الصين تكالیف الدفاع الوطني

الصين تكالیف الدفاع الوطني ، قررت الحكومة الصينية أن تكون تكالیف الدفاع الوطني الصیني في أدنى حد وفي مستوى منخفض، وتسد أدنى درجة لحاجة الدولة في حمایة سیادة الدولة وسلامة أراضیھا. ولا ینبغي للصین بل ولا تحتاج أن تستخدم مواردھا المحدودة في سباق التسلح اللامحدود، ولا یمكنھا بل لا تحتاج أن توسع التسلح على حساب سعادة أبناء الشعب. ازدادت تكالیف الدفاع الوطني الصیني قلیلا في السنوات
الأخیرة، لكن یصعب مقارنتھا مع الدول المتقدمة سواء من حیث قیمتھا المطلقة أو قیمتھا النسبیة، ویعد مستواھا منخفضا نسبیا مقارنة مع بعض الدول النامیة.

التوازن بين بناء القوات المسلحة والتنمية

منذ وضع استراتیجیة التنمیة التي تتخذ بناء الاقتصاد مركزا لھا في سبعینیات القرن الماضي، تؤكد الصین دائما على أن یخضع بناء الدفاع الوطني لبناء الدولة الكلي. من أجل حشد القوى البشریة والمادیة والمالیة في بناء الاقتصاد، قامت الصین بنزع الأسلحة ٣ مرات من ثمانینات القرن العشرین إلى الیوم، حیث قامت بتسریح ٧ر١ ملیون عسكري بعد دخولھا القرن الحادي والعشرین. طرح المجلس الوطني السادس عشر للجنة المركزیة للحزب الشیوعي الصیني بوضوح سیاسة التطویر المنسق لبناء الدفاع الوطني وبناء الاقتصاد. وتؤكد ھذه السیاسة أولا أن أساس الدفاع الوطني وبناء الجیش ھو بناء اقتصاد البلاد، ویقوم تحدیث الدفاع الوطني والجیش على أساس التنمیة الاقتصادیة. السبب لذلك یعود إلى أن الصین لا تزال إحدى الدول النامیة، وأمام بناء التحدیثات الصینیة طریق طویل؛ وتعتبر التنمیة الاقتصادیة ھي أول مھمة استراتیجیة للدولة،

تقع في مركز الوضع الاستراتیجي للدولة. خاصة أن حكومة الصین تتمسك بمفھوم “الاھتمام بالإنسان” في حكم الدولة، متخذة على عاتقھا رفع مستوى الإنتاجیة الاجتماعیة وسد حاجات الشعب المتزایدة یومیا في الحیاة المادیة والثقافیة ورفع مستوى معیشة أبناء الشعب.

كما أن القوة الاقتصادیة ھي العنصر الأساسي لقوة الدولة الشاملة. ونشاطات إنتاج المواد ھي القاعدة الأساسیة لكل النشاطات الاجتماعیة. على البشریة أن تحل مشكلة إنتاج المواد، ثم یمكنھا أن تمارس النشاطات الأخرى التي من ضمنھا الأعمال العسكریة. لذلك تقرر الشروط الاقتصادیة حجم ومستوى بناء الدفاع الوطني، والشكل التنظیمي لھ وكذلك أسلوب الحرب للقوات المسلحة. خاصة في الوضع الحالي لاشتداد تنافس الدول من حیث القوة الشاملة، ارتفاع قوة الدولة الشاملة التي تتخذ القوة الاقتصادیة نواة لھا ذو أھمیة واقعیة كبیرة. وعلى بناء الدفاع الوطني أن یخطط تطویر الجیش في ھذا الوضع لیكون التمویل في الدفاع الوطني وكمیة الجیش وحجمھ داخل المجال الذي تسمح لھ قوة الدولة.

