا إلى لیبریا، ویعتبر ذلك أول فریق نقل للجیش الصیني خرج إلى بلد آخر.

بلغ إجمالي عدد العسكریین  الصینیین الذین بعثتھم الصین إلى لیبریا لأعمال حفظ السلم ٥٥٠ .
بعثت الصین أكثر من ٢٤٠٠ عسكري للاشتراك في أعمال حفظ السلم للأمم المتحدة. كسب الجیش الصیني حفظ السلم ثناء عاطرا واسعا من جھاز قیادة أعمال حفظ السلم للأمم المتحدة وشعوب تلك المناطق بأسلوبھ الحمید وقدرتھ على أداء المھمات بنوعیة عالیة.

التعاون في مكافحة الإرھاب والمناورات المشتركة

العالم الیوم لیس آمنا، ولا یزال لنزعة الطرف الواحد باع كبیر، مع زیادة النشاطات الإرھابیة. ترى الصین أنھ من أجل مواجھة ھذه التحدیات، لابد من تعزیز التعاون الدولي وتكاتف الأطراف المتعددة.

تؤثر النشاطات الإرھابیة التي أثرت في سلم وأمن البشریة منذ فترة مبكرة في أمن مختلف الدول بصورة غیر مسبوقة. وأظھر الإرھاب عناصر متغیرة كثیرة لأمن العالم الیوم.

تدعم الصین بل وتشترك بفعالیة في أعمال مكافحة الإرھاب. خلال الفترة من ٦ إلى ١٢ یونیو ٢٠٠٣ ،اشتركت الصین مع جیوش أعضاء منظمة شانغھاي للتعاون، روسیا وقازاقستان وقرغیزستان وطاجیكستان في مناورة مشتركة لمقاومة الإرھاب تحت عنوان “الاشتراك-٢٠٠٣ .”بعد مؤتمر قمة طشقند في یونیو ٢٠٠٤ ،بدأت فاعلیات جھاز مقاومة الإرھاب الإقلیمي لمنظمة شانغھاي للتعاون فى الظھور.

بعد حادثة ١١ سبتمبر، قامت الصین والولایات المتحدة بتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرھاب، واستعادت آلیة المناقشة حول الأمن العسكري البحري بین الدولتین تدریجیا، وزار أسطول كل منھما قاعدة للقوات البحریة للطرف الآخر، واستعادت الدولتان التشاور حول الدفاع على مستوى نائب وزیر الدفاع الوطني. ففي ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٣ ،قام  نائب رئیس اللجنة العسكریة المركزیة ووزیر الدفاع الوطني بزیارة رسمیة للولایات المتحدة الأمریكیة تلبیة لدعوة منھا، وأجرى محادثات “إیجابیة وبناءة ومثمرة” حول مشاكل الأمن الدولیة والإقلیمیة والعلاقات بین البلدین والجیشین مع وزیر الدفاع الوطني الأمریكي.

فاستعادت العلاقات العسكریة الصینیة الأمریكیة مرة أخرى نشاطھا، ومن أھم الأسباب لذلك أن الولایات المتحدة تحتاج الى تعاون الصین في قضیة مكافحة الإرھاب.

وفي عام ٢٠٠٢ بدأت الصین الاشتراك في المناورات العسكریة الثنائیة والمتعددة الأطراف تدریجیا، وذلك لتوسیع مجال التعاون الأمني بین الصین والدول الأخرى. من حدود الصین الشمالیة إلى شاطئ البحر الأصفر قام جیش التحریر الشعبي الصیني مع العدید من الجیوش الأجنبیة بمناورات عسكریة ذات مضامین مختلفة على أراضي الصین ودعت الجیوش الأجنبیة لمشاھدتھا.
أیضا في یونیو ٢٠٠٣ ،أقامت القوات الخاصة البریة وسلاح الطیران والوحدة المدرعة مع جیوش دول أعضاء منظمة شانغھاي للتعاون مناورة لمكافحة الإرھاب، الأمر الذى یعتبر المرة الأولى التي تشترك الصین فیھا بمناورات عسكریة متعددة الأطراف. كان اھتمام المناورات في ھذه المرة ھو النضال الدولي لمكافحة الإرھاب والاستفادة من التجارب الناجحة لأعضاء منظمة شانغھاي للتعاون في ذلك المجال.