لكن خضوع بناء الجیش والدفاع الوطني لوضع بناء اقتصاد البلاد لا یعني عدم تحقیق شيء، ولا یعني أن بناء الدفاع الوطني لیس مھما أو یمكن إیقافھ أولا، ثم القیام بھ بعد أن یكون بناء الاقتصاد قد اصبح ممتازا جدا. إن تحویل القوة الاقتصادیة إلى قوة دفاع وطني ھي عملیة صعبة، لأن القوة الاقتصادیة لا تعادل قوة الدفاع الوطني، والبلد الغني لا یعني أنھ بلد قوي. لتحقیق تحدیث الدفاع الوطني والجیش قانون خاص، حیث یحتاج إلى كفاح طویل الأمد وعملیة التراكم المتواصل. لأنھ بدون التراكم في فترة محددة ووسائل التنظیم والآلیات المناسبة، لا یمكن تحقیق تأھیل نوعیة بناء تحدیث الدفاع الوطني والجیش تلقائیا حتى ولو امتلك بلد ما قوة اقتصادیة قویة نوعا ما. بل بناء وتحدیث الدفاع والوطني والجیش ھى عملیة تطویر متواصلة وحركیة. خاصة في الوضع الحالي المتمثل في التطویر السریع للثورة العسكریة الجدیدة، لقد أصبحت دورات تجدید العلوم والتكنولوجیا العسكریة تسیر بخطى سریعة، وازدادت المنافسات العسكریة شدة یوما بعد یوم، ویظھر جیل جدید من الأسلحة والأجھزة في فترة من ١٠ إلى ٢٠ سنة. لذلك إذا لم یكن التمویل الجدید، ویحسب وفقا لنسبة ١٠ ٪لتخفیض القیمة بسبب الاستخدام، فان قیمة الرأسمال ستعادل صفرا بعد ١٠ سنوات.

لذلك إذا بطيء تطویر بناء الدفاع الوطني والجیش قلیلا ستكون ھناك فجوة واسعة بین مستوى تحدیث الدفاع الوطني الصیني وبین الدول المتقدمة حتى ستظھر “فجوة عصر”. فإذا حدثت ھذه الحالة، وأردنا تضییق ھذه الفجوة فعلینا أن ننفق وقتا أكثر وندفع ثمنا أغلى.

لذلك تتمسك الصین بالجمع بین بناء الدفاع الوطني وبناء الاقتصاد وتطورھما معا. حیث تزید التمویل في الدفاع الوطني بصورة مناسبة على أساس زیادة القوة المالیة للدولة، لیكون بناء وتحدیث الدفاع الوطني والجیش على مستوى مناسب، لسد حاجة حمایة مصالح الدولة وأمنھا. لذلك فقد حددت الصین آلیة أفضل لزیادة نسبة التمویل لتحدیث الدفاع الوطني والجیش انطلاقا من أحوال الصین والجیش الصیني؛ وأدرجت بناء الدفاع الوطني في تخطیط بناء الاقتصاد القومي والتنمیة الاجتماعیة مراعاة مطلب بناء الاقتصاد والدفاع الوطني معا. أثناء القیام ببناء الاقتصاد خاصة بناء البنیة التحتیة، تفكر الدولة تفكیرا كاملا في مطالب الدفاع الوطني والجیش.

كما أنھا تفكر أثناء بناء الدفاع الوطني في مطالب بناء الاقتصاد، والاستفادة من الخدمات العسكریة والمدنیة معا للإنشاءات العسكریة، وتتمسك الدولة ایضا في صناعة العلوم والتكنولوجیا للدفاع الوطني بتحقیق تكامل المطالب العسكریة والاستخدام المدني والجمع بین أوقات السلم والحرب لإنتاج العائدات للمجتمع وللدفاع الوطني في سبیل توظیف موارد الدفاع الوطني قدر المستطاع. من ناحیة بناء القوات المسلحة، تسلك الصین طریق الجمع بین الجیش الدائم الممتاز والجیش الاحتیاطي القوي، وتكمل آلیة التجنید الدفاعي، وتقیم أسلوب ضمان واستخدام الموارد المناسبة لاقتصاد السوق، حتى تنفق قلیلا على الجیش في أوقات السلم وتجند عددا أكبر من العسكریین في أیام الحرب. أما من ناحیة العلوم والتكنولوجیا، فان الجیش والوحدات المدنیة یتبادلان ثمار البحوث العلمیة، ویربي الجیش المتخصصین في العلوم والتكنولوجیا في المجالین العسكري والمدني معا، لتكون تنمیة العلوم والتكنولوجیا الدفاعیة ضمن التنمیة العلمیة والتكنولوجیة للدولة.

الزیادة المعقولة لتكالیف الدفاع الوطني الصیني

في السنوات الأخیرة، مع نمو الاقتصاد القومي الصیني ازدادت التكالیف السنویة للدفاع الوطني قلیلا. ففي عام ٢٠٠٤ ،بلغت میزانیة الدفاع الوطني الصیني ٢١٠ ملیار یوان، تجاوزت ٢٠٠ ملیار یوان لأول مرة، بزیادة ٦ر١١ ٪عن عام ٢٠٠٣ ،نحو ٨٣ر٢١ ملیار یوان. 

ان زیادة تكالیف الدفاع الوطني الصیني بدرجة مناسبة ومحدودة وبصورة تعویض وحفاظ، ھي من المطالب الطبیعیة لحمایة أمن الدولة.

١ .الزیادة المناسبة لتكالیف الدفاع الوطني الصیني لا تزال ذات طبیعة المحافظة والتعویض. منذ ثمانینیات القرن العشرین، وبسبب جمع الصین القوة المالیة والمادیة لبناء الاقتصاد، انخفض التمویل في الدفاع الوطني بحجم كبیر، وتضخمت “الدیون” لبناء الدفاع الوطني، الأمرالذى أثر في العمل الطبیعي لبناء الدفاع الوطني. حیث حققت القیمة المطلقة لتكالیف الدفاع الوطني (لم یخصم عنصر التضخم المالي) انخفاضا من عام ١٩٨٢ إلى عام ١٩٨٨، وبلغ معدل نسبة الانخفاض ٩٩ر٣ ٪سنویا، بینما ارتفعت الأسعار بحجم كبیر في نفس الفترة، وارتفعت أسعار الأسلحة أضعافا، مما سبب انخفاض قوة الشراء الحقیقي لأموال الدفاع الوطني انخفاضا كبیرا. بسبب عدم وجود تمویل جدید، كاد یتوقف بناء الدفاع الوطني والجیش، بل تراجع. فأصبحت معظم الأسلحة قدیمة ومتخلفة، ولا تجدد بعد أن تتجاوز فترة خدمتھا. لذلك ھدف الزیادة المناسبة لتكالیف الدفاع الوطني في السنوات الأخیرة ھو إجراء إنقاذ وتعویض لمنع زیادة ومواصلة تدھور قدرة الدفاع الوطني بسبب قلة التمویل فیھ، كما مطلب موضوعي للحفاظ على أدنى درجة لقوة الدفاع الوطني.

٢ .الزیادة المناسبة لتكالیف الدفاع الوطني الصیني في السنوات الأخیرة تستخدم في رفع مستوى حیاة العسكریین بالدرجة الأولى. منذ فترة طویلة، لم یرتفع الراتب والمعونة للعسكریین الصینیین عن معدل المستوى الاجتماعي، فواجھت جاذبیة الجیش للمتخصصین ذوي النوعیة العالیة صدمات اقتصاد السوق، الأمر الذي یعتبر تحدیا خطیرا لتحدیث الدفاع الوطني والجیش. وللنھوض بالدفاع الوطني فانھ یحتاج إلى تقدیم شروط الحیاة الجدیة للعسكریین وأھالیھم. لذلك فان زیادة تكالیف الدفاع الوطني الصیني في السنوات الأخیرة ھي زیادة تكالیف الحفاظ على وضع الجیش حتى لا ینخفض مستوى حیاة العسكریین عن معدل المستوى الاجتماعي.