قامت القوات البحریة الصینیة والقوات البحریة الباكستانیة بمناورات للتفتیش والإنقاذ في مجال میاه مصب نھر الیانغتسي فى ٢٢ أكتوبر ٢٠٠٣ .وتعد ھذه أول مناورة قام بھا الجیش الصیني مع قوات بحریة أجنبیة. حیث اشتركت فیھا السفن والھلیوكوبتر المحمول على السفن لأسطول البحر الشرقي الصیني وسفینتان للقوات البحریة الباكستانیة و٦٠٠ عسكري من البلدین للتدریب على التفتیش والإنقاذ والتشكیل فى البحار. ودربت سفن الصواریخ للحراسة الصینیة والمدمرات الباكستانیة على التعاون بحریا والإنقاذ جویا بصورة مشتركة. فمن خلال المناورات، رفع الطرفان قدرتھما على أداء المھام والقیادة بصورة مشتركة.

في ١٤ نوفمبر ٢٠٠٣ ،أثارت أول مناورة مشتركة للقوات البحریة الصینیة والھندیة التي أقیمت في مجال میاه البحر الشرقي القریب من شانغھاي اھتماما عالیا وعالمیا. فقد كانت المناورة ثمرة أخرى للتبادل والتعاون بین الجیشین الصیني والھندي بعد زیارة وزیر الدفاع الھندي الموفقة للصین. واشترك في المناورة السفن الصینیة ومدمرات الصواریخ وسفن الصواریخ للحراسة وسفن اللوجستي الشامل الھندیة وأكثر من ١٥٠٠ عسكري من الطرفین. كانت المناورة بدون عدو مفترض، ھدفھا للتدریب على التفتیش والإنقاذ المشترك.

في ١٦ مارس ٢٠٠٤ ،وفي مجال میاه البحر الأصفر الصیني، شكل أسطول البحر الشمالي للقوات البحریة الصینیة لجیش التحریر الشعبي الصیني مع أسطول القوات البحریة الفرنسیة الزائر صفوفا مشتركة، وتعتبر ھى أكبر مناورة عسكریة على البحر حجما و مضمونا أقامتھا القوات البحریة الصینیة مع قوات بحریة أجنبیة خلال تلك الفترة وتحت قیادة رئیس الأركان لأسطول البحر الشمالي الصیني وقائد قوات المحیط الھادي البحریة الفرنسیة. حیث كان التواصل بإشارات سیمافور، والتشكیلات المتبادلة، وتصعد وتھبط طائرات الھیلوكبتر، وأنجزت التدریبات على اللوجستي على البحر والتفتیش والإنقاذ في البحر بصورة رائعة. 

في ٢٠ یونیو ٢٠٠٤ ،قاد رئیس أركان أسطول البحر الشمالي الصیني ورئیس أركان مقر قیادة الأسطول البریطاني الزائر معا أول مناورة صینیة بریطانیة مشتركة. حیث اشتركت فیھا مدمرة الصواریخ “ھاربین” وسفینة اللوجستي الشامل “بحیرة ھونغتسھ” والھیلوكبتر المحمول على السفینة “الدولفین” الصینیة ومدمرة الصواریخ والھیلوكبتر المحمول على السفینة البریطانیة وأكثر من ٧٠٠ عسكري من الطرفین في مجال میاه البحر الأصفر القریبة من مدینة تشنغداو. كان ھدف المناورات تشكیل السفن والاتصالات والحركة والتفتیش والإنقاذ على البحر المشترك. وستواصل القوات البحریة الصینیة تعزیز الثقة المتبادلة والتفاھم مع القوات البحریة لمختلف الدول في العالم في شتى المجالات، وتبذل جھودھا في حفظ السلام والاستقرار في العالم وفي منطقة آسیا والمحیط الھادي.

في یوم ٦ أغسطس ٢٠٠٤ ،أقامت الجیوش الصینیة والباكستانیة بمناورة عسكریة لمكافحة الإرھاب اسمھا الرمزي “الصداقة-٢٠٠٤.” اشترك فیھا أكثر من ٢٠٠ عسكري من الجانبین. تحتوي المناورة مناورة القیادة المشتركة والتدریبات بالذخیرة الحیة، ھادفة إلى تمتین وتعزیز التعاون العسكري الودي بین الجیشین، ورفع قدرتھما على مكافحة الإرھاب، وتطویر التعاون بین البلدین في مجالات غیر أمنیة تقلیدیة، وحمایة الأمن والاستقرار الإقلیمي.
تؤمن الصین من القدم بأفكار السلم المتمثلة في السلم وحسن الجوار والصداقة مع كل الدول. وجوھر نظریة الأمن الجدیدة التي تدعو الصین إلیھا ھو تجاوز مجال الأمن للطرف الواحد، للسعي وراء الأمن المشترك بالتعاون والمنفعة المتبادلة. لقد سجلت المناورات العسكریة الثنائیة والمتعددة الأطراف التي اشترك فیھ الجیش الصیني صفحة جدیدة ورائعة لتعاون الأمن الدولي.

الصين مواجھة التحدیات العسكریة الجدیدة في العالم من هنا