في السنوات الـ١١ الماضیة، رفعت الصین معاییر الأطعمة للجیش ٥ مرات، ورفعت راتب الضباط ومعونة الجنود، وأقامت و أكملت نظام الضمانات الاجتماعیة للعسكریین أولیا مثل التأمین الصحي والتأمین على حیاة العسكریین بالإضافة إلى تأمین العلاج للعسكریین المسرحین ومعونة السكن للعسكریین الخ. ابتداء من أول یولیو ٢٠٠٣ ،عدلت الصین معاییر راتب العاملین في الأجھزة الحكومیة والوحدات التنفیذیة، فازداد معدل دخل الفرد في المدن والبلدات ٩ .٪وفقا لھذه السیاسة عدل الجیش معاییر راتب الضباط وزاد أموال العسكریین المتقاعدین، ورفع معونة الجنود الإلزامیین والطلاب الذین یطبق علیھم نظام الإعاشة، كل ھذه التكالیف ضمن میزانیة الدفاع الوطني لعام ٢٠٠٤.

٣ .الزیادة المناسبة لتكالیف الدفاع الوطني الصیني في السنوات الأخیرة تحتوي التكالیف الخاصة لتسریح ٢٠٠ ألف عسكري. نزع السلاح بحجم كبیر ھو عملیة “التمویل أولا، الاستفادة متأخرا”. لأنھ لا یمكن توفیر الأموال في البدایة، بل یحتاج إلى التمویل أولا، بعد فترة انتقالیة یمكن تحقیق زیادة العائدات وتوفیر الأموال بواسطة تخفیض عدد العسكریین. في كل مرة من تبسیط الأجھزة العسكریة، یجب تنظیم الأعمال والحیاة لعدد كبیر من الضباط والجنود، ویواجھ أھالیھم إعادة اختیار أعمالھم من جدید، بینما توجد أعمال تنظیم الصناعات العسكریة والأجھزة، كل ذلك یحتاج إلى التمویل الكبیر نسبیا.

٤ .الزیادة المناسبة لتكالیف الدفاع الوطني الصیني في السنوات الأخیرة تعكس المطلب الملح لحمایة سیادة الدولة ووحدة أراضیھا ودعم التنمیة السلمیة للدولة. في السنوات الأخیرة نشطت الحركات الانفصالیة والإرھابیة والتطرفیة، خاصة أن سلطة تایوان طرحت الجدول الزمني لـ”الاستفتاء العام- ووضع الدستور- وتأسیس الدولة” علنیا وحثت خطاھا للانفصال تحت تحریض ودعم القوى الأجنبیة المعادیة للصین. ولم تبخل سلطة تایوان في الأموال الھائلة لشراء الأسلحة واستیراد كمیة كبیرة من الأسلحة المتقدمة وتقیم الدنیا وتقعدھا بـ”القیام بالمعركة النھائیة خارج حدود الصین“، حتى تحاول أن تبادر توجیھ الضربات للأھداف المدنیة الضخمة في أعمال بر الصین الرئیسیة، فتواجھ تایوان الجزء المقدس من أراضي الصین خطر انفصالھا من الصین. تجاه ھذا الوضع الخطیر، وبینما تواصل الصین حكومة وشعبا محاولة حل قضیة تایوان سلمیا بأكبر صدق، لا یمكنھا ألا تقوم باستعداد عسكري ضروري للحفاظ على آخر اختیار لحل قضیة تایوان وھو حلھا بقوة عندما یكون طریق الحل السلمي مسدودا تماما. یحتاج ھذا الاستعداد المضطر لتمویل الدفاع الوطني.

٥ .الزیادة المناسبة لتكالیف الدفاع الوطني في السنوات الأخیرة تعكس بدرجة معینة مطالب مواجھة التحدیات الخطیرة من التغیرات والإصلاحات الجدیدة العسكریة العالمیة ومحاولة تحقیق التطور في بناء الدفاع الوطني وتحدیث الجیش. بعد دخولنا القرن الحادي والعشرین، تحولت الجیوش في الدول المتقدمة من المیكنة إلى المعلوماتیة، بینما لا یزال الجیش الصیني في مرحلة المیكنة وشبھ المیكنة ویواجھ تحدیات المعلوماتیة في نفس الوقت. من أجل التمسك بالفرصة الأخیرة وإنجاز المھمة التاریخیة المزدوجة للإنجاز المیكنة والمعلوماتیة، تعمل الصین بنشاط على دفع الإصلاح العسكري محاولة تحقیق التغیر الجذري في مجالین: التحول من تحقیق الانتصار في الحروب الجزئیة في الظروف العادیة إلى تحقیق الانتصار في الحروب الجزئیة ذات التكنولوجیا العالیة خاصة المعلوماتیة؛ وفي ناحیة بناء الجیش، تحقیق التحول من طراز الكمیة إلى طراز النوعیة والفاعلیة، من طراز الكثافة البشریة إلى طراز الكثافة العلمیة والتكنولوجیة. لذلك سیتطور تركیب التكالیف العسكریة إلى الترقیة التكنولوجیة ورفع النوعیة ومعقولیة التركیب، وتزداد المطالب للقوات البحریة والجویة والسلاح المدفعي رقم ٢ بلا انقطاع، وتلبیة المطالب التطوریة للأسلحة والأجھزة التي تكون التكنولوجیا العالیة والحدیثة نواة لھا باستمرار. مما حقق ضغطا كبیرا على زیادة تكالیف الدفاع الوطني الصیني. لذلك كان جزء من الزیادة المناسبة لتكالیف الدفاع الوطني الصیني في السنوات الأخیرة لتعزیز المتابعة التكنولوجیة والابتكارات التكنولوجیة، ویعتبر ھذا التمویل أقل تمویل للوقایة من تشكیل “الفجوة العصریة” الجدیدة بینھا وبین الجیوش في الدول المتقدمة.

انخفاض تكاليف الدفاع الوطني الصيني مقارنة بمثيلاتها

رغم زیادة الصین لتكالیف الدفاع الوطني قلیلا في السنوات الأخیرة، إلا أنھا لا تزال في مستوى منخفض في العالم سواء في ناحیة قیمتھا المطلقة أم في قیمتھا النسبیة.

١ .التكالیف الاساسیة للدفاع الوطني الصیني منخفضة جدا، مھما كانت زیادتھا، فھى زیادة محدودة. في السنوات الأخیرة، ومع نمو الاقتصاد القومي ازدادت تكالیف الدفاع الوطني بحجم معین، لكن حتى عام ٢٠٠٠، بلغ إجمالي تكالیف الدفاع الوطني الصیني ٥ر١٢٠ ملیار یوان (نحو ١٥ ملیار دولار أمریكي) فقط. في عام ٢٠٠١ ،ازدادت ھذه التكالیف ٧ر١٧٪ عن العام السابق، بلغت ٠٠٤ر١٤١ ملیار یوان (١٧ ملیار دولار أمریكي) فقط. في عام ٢٠٠٢ ،زادت ٦ر١٧ ٪على الأساس السابق، وزادت ٢ر٢٥ ملیار یوان حقیقیا، وبلغ إجمالي ھذه التكالیف ٢ر١٦٦ ملیار یوان، تعادل ٢٠ ملیار دولار أمریكي. كانت التكالیف ٢ر١٨٨ ملیار یوان عام ٢٠٠٣، ٢١٠ ملیار یوان عام ٢٠٠٤ ،تعادل ٤ر٢٥ ملیار دولار أمریكي. القیمة المطلقة لتكالیف الدفاع الوطني الصیني تتشابھ مع تكالیف الدفاع الوطني لبعض الدول النامیة المتوسطة والصغیرة فقط؛ ولیست مع الولایات المتحدة الأمریكیة على نفس المستوى. في عام ١٩٩٩ المالي، كانت المیزانیة العسكریة الأمریكیة ٩ر٢٧٠ ملیار دولار أمریكي، بزیادة ١٨ ملیار دولار أمریكي عن العام السابق؛ وبلغت ٨ر٢٨٩ ملیار دولار أمریكي في عام ٢٠٠٠ المالي، بزیادة ٩ر١٨ ملیار دولار أمریكي عن العام السابق؛ وبلغت ٥ر٣١٦ ملیار دولار أمریكي في عام ٢٠٠١ المالي، بزیادة ٧ر٢٦ ملیار دولار أمریكي عن العام السابق؛ وبلغت ٣٤٥ ملیار دولار أمریكي في عام ٢٠٠٢ المالي، بزیادة ٥ر٢٨ ملیار دولار أمریكي عن العام السابق.

في فبرایر ٢٠٠٣ ،طلب جورج بوش الرئیس الأمریكي زیادة ٤٨ ملیار دولار أمریكي على أساس عام ٢٠٠٢ المالي، مما جعل المیزانیة العسكریة لعام ٢٠٠٣ المالیة بلغت ٣٨٠ ملیار دولار أمریكي. في عام ٢٠٠٤ المالي، بلغت المیزانیة العسكریة الأمریكیة ٧ر٤٠١ ملیار دولار أمریكي، بالإضافة إلى تكالیف حرب العراق وحرب أفغانستان وھي ٨٧ ملیار دولار أمریكي، بلغ إجمالي تكالیف الدفاع الوطني الأمریكي ٤٨٨ ملیار دولار أمریكي عام ٢٠٠٤ ،فسجلت الرقم القیاسي في تاریخھا، تحتل أكثر من نصف إجمالي التكالیف العسكریة العالمیة. بینما تعادل تكالیف الدفاع الوطني الصیني لعام ٢٠٠٤ ربع جزء زیادة التكالیف العسكریة الأمریكیة. وتعادل واحدة في العشرین من إجمالي التكالیف العسكریة الأمریكیة لعام ٢٠٠٤.

٢ .بمقارنة مھمة الدفاع عن أراضي الصین، فان تكالیف الدفاع الوطني الصیني لا تفى بالمطلب الطبیعي للدفاع الوطني.

الصین بلد كبیر یمتلك البحر والیابسه، وتمتد سواحلھا حوالى ١٨ ألف كم، وتطول حدودھا البریة ٢٠ ألف كم، ومساحة أراضیھا ٦ر٩ ملایین كم مربع، وبیئتھا للأمن معقدة. من أجل حمایة سیادة الدولة وأمنھا، ومن أجل ضمان أمن الشعب ، والوقایة من أي عدوان خارجي یتعرض لھ الشعب الصیني لابد أن تحتفظ الصین بالقوة المسلحة الضروریة، وتمول بأقل موارد للدفاع الوطني.

ووفقا لمساحة أراضي البلاد، فان تكالیف الدفاع الوطني لكل كم مربع من أراضیھا تكون اقل نسبة في العالم. حتى إذا اتخذت تكالیف الدفاع الوطني لعام ٢٠٠٤ كبیان اساسى ، فان معدل التمویل في الدفاع عن كل كم مربع من أراضي الصین ٢٦٤٥ دولارا أمریكیا فقط. أما الولایات المتحدة الأمریكیة القوة العظمي الوحیدة في العالم الیوم، مساحة أراضیھا ٣٧ر٩ ملایین كم مربع، متشابھة بمساحة أراضي الصین، موقعھا الجغرافي ممتاز، بیئة أمنھا بسیطة نسبیا، ولا یوجد تھدید عسكري بجنوبھا ولا شمالھا، ویوجد الحواجز الطبیعیة بالمحیطین، لكن تكالیفھا للدفاع عن كل كم من أراضیھا تجاوزت ٥٢ ألف دولار أمریكي، ٢٠ ضعفا عما في الصین. مقارنة مع الیابان، مساحة أراضي الیابان ٣٧٠ ألف كم مربع، تعادل واحدة من ٢٦ من أراضي الصین، لكن تكالیف الدفاع الوطني الصیني تعادل نصف تكالیف الدفاع الوطني الیابانیة فقط. في عام ٢٠٠٠، بلغت التكالیف العسكریة الیابانیة ٤٨ ملیار دولار أمریكي، وبلغت تكالیف الدفاع عن كل كم مربع من أراضیھا ١٣٠ ألف دولار أمریكي، تعادل ٨٣ ضعف التكالیف الصینیة في ذلك العام.

٣ .برغم زیادة القیمة المطلقة لتكالیف الدفاع الوطني الصیني سنویا، انخفضت نسبتھا من بین مصروفات الدولة المالیة والناتج القومي، وانخفضت عن معدل المستوى العالمي دائما. حیث یكون معدل نسبة تكالیف الدفاع الوطني لمعظم البلدان والمناطق في العالم من بین الناتج القومي المحلي ٣ .٪وذلك وفقا لتقریر دراسة لمعھد ستوكھولم للسلام الدولى، فان إجمالي التكالیف العسكریة في كل العالم ٧٩٤ ملیار دولار أمریكي عام ٢٠٠٢ ،تحتل ٥ر٢ ٪من إجمالي الناتج القومي المحلي العالمي. ففي السنوات العشرین الأخیرة، كان معدل نسبة تكالیف الدفاع الوطني الصیني من بین الناتج القومي المحلي ٤ر١ .٪في بدایة تنفیذ الخطة الخمسیة السابعة (١٩٨٦-١٩٩٠ (عام ١٩٨٦ ،انخفضت ھذه النسبة الى ٧٣ر١ ،٪ثم انخفضت إلى ٢٩ر١ ٪في فترة الخطة الخمسیة الثامنة (١٩٩١-١٩٩٥ ،(ثم انخفضت إلى ١٩ر١ ٪في فترة الخطة الخمسیة التاسعة (١٩٩٦-٢٠٠٠ .(وبلغت ٧ر١ ٪فقط في عام ٢٠٠٤ .ھذه النسبة انخفضت عن ٣ ،٪ھى نسبة التكالیف العسكریة لمعظم الدول في العالم.
ومعدل نسبة تكالیف الدفاع الوطني الصیني من بین مصروفات الدولة المالیة لم تتجاوز ٦ر٨ ،٪ویكون ٨ ٪فقط في عام ٢٠٠٤ ،بینما یكون معدل ھذه النسبة ١٦ ٪في مختلف الدول، مستوى الصین في ھذا المجال نصف معدل المستوى العالمي.

٤ .فى مقارنة بین معدل نصیب الفرد العادي ونصیب الفرد في الجیش من تكالیف الدفاع الوطني، نجد ان تكالیف الدفاع الوطني الصیني لا تضاھي معظم الدول في العالم.

معدل نصیب الفرد ومعدل نصیب الفرد في الجیش من تكالیف الدفاع الوطني من المعاییر الھامة التي یعترف بھا العالم لتقییم بناء تحدیث الجیش وحجم التمویل فیھ. تبعا لھذین المعیارین، نجد أن تكالیف الدفاع الوطني الصیني منخفضة جدا. لنأتي بعام ٢٠٠٤ كمثال: إذا حسبنا وفقا لتعداد السكان الصینیین ٣ر١ ملیار نسمة، بلغ معدل نصیب الفرد من تكالیف الدفاع الوطني الصیني ٥ر١٦١ یوانا فقط، تعادل ٥ر١٩ دولار أمریكیا؛ بینما یكون تعداد السكان الأمریكیین ٢٧٠ ملیون نسمة، وتجاوز ھذا المعدل ١٨٠٧ دولارات أمریكیة عام ٢٠٠٤ ،اى ٩٢ ضعف الصین. ونجد أن ھذا المعدل لبعض الدول المجاورة للصین أعلى من الصین عام ٢٠٠٤ أیضا، فمثلا، ٩٤ دولارا أمریكیا لروسیا، ٣٥٢ دولارا أمریكیا للیابان، حتى ٣٤٨ دولارا أمریكیا في منطقة تایوان الصینیة، ١٨ ضعفا عما في بر الصین الرئیسي. إذا أردنا أن نحسب معدل نصیب الفرد في الجیش من تكالیف الدفاع الوطني الصیني، وكان إجمالي عدد الأفراد في الجیش الصیني ٣ر٢ ملیون، یكون معدل نصیب الفرد ھو ٣ر٩١ ألف یوان، تعادل ١١٣٧٤ دولارا أمریكیا، بینما یكون ھذا المعدل للجیش الأمریكي ٣٥٠ ألف دولار أمریكي، نحو ٣١ ضعفا عما في الجیش الصیني. أما في بعض الدول المجاورة للصین بلغ ھذا المعدل ٢٥ ألف دولار أمریكي في روسیا، ١٨٠ ألف دولار أمریكي في الیابان، و٢٠ ألف دولار أمریكي في منطقة تایوان الصینیة. في السنوات الأخیرة كان إجمالي تكالیف الدفاع الوطني لمختلف الدول في العالم بین ٧٥٠ ملیار و٨٠٠ ملیار دولار أمریكي، واحتلت التكالیف العسكریة الأمریكیة نصفھا، واحتلت التكالیف العسكریة الصینیة ٣٠/١ منھا بینما یحتل تعداد سكانھا خمس تعداد سكان العالم. یكون الحجم الاقتصادي الصیني نحو ثمن الحجم الاقتصادي الأمریكي، لكن التكالیف العسكریة الصینیة تحتل ٢٠/١ من التكالیف العسكریة الأمریكیة. لذلك تكالیف الدفاع الوطني الصیني منخفضة جدا مھما كان، ومعدل نصیب الفرد الصیني من تكالیف الدفاع الوطني منخفض جدا أیضا.

في وضع التمویل المحدود للدفاع الوطني، ومن أجل رفع فعالیة استخدام تكالیف الدفاع الوطني، تتمسك الصین بسیاسة بناء الجیش اقتصادیا، لمناسبة الإصلاح الاقتصادي والمالي للدولة، وتعمم بنشاط نظام میزانیة الجیش ونظام التسوق واجتماعیة الضمانات وغیرھا من الإصلاحات مع تطبیق نظام دفع الأموال المتمركز، الأمر الذي قد حقق نتیجة ملحوظة.

جملة القول إن الصین متلزمة جدا بتمویل وبناء الدفاع الوطني والجیش، وكما ان مصروفات غیر الدفاع الوطني ذات العلاقة بالاقتصاد القومي وحیاة الشعب تقع في المقام الأول دائما في الصین. برغم أن الصین ستزید تكالیف الدفاع الوطني بصورة مناسبة مع التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة في المستقبل، فلن تتجاوز تكالیف مناسبة للدفاع الوطني الصیني للحفاظ على قوتھ- المطلب الطبیعي لحمایة أمن الدولة. ھناك بعض الناس یبالغون في زیادة الصین لتكالیف الدفاع الوطني بقصد سیئ، حتى انھ قیل إن تكالیف الدفاع الوطني الصیني بلغت مئات الملیارات من الدولارات الأمریكیة التي تعادل كل مصروفات الدولة لسنة كاملة. إذا كانت الحقیقة ھكذا، أین تجد الصین أموالا للبناء؟ فلا یمكن للصینیین الذین بلغ عددھم ٣ر١ ملیار إلا “أن یتناولوا الحساء من الماء فقط من القدر الكبیرة” یومیا.

أشارت مقالة نشرتھا <<مجلة واشنطن>> الفصلیة إلى “أن الإشاعات حول التحدیث العسكري الصیني أكثر من الحقیقة للنقاش حول “تھدید الصین”. وأشار رئیس مالیزیا السابق ماھاتیر في حفل افتتاح “منتدى اقتصاد مالیزیا- الصین” إلى “أنھ بالرغم من أن التكالیف العسكریة الأمریكیة والیابانیة ضخمة جدا، وإذا أمكن اعتبار أن الولایات المتحدة الأمریكیة والیابان لم تشكلا تھدیدا، فیمكننا أن ننام مرتاحین ولن نرى كابوسا بعد أن نرى التكالیف العسكریة الصینیة.”

الصين التبادل والتعاون العسكري مع البلدان الأخرى من هنا